أجرى رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش أمس الخميس ببرلين جملة من اللقاءات مع عدد من المسئولين الألمان تم خلالها بحث فرص تعزيز التعاون المغربي الألماني.
وفي هذا الإطار، عقد بنشماش ضمن برنامج زيارته لألمانيا ، التي انطلقت منذ أول أمس، مباحثات مع رئيس مجلس النواب الألماني “البوندستاغ” نوربيرت لاميرت ، بحضور سفير المملكة ببرلين عمر زنيبر ، ركزت على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال بنشماش في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المباحثات مع رئيس المؤسسة التشريعية الألمانية، أكدت أن المسئولين الألمان لديهم قناعة، أكثر من أي وقت مضى، بأن المغرب شريك قوي في المنطقة، ولديهم صورة واضحة حول مسار الإصلاحات الذي قام به المغرب والتحديات المشتركة التي تطرحها التحولات الجارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح بنشماش أنه تم خلال هذه المباحثات تجديد التأكيد على تفعيل مضامين “إعلان الرباط ” الذي تم التوقيع عليه بين المغرب وألمانيا خلال زيارة وزير الخارجية الألماني للمملكة سنة 2013 .
وذكر أن من ضمن أهم القضايا الأساسية التي نص عليها الإعلان الذي حث على تعزيز الاتصالات الثنائية وتكثيف التعاون بين البلدين في مجالات الديمقراطية ودولة الحق والقانون وحماية حقوق الإنسان ، هو الارتقاء بمستوى العلاقات ما بين المؤسستين التشريعيتين.
وأشار إلى أن الطرفين التزما بصياغة برامج عمل ملموسة معربا عن أمله في أن ترى هذه البرامج النور في أقرب الآجال.
وقد أجرى بنشماش أيضا مباحثات مع كريستوف هوسغن ، المستشار الدبلوماسي للمستشارة أنغيلا ميركل ، تم خلالها تدارس فرص تعزيز التعاون بين البلدين.
وتضمن برنامج زيارة بن شماش تنظيم لقاء بمؤسسة كونراد أديناور ، قدم خلاله رئيس مجلس المستشارين عرضا مفصلا حول موضوع ” دور الجهوية في دعم الاصلاحات الديمقراطية بالمغرب ” ، استعرض فيه الخطوات التي حققها المغرب في هذا الاطار.
وأبرز بنشماش في هذا اللقاء الذي نشطه نائب مدير التعاون الأوروبي والدولي بالمؤسسة فولفغانغ مايير ، المبادرات المرتبطة بمسلسل الاصلاحات والمشاريع المتعلقة بالجهوية ، والرهانات التي تطرحها .
وذكر أن مشروع الجهوية ساهمت في صياغته كل مكونات المجتمع المغربي ، من أحزاب ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني وهيئات ، من أجل وضع نموذج مغربي محض مضيفا أنه تم تقديم في هذا السياق 186 مذكرة تضمنت اقتراحات وتصورات كل الأطراف المشاركة بخصوص الجهوية .
وأشار إلى أن المغرب أنجز رؤية استراتيجية لمشروع الجهوية ، تتميز بديناميكية كبيرة للبناء الديمقراطي على مستوى الجهات والجماعات القروية .
كما شكل اللقاء مناسبة لاستعراض الاصلاحات المتعلقة بحقوق النساء وحقوق الانسان ، وبالمساواة بين الجنسين وقضية المناصفة، في إطار توطيد البناء الديمقراطي بالمملكة، لافتا الانتباه في نفس الوقت إلى أن هذه الاصلاحات جاءت بإرادة قوية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، والتي تلتقي مع إرادة كل المغاربة بكل تياراتهم وتوجهاتهم السياسية.
من جهته أكد سفير المملكة ببرلين أن الهدف من هذه اللقاءات تكمن في إطلاع الفاعلين الالمان في مختلف المجالات من خبراء وأخصائيين في الشؤون الدولية ومهتمون وشباب ، على التطورات التي يشهدها المغرب.