حين اهتزت أريكة رئاسة الجهة في منتصف الليل!

0 1٬546

يبدو أن رئيس جهة مراكش آسفي، سمير كودار، يعيش هذه الأيام واحداً من أكثر فصول ولايته سخونة، بعد أن نزل عليه خبر اجتماع عدد من أعضاء مجلس الجهة في مدينة المحمدية كالبرق في ليلة غفلون. فبينما كان الرجل مطمئناً إلى تماسك أغلبيته، جاءته “الهدية” على حين غرة: عدد من حلفائه السابقين بصدد الحسم في قرار التحول إلى المعارضة!

مصادر “بيان مراكش” أكدت أن الخبر وقع على كودار كالصاعقة، حتى أن بعض المقربين منه علقوا مازحين بأن “الرئيس ما غفى له جفن” تلك الليلة، وهو يلتقط هاتفه بين كل لحظة وأخرى في ماراثون اتصالات ليلية محموم مع الغاضبين، في محاولة لتهدئة النفوس قبل أن يتحول المشهد إلى فضيحة سياسية مدوية قد تملأ عناوين المنابر الإعلامية في اليوم الموالي.

الاجتماع “الحاسم” الذي التأم في المحمدية لم يأتِ من فراغ، بل هو تتويج لسنوات من الغليان المكتوم في صدور عدد من الأعضاء الذين ضاقوا ذرعاً بما وصفوه بـ”الإقصاء الممنهج” و”انعدام العدالة المجالية” في توزيع المشاريع التنموية. فالأقاليم المهمشة، خصوصاً في العالم القروي، لا تزال تنتظر نصيبها من الكعكة التنموية التي يبدو أن رئيس الجهة يوزعها وفق خرائط حزبية أكثر منها مجالية.

والطريف في القصة – أو المؤلم حسب الزاوية التي تراها – أن أحد البرلمانيين بإقليم شيشاوة وعضواً بمجلس الجهة عن حزب “بنت الصالحين”، لم يجد حرجاً في تقديم “وصفة سحرية” لهؤلاء الأعضاء الغاضبين حين طالبوا بإنصاف أقاليمهم، حيث فاوضهم قائلا:

 “إذا أردتم مشاريع في مناطقكم، فعليكم بالترشح مستقبلاً باسم حزبنا… وسأضمن لكم التزكيات والتنمية معاً!”… (حسب مصدرنا).

يا للعجب! التنمية صارت مشروطة بالانتماء الحزبي، وكأنها هبة خاصة لا حقاً دستورياً. هذا المشهد وحده كافٍ لفهم حجم الخلل في منطق تدبير الشأن الجهوي، حيث تختلط السياسة بالتنمية في طبق واحد لا يشبع لا المواطن ولا ممثليه.

اليوم، يجد كودار نفسه في مأزق غير مسبوق: فإما أن ينجح في ترميم بيته المتصدع قبل دورة غذ ” الإثنين6 اكتوبر ، أو سيجد نفسه أمام معارضة “ثقيلة العيار” قد تعصف بتوازنات المجلس وتكشف هشاشة “الأغلبية المريحة” التي طالما تباهى بها.

وفي انتظار انعقاد الدورة المرتقبة، يبقى السؤال العالق في أذهان الجميع:
هل سينجح كودار في إعادة لمّ الشمل المبعثر، أم ستتحول دورة إلى جلسة دوارٍ سياسي يصعب فيها “ تريّث ” أي طرف؟

الجواب قد نراه قريباً… لكن المؤكد أن “ الليل الطويل ” الذي قضاه الرئيس بعد ليلة الهبر الكبرى، لن ينساه بسهولة!

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.