شهد المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، مساء أمس الثلاثاء، حفلا تكريميا لعملاقي الطرب العربي، المغربي عبد الوهاب الدكالي والسعودي محمد عبده، تخللته وصلات غنائية من الرصيد الحافل للفنانين الكبيرين.
ستة أصوات من أجيال مختلفة، أدت خلال الحفل الذي نظمته جمعية الأركسترا السمفونية للموسيقى الأصيلة، في إطار مهرجان “ليالي الأنس” واجب العرفان لعلمين طبعا تاريخ الأغنية في المغرب والسعودية، بل والعالم العربي.
واستمتع جمهور الرباط بأشهر أغاني الرائدين، الذين تعذر عليهما الحضور، مؤداة بأصوات ريم عمر، فؤاد طرب، ابراهيم بركات، رشيدة طلال، فضلا عن المطربين المخضرمين نادية أيوب وفؤاد الزبادي، مصحوبين بأركسترا السمفونية الأصيلة برئاسة عز الدين المنتصر.
“مرسول الحب”، “النظرة”، “كتعجبني” وغيرها لعميد الأغنية المغربية، و “الأماكن”، “أعتذر”، “لنا الله”… بعض من القطع الفريدة التي استعاد معها الجمهور سيرة تجربتين فنيتين طبعتهما الأصالة في انسجام مع روح تجديد دائمة، جعلت الدكالي ومحمد عبده حالتين إبداعيتين خاصتين في المشهد العربي.
وأثنى عباس الجراري، مستشار صاحب الجلالة، وعميد الأدب المغربي، في كلمة ألقيت نيابة عنه، على مبادرة فنية توفر فضاء لتلاقي صناع الأغنية والموسيقى، وتعزز دور الفنون في توطيد العلاقات الثقافية بين المغرب ومحيطه العربي.
ومن جهته، نوه الكاتب العام لوزارة الثقافة، محمد لطفي المريني بالتقليد الذي يسنه مهرجان “ليالي الأنس” محتفيا بالرواد المغاربة والعرب في لمة تجمع الأصوات الشابة والمكرسة على ساحة الغناء.
وأكد الفنان عبد العالي بركات رئيس الجمعية المنظمة أن التظاهرة مناسبة لإعادة الاعتبار للفن الراقي الأصيل الذي تربت عليه أجيال من متذوقي الموسيقى والغناء العربي.
وعرفت التظاهرة ، التي نظمت بدعم من وزارة الثقافة وبتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، حضور نخبة من الفنانين المغاربة وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي.
ويشتمل المهرجان ، الذي يتواصل الأربعاء والخميس ، على ورشات تكوينية حول تلحين الأغنية المغربية، من تأطير عز الدين منتصر ومحمد بلخياط وجمال الأمجد، وندوة حول “الموسيقى المغربية الكلاسيكية ودورها في العلاقات المغربية الخليجية” ، وندوة حول “حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة بالمغرب والمقاربة العربية” ، وورشات حول الموسيقى والموشحات المغربية والعربية من تأطير الفنانين عبد الواحد التطواني وشكيب العاصمي، وأخرى حول كتابة الشعر والزجل.