رواية “ليس هناك لحية ملساء” لمنير السرحاني ..رحلة عبور من الظلام إلى النور

0 1٬366

تقتفي رواية “ليس هناك لحية ملساء” باللغة الفرنسية للكاتب منير السرحاني ، التي تم تقديمها مساء أمس الخميس بالدار البيضاء، مطبات رحلة عبور شخصياتها من الظلام إلى النور.

ويحاول الكاتب الشاب عبر هذه الرواية التي قدمت في إطار المقهى الأدبي الذي نظمه نادي “روتاري كازا كورنيش” من خلال قصة البطلة فاطمة الزهراء مع والدها، أن يرصد بلغة ظلت وفية للشعر واقع التطرف الديني وتأثيراته السلبية على الإسلام دين الاعتدال والوسطية.

ويصف الكاتب بلغة قوية ومقتصدة أصناف العنف “الرهيب” الذي كان يمارسه الأب المتطرف على ابنته ، حيث فرض عليها الحجاب منذ طفولتها وكان يهددها بمنعها عن الدراسة عند اقترافها لأدنى خطأ.

تنقل الرواية، كذلك، مفارقات وتناقضات وازدواجية شخصية الأب العنيف والمرعب داخل البيت والطيب والخدوم خارجه. كما تصور الصراع الداخلي للبطلة التي تشعر أنها “ضائعة في عالم تضل فيه العلاقة بين المقدس والمدنس ضبابية”.

لذلك فإن “ليس هناك لحية ملساء” رواية متعددة الأصوات ، فهي وإن كانت تركز على شخصية فاطمة الزهراء إلا أنها تقدم شخوصا أخرى مختلفة من قبيل صديقة فاطمة الزهراء ووالدها أستاذ الفرنسية المتفتح و المختلف كليا عن شخصية والد البطلة.

وبموت الأب تنهي فاطمة الزهراء فصلا من حياتها المضطربة والممتلئة بالمعاناة، لتنتقل بفضل زوجها و صديقتها المقربة إلى مرحلة أخرى تحاول فيها من خلال الحب أن تعثر على سلامها الداخلي وتشعل لهيب روحها المنطفئ.

وترفض رواية “ليس هناك لحية ملساء” التي استغرق الكاتب في كتابتها أربع سنوات بعنوانها القطعي والحاسم، التطرف الديني بكل أشكاله، لتنتصر للإسلام المتنور والمعتدل أو حسب تعبير الكاتب “دين أمي البسيط والعميق والروحاني”.

وبالإضافة لرواية “ليس هناك لحية ملساء” الصادرة للتو عن دار النشر “مرسم” والتي تقدم لأول مرة في إطار نادي”روتاري كازا كورنيش” أصدر منير السرحاني ثلاث دواوين شعرية بالفرنسية وهي “ذاهب إلى الظلام الصامت” و “عشت كي أنتظرك” و “عارية كليل”.

كما ينخرط الكاتب في مشروع أدبي آخر يعتبره بمثابة “مشروع شخصي” عبر حرصه على ترجمة دواوين مجموعة من الشعراء المغاربة من العربية إلى الفرنسية من قبيل “ورقة البهاء” للشعر محمد بنيس و “على انفراد ” للشاعر حسن نجمي و مختارات شعرية “حدس الذئبة” للشاعرة عائشة البصري، فضلا عن الديوان الزجلي “ترامواي” لمراد القادري.

ومنير السرحاني من مواليد مدينة القصر الكبير سنة 1982، وهو أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بالرباط،، نال دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة السياسية العربية الإسلامية، كما حصل على جائزة الإبداع الأدبي، فرع اللغة الفرنسية، التي نظمتها القناة الثانية في دورتها لسنة 2013.

ويعمل نادي “روتاري كازا كورنيش” الذي تأسس سنة 2001 و يرأسه خالد محمدي (2016-2017) في المجالات الاجتماعية والخيرية والثقافية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.