” سلالمي “

0 275

هشام الدكاني: بيان مراكش

أولا وقبل كل شيء..
أود أن أترحم على روح صديقي الحاج (ميلود الربعاوي) رحمة الله عليه ، والذي كان أستاذا مربيا بكل ما في المعنى من كلمة بمدينة مراكش ، خلال فترته الأخيرة ٱستفذت منه الكثير والكثير ، من خلال الزخم الهائل عن تجاربه الخاصة ، ولعل مقالي هذا كان وليد نقاش مستفيض دار بيني وبينه قرابة السنتين قبل وفاته رحمة الله عليه ، وأكثر ما أثار ٱنتباهي هي كلمة «سلالمية!!!»
حيث سمعتها لأول مرة تخرج من فاهه ، لكن الوصف أثار ٱنتباهي! ، مما جعلني اليوم أخوض غمار كتابة هذا المقال ، وشرح كيف يكون «سلالمي» كما وصفه لي الحاج ميلود الربعاوي رحمه الله. فالسلالمي باللهجة المغربية العامية ، وخصوصا في الثقافة المراكشية.. تطلق من أجل وصف دقيق على المتملق أو المنافق أو الوصولي والإستغلالي والقائمة تطول.. فجميع هذه المسميات تتحد في كيان واحد وتشكل شخصية كائن غريب عجيب يطلق عليها: «سلالمي» ، ولهذا هو أناني ومحب لذاته فقط لاحتوائه على كل هذه الصفات الذميمة.
ولعل أهم ما يلفت النظر في شخصيتة ، هو عدم ورود كلمة مبادئ أو قيم في قاموسه ، فالحكمة الوحيدة التي يؤمن بها في الحياة ، هي أن الغاية تبرر الوسيلة…
«فالسلالمي» على ٱستعداد لفعل أي شيء تتخيلونه حتى يصل إلى أهدافه ، فلا مانع لديه أن يكون مهرجا أو صديقا مقربا أو متدينا إن دعت الحاجة لتمثيل ذلك ، أو يعطي إيحاء بأنه ذا مبادئ فقط ليرضي من سيستفيد من ورائه ، كما أنه قد ينقل الأخبار أو يشعل الفتن إذا ٱقتضى الأمر ذلك ، ليحقق ما يرنو إليه ، فهو يتشكل ويتحور ويتقلب للوصول لغاياته وأهدافه.. ولذلك يعتبر «سلالمي» من أخطر الشخصيات التي يجب علينا الحذر عند التعامل معها ، لأنه وبكل بساطة من وجهة نظري الخاصة ، من الصعب أن تكتشف شخصيته بسهولة ، وإنما المواقف هي التي تظهر لك حقيقته ، ولا أبالغ إن قلت إنه غالبا ما تكتشف ذلك بعد فوات الأوان ، حيث حقق «سلالمي» مبتغاه وٱنتقل لحياكة خيوطه العنكبوتية على أشخاص آخرين.
وبالرغم من أنه متبلد الإحساس والمشاعر.. إلا إنه في نفس الوقت ممثل بارع في أداء جميع الأدوار الدرامية والتي يبدع في تقمصها وأدائها في وقت الحاجة ، بإحساس منقطع النظير يجعل المشاهد مقتنعا بحقيقة مشاعره وأحاسيسه أو ولائه وٱنتمائه.
والعجيب الغريب ، أنك حتى لو ٱكتشفت حقيقته وواجهته بها ، لا تعتقد انه سيستحي.. فعند حاجته لخدماتك سيأتي إليك مسرعا وكأن شيئا لم يقع!!! ، أي التمثيل والإستجداء والتذلل والاستعطاف حتى يرق قلبك له ، وتبلغه ما يسعى إليه.
إن «سلالمي» وصولي وٱنتهازي بطبعه ، فدائما ما يسعى إلى المناصب العالية والمراكز المرموقة بغض النظر عن الكيفية أو الأدوات التي سيسخرها لأجل تحقيق أحلامه ، وهذه النوعية بالذات علينا الحذر منها والإبتعاد عنها بعد ما بين السماء والأرض.
وختاماً أقول:
إن الأنانية وحب الذات والنرجسية وكره الخير للآخرين هي الينابيع المغذية لشخصية «سلالمي» ، وهي التي تغذي نفسه المريضة فتدفعه إلى التسلق على أكتاف الآخرين بغض النظر عن الوسائل والطرق أو النتائج والعواقب.
فحذاؤي ثم حذاري من هذا النوع!!!.

رحم الله الفقيد سي “ميلود الربعاوي” وأسكنه فسيح جناته.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.