زيارة مفاجئة للتحقيق في شكاوى ضد عناصر الفرقة السياحية: خطوة جادة من أجل تحسين الأداء الأمني بمراكش
صباح اليوم الخميس بزيارة إلى مقر الفرقة السياحية بجامع الفنا والدائرة الأمنية الثالثة بباب أغمات في مراكش. قام وفد والي الأمن بالنيابة محمد مشيشو، وذلك بحضور رئيس مصلحة الشرطة القضائية ورئيس المنطقة الأمنية للمدينة، حيث أجروا تفتيشًا ميدانيًا شمل التحقيق في الشكاوى المتعددة التي وردت ضد بعض أفراد الفرقة السياحية
أفادت مصادر خاصة للجريدة بأن هذه الزيارة جاءت نتيجة لشكاوى عديدة تم تلقيها من قبل مواطنين وزوار المدينة حول تجاوزات مهنية من بعض عناصر الفرقة السياحية. فقد رصدت تقارير تشير إلى وجود تصرفات غير مهنية وغير لائقة من قبل بعض رجال الشرطة العاملين في هذا القطاع، الأمر الذي استدعى تدخلاً سريعًا من الجهات الأمنية العليا لتوضيح حقيقة تلك التجاوزات واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين.
من المعروف أن مدينة مراكش تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، حيث يتوافد عليها الآلاف من السياح سنويًا من مختلف أنحاء العالم. لذلك، تُعد الفرقة السياحية في المدينة أحد الأعمدة الأساسية في الحفاظ على الأمن، وخاصة في المناطق الحيوية مثل ساحة جامع الفنا، التي تشهد حركة سياحية نشطة على مدار العام.
الزيارة المفاجئة، التي تهدف إلى الوقوف على حقيقة هذه الشكاوى والتحقيق في مدى صحتها، تأتي في إطار الحرص على تحسين الأداء الأمني وضمان تقديم خدمة مهنية لائقة للسياح والمواطنين على حد سواء. وقد أكدت المصادر أن الوفد الأمني قام بمراجعة التقارير والشكاوى التي تم تقديمها ضد بعض أفراد الفرقة، بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع مجموعة من المواطنين والسياح الذين شهدوا بعض التجاوزات أو تصرفات غير لائقة من بعض العناصر.
وعلى الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لتلك التجاوزات لم تُكشف بعد، إلا أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن بعض التصرفات قد تكون ناتجة عن ضعف في الأداء المهني، أو ربما بسبب تصرفات فردية غير مقبولة من بعض عناصر الشرطة، وهو ما دفع المسؤولين إلى التدخل بسرعة لضمان عدم تأثير هذه التجاوزات على سمعة جهاز الأمن وسمعة المدينة كوجهة سياحية عالمية.
تتكون اللجنة التي قامت بالزيارة من مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، من بينهم والي الأمن بالنيابة محمد مشيشو ورئيس مصلحة الشرطة القضائية ورئيس المنطقة الأمنية. وتعمل اللجنة على جمع كافة المعطيات اللازمة من أجل التحقيق الشامل، ومراجعة سلوك وتصرفات أفراد الفرقة السياحية الذين وردت ضدهم الشكاوى. كما تم فتح تحقيق رسمي في تلك التجاوزات، ومن المتوقع أن تٌتخذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال تم التأكد من وجود أي إخلالات.
الزيارة المفاجئة لاقت ترحيبًا واسعًا في الأوساط الشعبية والجمعوية بمراكش، حيث اعتبر العديد من المواطنين والنشطاء أن هذه الخطوة تعكس التزام الجهات الأمنية بتحقيق الشفافية والمهنية في العمل الأمني. وقال بعض المتابعين أن هذا النوع من التحركات الميدانية يساعد في تعزيز الثقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية، ويظهر جدية السلطات في معالجة أي خلل قد يؤثر على سمعة الأمن العمومي في المدينة.
وفي الوقت نفسه، دعا البعض إلى ضرورة توفير برامج تدريبية مكثفة لعناصر الفرقة السياحية من أجل تحسين أدائهم، خاصة في التعامل مع السياح الذين يتوقعون مستوى عالٍ من الاحترافية والسلوك المهني من رجال الأمن في المناطق السياحية.
إذا أسفرت التحقيقات عن وجود مخالفات أو تجاوزات، من المتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد العناصر المخالفة، بما في ذلك توقيع عقوبات تأديبية أو إدارية وفقًا لقانون الأمن الوطني. كما قد يشمل الأمر إعادة تقييم لبعض أفراد الفرقة، أو حتى استبدال بعض العناصر التي قد لا تكون قادرة على الوفاء بمسؤولياتها الأمنية بالشكل المطلوب.
من جهة أخرى، قد تدفع هذه الحادثة الجهات الأمنية إلى إعادة النظر في الإجراءات المتبعة في تدريب وتعزيز قدرات أفراد الفرقة السياحية في مراكش، من أجل ضمان تحسين مستوى الخدمات الأمنية المقدمة للسياح وضمان شعورهم بالأمان والراحة أثناء زيارتهم للمدينة
تعد زيارة وفد الأمن إلى مقر الفرقة السياحية في مراكش بمثابة رسالة قوية تؤكد على التزام السلطات المحلية بتقديم أفضل مستوى من الخدمة الأمنية لجميع سكان وزوار المدينة. وبينما تبقى التحقيقات جارية لتحديد حقيقة الشكاوى وتجاوزات بعض أفراد الفرقة، فإن هذه الخطوة تُعتبر بمثابة ضمانة حقيقية للمتابعة الدقيقة لأي إخلالات قد تحدث، وتُظهر حرص الأجهزة الأمنية على تحسين صورتها وضمان رضا المواطنين والسياح على حد سواء.