زاكورة.. رفع الستار عن الدورة السادسة للمهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية

0 955

افتتحت مساء أمس الخميس بزاكورة، فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية، بتكريم وجوه محلية ووطنية من محترفي الفن الشعبي الأصيل، بالإضافة إلى حكواتيين من مصر وإيطاليا، في إطار تكريس ثقافة الاعتراف بمساهماتهم في الحفاظ على هذا التراث الإنساني اللامادي من الاندثار.

وينظم هذا المهرجان استجابة لحاجة ملحة لتوثيق التراث غير المادي بمنطقة درعة وإغناء رصيدها الوثائقي، ولإبراز الوجه الفني والثقافي للمنطقة، حيث تتمازج ألوان مختلفة من الفن الأصيل والمحكي الشعبي، إضافة إلى دوره في خلق حركية فنية وثقافية وأجواء فرجوية لفائدة ساكنة إقليم زاكورة.

وبهذه المناسبة، قال مدير المهرجان السيد عبد العزيز الراشدي، إن دورة هذه السنة تشكل منعطفا أساسيا في طرح النقاش حول مسألة تثمين الموروث الشعبي عامة، والحكاية والفنون الشعبية بشكل خاص، مضيفا أن ما يميز هذه الدورة هو نقلها للحكاية الشعبية من القاعات إلى الساحات العمومية حيث ستستمتع ساكنة المدينة بعروض فنية شعبية متنوعة.

وأبرز السيد الراشدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مدينة زاكورة لطالما كانت محطة للاحتفال بالفن الشعبي مثل فن “الحلقة” و”الزفانة” ومحجا لعشاق هذه الفنون، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الثقافية ستفتح آفاقا جديدة لتطوير وتنمية هذا الإرث الثقافي والإنساني.

من جهته، قال المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة بجهة درعة تافيلالت، السيد لحسن الشرفي، إن دورة المهرجان لهذه السنة تمثل تراكما معرفيا وتقنيا لتنظيم مثل هذه التظاهرات الثقافية، ومحطة جديدة لإبراز ورد الاعتبار لفن نابع من الموروث الثقافي للمغاربة بمختلف عاداتهم وتقاليدهم وأنماط عيشهم وطقوسهم.

واعتبر في تصريح مماثل، أن هذه التظاهرة الثقافية هي أيضا محطة لاكتشاف فنون شعبية من خارج المغرب وفرصة للتلاقح والتبادل الثقافي بجهة درعة تافيلالت التي يشكل فيها الحقل الثقافي قاطرة للتنمية، وفي وقت بات فيه فن الحكاية الشعبية مهددا بالاندثار جراء بعض السلوكيات الثقافية الدخيلة.

وعرف حفل الافتتاح، الذي حضره عامل إقليم زاكورة السيد فؤاد حجي وشخصيات ومسؤولون محليون، تكريم حكواتيين وفنانين شعبيين مغاربة وأجانب، هم عبد الإله أمل الملقب بـ”لمسيح” والحكواتية والكوميدية الإيطالية فريدا مورو وفرقة مل وي المصرية للفنون الشعبية، ورئيس فرقة الحضرة الشهير بالمنطقة محمد بن إيدير المحمودي، إلى جانب توزيع جوائز تحفيزية على الفائزين بمسابقة “الحكواتي الصغير”، وذلك تشجيعا من إدارة المهرجان لإبداعاتهم وتشبثهم بموروث أجدادهم.

في هذا الصدد، قال الكوميدي والحكواتي المغربي عبد الإله أمل الملقب بـ”لمسيح”، إن مشاركته وتكريمه بالمهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية، يعتبر محفزا له للمزيد من العطاء في مجال الحكاية الشعبية المغربية، وإيصالها للعالم، داعيا جميع الحكواتيين المغاربة إلى عدم التفريط في تراثهم باعتباره “أمانة وجب الحفاظ عليها”.

وبدورها، أعربت الحكواتية والكوميدية الإيطالية فريدا مورو عن سعادتها بهذا التكريم وبالتواجد في المغرب، البلد الزاخر بفنون شعبية تحمل بين طياتها طابعا إفريقيا متميزا، مضيفة أن الحكاية الشعبية تحمل العديد من المعاني والقيم عن الحياة والموت وكل ما نعيشه من قصص “لن تتغير رغم تغير الأزمنة”.

أما مدير فرقة مل وي المصرية للفنون الشعبية، أسامة عبد الله محمود الملواني، فأعرب عن سعادته الكبيرة بالاستقبال الحافل الذي خصه جمهور زاكورة للفرقة، وبتكريم الفن الشعبي المصري، مضيفا أنه ليس بالجديد على الشعب المغربي تذوق الفن الأصيل، بدليل التجاوب الكبير مع الرقصات المقدمة. كما أبرز ضرورة إرساء شراكات وروابط للتواصل بين الثقافتين لوجود قواسم مشتركة عديدة تجمعهما.

وتضمنت فقرات حفل الافتتاح أيضا تقديم عروض فنية وشعبية، من أبرزها عرض “الفرعون” و”رقصة العصاية” و”التنورة”، التي قدمها أعضاء فرقة “مل وي” المصرية للفنون الشعبية، بالإضافة لعرض حكائي مشترك بعنوان “لغة الحكاية” قدمه فنانون من المغرب وفرنسا واسبانيا وإيطاليا، ثم وصلة كوميدية للفنان “لمسيح”، وعرض فني عالمي يعتمد على تقنية الأضواء للفنانة البلجيكية إلي كانديلا.

ويتواصل المهرجان، المنظم من قبل مركز القصبة للثقافة والفنون بزاكورة، بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال ومجلس جهة درعة تافيلالت، والمجلس الإقليمي لزاكورة، إلى غاية 15 أكتوبر الجاري، بمشاركة نخبة من أهم الحكواتيين والفرق الفنية من المغرب والخارج، سيقدمون عروضا فردية وجماعية لفن الحكاية، وعروضا مسرحية ووصلات من الفن الشعبي الأصيل، ستستمتع بها ساكنة المدينة وزوارها بكل من دار الثقافة والساحات العمومية بالمدينة والقرى المجاورة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.