سينما سقالة وذكريات الشباب.
الصويرة / حفيظ صادق
في قلب مدينة الصويرة الساحرة، كانت سينما سقالة تحكي قصصا من الفن والثقافة والذكريات التي ترسخت في قلوب الشباب والكبار على حد سواء. كانت هذه السينما الجميلة تنبض بالحياة والنشاط منذ تحولت إلى دار عرض سينمائية في سنة 1940م.
في أوائل سنوات الاستعمار، بادر Sandillon بتأسيس أول سينما في المنطقة بالقرب من مطحنته، حيث كانت تعرض الأفلام الصامتة، وهو ما أكده الحسين بوفوس الذي ذكر أنها كانت تعرف باسم “سينما لانديو”. وكان جمهورها يجلسون على الخناشي، فتبوأت مكانة خاصة في قلوب الناس.
من ثم، تبعتها سينما “La Renaissance” التي افتتحها Frigeri في الملاح القديم بمحل بينكال في أواخر العشرينات من القرن العشرين، مع كراسي ثابتة للمشاهدين. وبعد ذلك، أصبحت سينما سقالة جزءاً لا يتجزأ من مشهد الثقافة والترفيه في المدينة.
كانت القاعات السينمائية بالصويرة تمثل نافذة حقيقية على العالم، حيث كانت تعرض أفلاماً تنوعت بين الدراما والكوميديا والحركة، وكانت تجذب جماهير كبيرة، خصوصا في أوقات الأعياد. ومازلت تلك الذكريات حية في ذاكرة الكثيرين، حيث كانت التذاكر تباع في السوق السوداء، خاصة إذا كان الفيلم ذو شهرة عالمية.
تعتبر مدينة الصويرة بمثابة مركز ثقافي للسينما، حيث كانت تنقل رسائل السلام والإنسانية، وتعزز التواصل والتفاهم بين مختلف الثقافات والأعمار. وما زالت تلك الذكريات تنبض بالحياة في أذهاننا، فكل من عاش في تلك الفترة يحمل ذكريات جميلة وممتعة.
رحم الله كل عاشق للسينما ولسينما سقالة بالذات، حيث كانت تذكرة الدخول تمثل تذكرة إلى عالم سحري من المغامرات والأحلام. وكما يقولون، كل شيء قديم له طعم خاص، ولذلك فإننا نحن رجال اليوم نتمنى لو كنا قد عشنا تلك الأيام الجميلة في مدينة الصويرة السينمائية.
فلتحيا ذكريات السينما والشباب، ولتبقى سينما سقالة شاهدة على تاريخنا وثقافتنا وذكرياتنا التي لا تنسى.