جامعة القاضي عياض بمراكش تفتتح أول مركز مهن بالمغرب كوسيلة جديدة لتيسير تشغيل الشباب
افتتحت جامعة القاضي عياض بمراكش، اليوم الجمعة بكلية العلوم والتقنيات، أول مركز مهن بالمغرب الذي يعد وسيلة جديدة لتيسير تشغيل الشباب، وذلك بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ويعد هذا المركز، الذي تم افتتاحه بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي، وسفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب داويت بوش، أول المراكز النموذجية الستة التي يعتزم برنامج “مراكز المهن” التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فتحها في المغرب، بكل من الدار البيضاء ومراكش وطنجة، بشراكة مع ثلاث جامعات وثلاث مراكز للتكوين المهني.
وقال رئيس جامعة القاضي عياض عبد اللطيف الميراوي، في كلمة بالمناسبة، إن هذا المركز، الذي يعد ثمرة تعاون جيد بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والولايات المتحدة الأمريكية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، يعد تصورا أبان عن نجاعته وفعاليته عبر العالم وخاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وأضاف أن هذا المركز يشكل، أيضا، فضاء للتبادل بين الفاعلين بسوق الشغل من قبيل المقاولات والشباب ومؤسسات التكوين ووكالة التشغيل والمصالح العمومية وجمعيات واتحادات المقاولات، مشيرا إلى أن خدمات مركز المهن أضحت في متناول العموم بواسطة الموقع الإلكتروني (دوبل في دوبل في دوبل في. كارييرسانتر.ما) الذي دشن رسميا اليوم الجمعة.
وبعد أن استعرض مؤهلات والمنجزات التي حققتها جامعة القاضي عياض، أبرز رئيس الجامعة أن هذه المؤسسة الجامعية انخرطت في مسلسل الاندماج المهني منذ أربع سنوات من أجل جعل هذا المحور في صلب توجهات الجامعة من خلال تحقيق معدل اندماج مهني من 35 إلى 55 في المائة.
وأضاف أن جامعة القاضي عياض، التي تتوفر على 150 شعبة تكوين تضم أزيد من 75 ألف طالب، أضحت تحتل مكانة الريادة في المغرب وتعتبر رائدة في مجال الابتكار البيداغوجي (نظام التعليم عن بعد “مووك”).
من جهته، قال سفير الولايات المتحدة بالمغرب إن هذه المبادرة تتوخى الرفع من مستوى التعاون بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز امكانية تشغيل الشباب الذين يستحقون إيلاءهم عناية كبيرة باعتبارهم يشكلون مستقبل المغرب والمنطقة والعالم.
وأضاف أن تحسين مجال تشغيل الشباب يمر عبر تحسين المسارات المهنية، موضحا أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عملت بجدية على خلق المناخ الملائم لفائدة الطلبة لتمكينهم من الاستفادة من فرص الشغل.
وبعد أن أكد على أهمية تشغيل الشباب، أشاد الدبلوماسي الأمريكي بانخراط جميع الأطراف المعنية ومساهمتها في إنجاح هذا المشروع الكبير الذي سيشكل نموذجا لمناطق وبلدان أخرى.
من جانبه، شدد لحسن الداودي على أهمية الانفتاح على اللغة الانجليزية التي تعتبر لغة العلوم ، مؤكدا أن المغرب الذي يعد بلدا منفتحا على جميع اللغات، اختار النهج القائم على تعدد اللغات في إطار رؤيته الاستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية.
وأشاد، في هذا الصدد، بمبادرة جامعة القاضي عياض بمراكش الرامية إلى اعتماد التكنولوجيا الأمريكية بغية مساعدة الطلبة والشباب في إطار انتقالهم من التكوين إلى ميدان التشغيل وخاصة من ناحية تعزيز قدراتهم للاندماج في سوق الشغل.
بدوره، قال ممثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كورت لوو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الافتتاح الرسمي لأول مركز للمهن بالمغرب سيسمح بتقديم تكوينات غير تقنية (سوفت سكيلس) لفائدة الشباب المغاربة من أجل تسهيل ولوجهم إلى سوق الشغل بعد نهاية مشوارهم الدراسي الجامعي.
ويقوم هذا المركز على مساعدة الشباب خلال مرحلة انتقالهم من التكوين إلى التشغيل، عبر تقديم خدمات متنوعة لهم تتجلى في تقييم التوجيه، ودروس تؤهل لولوج الشغل، والتأهيل لاكتساب المهارات غير التقنية، والتعريف بالقطاعات الواعدة، وربط الاتصال مع المشغلين من خلال برامج تداريب وانخراط في نشاط المقاولة.
ويسعى هذا البرنامج، الذي أنجزته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، إلى دعم تشغيل 100 ألف شاب في أفق 2019 .