بلغت نسبة الأطفال أقل من 18 سنة، في وضعية تشغيل بعمالة مراكش، 7, 8 في المائة، وذلك حسب دراسة حول الأسر أنجزت في اطار مشروع ” مسارات واعدة” الخاص بتشغيل الأطفال بجهة مراكش آسفي.
وحسب المعطيات التي تم الإعلان عنها خلال لقاء نظم اليوم الخميس بمراكش حول هذه الدراسة، أن الأعمال الممارسة من قبل الأطفال تتعلق على العموم بالفلاحة والصناعة التقليدية والخدمات والتجارة المنظمة وغير منظمة، حيث أن 29 في المائة من الأطفال يشتغلون في انتاج وبيع منتوجات الصناعة التقليدية، و17 في المائة من الأطفال باعة متجولون، و6 في المائة يشتغلون في النجارة، و4 في المائة في انتاج الخضروات، و2 في المائة في الخياطة والنسيج، وواحد في المائة في الحراسة الليلية.
وأضاف المصدر نفسه، أن الأعمال الخطيرة الممارسة من قبل هؤلاء الأطفال على مستوى عمالة مراكش، ترتبط على الخصوص، باستعمال الأدوات الحادة ( 3, 20 في المائة)، وحمل الخشب الثقيل ( 2, 15 في المائة)، واستعمال المنتوجات الكيماوية ( 9, 8 في المائة)، واستعمال النار لتذويب المعادن أو الزجاج ( 3, 6 في المائة).
وبالنسبة للأقاليم الأخرى المستهدفة، فإن نسبة تشغيل الأطفال أقل من 18 سنة بإقليم الحوز حددت في 2, 15 في المائة، في حين أن هذه النسبة تصل بشيشاوة الى 7,7 في المائة.
وأكدت مديرة مشروع “مسارات واعدة” السيدة نجاة سرحاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدراسة تروم إعداد معايير لتتبع وتقييم المشروع المتكون من عدة دراسات، تهم الأسرة، والأسواق المحلية والمحيط المدرسي.
ومن جهته، أوضح المدير الجهوي لوزارة التشغيل لجهة مراكش آسفي السيد عبد اللطيف شبيب، أن الهدف الأساسي لهذا اللقاء يكمن في تقييم نتائج هذه الدراسة المنجزة من قبل خبراء، ومناقشتها وإغنائها بالمقترحات التي يقدمها المجتمع المدني الذي يبقى فاعلا مهما في انجاز هذا المشروع على مستوى جهة مراكش آسفي.
وأضاف أن هذا المشروع، الذي يرتكز على ارساء مقاربة تشاركية، من خلال انخراط، على الخصوص المصالح التابعة للوزارة، والأسر والمجتمع المدني، يروم ليس فقط القضاء على تشغيل الأطفال، بل أيضا البحث عن السبل البديلة، التي تمكن ادماج هؤلاء الأطفال في الوسط المدرسي ومساعدة أسرهم على إيجاد السبل لكسب عيشهم عوض الاعتماد على أطفالهم.
أما السيد عبد الحق كميم، المتخصص في التربية في مشروع ” مسارات واعدة”، فأبرز من جانبه، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتقديم نتائج ثلاث دراسات التي مكنت من تحديد الحالات الخاصة بتشغيل الأطفال في بيئات متعددة، من بينها القرية والأسرة، والمدرسة.
يذكر أن الدراسة الخاصة بالأسرة المتعلقة بتشغيل الأطفال، في المناطق المستهدفة من قبل المشروع، والتي تهم عينة تشمل حوالي 1230 أسرة، تهدف الى دعم جهود المغرب في محاربة تشغيل الأطفال والحد من ظاهرة الهدر المدرسي.
وتهم هذه الدراسة العوامل الظرفية المؤثرة على ولوج الأطفال الى المدرسة ومتابعة مسارهم الدراسي، وأيضا البيئة المدرسية المؤثرة على تعلم هذه الفئة بالمؤسسات التعليمية، بالاضافة الى الخصائص الديمغرافية والسوسيو اقتصادية للأسرة بالمناطق المستهدفة من قبل هذا المشروع.
ويعتبر مشروع ” مسارات واعدة” مبادرة تسهر على إنجازها مؤسسة ” كريتيف أنترناسيونال” بتمويل من قبل وزارة التشغيل بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بتعاون وثيق مع عدة شركاء مغاربة من المؤسسات العمومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني .