زيارة جلالة الملك للصين تفتح عهدا جديدا في تاريخ العلاقات القائمة بين البلدين (مدير المركز الإفريقي للدراسات الآسيوية)

0 448

قال مدير المركز الإفريقي للدراسات الآسيوية، السيد المصطفى الرزرازي، اليوم الخميس، إن الزيارة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجمهورية الصين الشعبية تفتح عهدا جديدا في تاريخ العلاقات القائمة بين البلدين.

وأوضح السيد الرزرازي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الزيارة التي بدأها جلالة الملك أمس للصين تأتي لتفتح عهد جديد في تاريخ العلاقات الثنائية، وهو ما تعكسه نوعية الشراكة الإستراتيجية التي وقعها قائدا البلدين وكذا العدد الهام من الاتفاقيات التي جرى إبرامها، والتي تشمل كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والإنسانية.

وأشار إلى أن توجه المملكة نحو تعزيز العلاقات التي تجمعها بالصين ودول آسيوية أخرى يجد تفسيره الجيوستراتيجي في ما أحرزته من مكتسبات اقتصادية واجتماعية نوعية، حيث أصبح المغرب، أكثر من أي وقت مضى، مؤهلا لإيواء مشاريع شراكة صناعية وتجارية من الجيل الثاني، وذلك على ضوء التحولات السياسية التي يعيشها العالم اليوم، لاسيما ما يتعلق منها بتدبير الأزمات الإقليمية.

ويرى السيد الرزرازي، وهو أيضا خبير في الشؤون الآسيوية، أن إعلان الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين “شامل ومتنوع ومحفز فضلا عن كونه مطمئن إلى حد كبير”، وذلك على اعتبار أنه يشمل جميع القطاعات الحيوية، متجاوزا بذلك عتبة التعاون الثنائي التقليدي، موضحا في هذا الصدد أن هذه الشراكة تشمل قطاع تصنيع السيارات والطيران والبنيات التحتية، إلى جانب قطاعات الصحة والأمن الغذائي والثقافة.

وأكد مدير المركز الإفريقي للدراسات الآسيوية أن هذه الشراكة الإستراتيجية محفزة “لأنها جسدت إرادة مشتركة في تشجيع المستثمرين وتيسير عملية انتقال رؤوس الأموال والخبرات، ثم مطمئنة اعتبارا للقرار الشجاع والإنساني القاضي بتسهيل سفر المواطنين الصينيين إلى المغرب، عبر إلغاء التأشيرة التي كانت مفروضة في السابق، وما رفاقها من توقيع اتفاقيات قضائية”.

واعتبر السيد الرزرازي أن رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلقة بإعادة هيكلة علاقات وشراكات المغرب وتنويعها، تجد ترجمتها العملية في الزيارات التي شد فيها جلالة الملك الرحال مؤخرا إلى عدد من البلدان، لاسيما الزيارة الراهنة إلى جمهورية الصين الشعبية، مشيرا إلى أن جلالته “ضخ نفسا جديدا في الأداء الدبلوماسي المغربي، وذلك من خلال تحرير السياسة الخارجية المغربية من منظومة العلاقات التقليدية”.

ففي قراءة متأنية لخطاب جلالة الملك خلال القمة الأخيرة لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي بجوهانسبورغ السنة الماضية – يضيف السيد الرزرازي- “نجد جلالته يضع خارطة طريق لعلاقات المغرب مع الصين، أساسها التعاون جنوب- جنوب وقوامها علاقات تجارية مبنية على مبدأ رابح- رابح، إلى جانب البحث عن فرص جديدة للتعاون الثلاثي بين المغرب والصين وشركائه الأفارقة، سواء في الشق المتعلق بالمشاريع التنموية، أو في إطار العقيدة الجديدة للصين المبنية على منظومة طريق الحرير البحري الجديدة، والتي يتبوأ فيها المغرب موقعا مركزيا، سواء من حيث أنه يشكل حلقة وصل قارية (إفريقيا- الشرق الأوسط- أوروبا)، أو من حيث كونه مدخلا أسياسيا على الواجهة الأفرو-أطلسية.

وقال في هذا الصدد، “إذا ما عدنا إلى خطاب جلالته في القمة المغربية- الخليجية بالرياض أيضا، يتضح أن المقاربة المغربية المتعلقة بتنويع شركائه ليست منحصرة في الشق الاقتصادي، بل هي إستراتيجية وشاملة تتناسب مع حاجة المغرب إلى تجديد آليات التعاطي مع التغيرات العالمية في شقها الاقتصادي والسياسي والأمني”.

وخلص الخبير في الشؤون الآسيوية إلى أن “الزيارة الملكية للصين هي في حد ذاتها مكسب للمغرب، على اعتبار أنها ستؤطر للمرحلة القادمة من سيرورة التعاون المغربي- الصيني المرتبط ببناء شركات جديدة وتفعيل أخرى، والرفع من سقف التعاون الشامل، إن على المستوى السياسي، الاقتصادي أو الأمني”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.