أكد وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، السيد إدريس مرون، اليوم الاثنين بالرباط، أن تطوير قطاع الهندسة المعمارية بالمغرب يمر عبر الرقي بدور المهندس المعماري وبجودة عمله ومنتوجه.
وأبرز السيد مرون، في كلمة بمناسبة اختتام فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الهندسة المعمارية، التي نظمت على مدى خمسة أيام، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الدور المحوري الذي يضطلع به المهندس المعماري في المزاوجة بين الحفاظ على أصالة المعمار المغربي وضرورة التجديد والابتكار لمواكبة تطور القطاع، ما يفرض إيلاء هذه الفئة المزيد من الاهتمام اللازم وتمكينها من سبل وآليات العمل الكفيلة بتمكينها من الاضطلاع بهذه المهمة على أكمل وجه.
وشدد على أن الدورة الأولى لمهرجان الهندسة المعمارية، التي نظمت تحت شعار “مغرب المعمار .. هوية وابتكار”، شكلت أرضية للنقاش حول ثقافة الهندسة المعمارية المغربية بين المهندسين المعماريين المغاربة وباقي المتدخلين، مؤكدا على أهمية استمرار هذه التظاهرة من خلال جعلها موعدا سنويا يمكن من طرح مختلف القضايا المرتبطة بالهندسة المعمارية والعمران بشكل عام، من أجل نسيج وفضاء عمراني أفضل.
وأعلن السيد مرون، بالمناسبة، عن قرار إنشاء متحف للهندسة المعمارية بالمملكة لإبراز بعدها الحضاري والابتكاري على مر العصور، مؤكدا، في السياق ذاته، على ضرورة وضع قانون جديد للتعمير يساهم في تطوير القطاع.
وقد تم بالمناسبة توقيع بروتوكول اتفاق بين الحكومتين المغربية والطوغولية في مجال التعمير وإعداد التراب والهندسة المعمارية، وقعها عن الجانب المغربي السيد مرون، وعن الجانب الطوغولي وزير التعمير والسكنى الطوغولي، السيد فياتوو كوادجو سيسينو.
ويلتزم الطرفان بموجب هذه الاتفاقية بالعمل على تطوير التعاون الثنائي في المجال عبر تبادل التجارب والخبرات في المجالات التقنية والعلمية والعملية والقانونية بين مختلف الفاعلين المعنيين بالبلدين.
وتم اختتام فعاليات المهرجان عقب محاضرة نظمت في إطار أنشطة هذه التظاهرة بحضور السيدين مرون وسيسينو، وتمحورت حول “المعمار المغربي المعاصر”، وقف خلالها المتدخلون على أبرز التيارات المعمارية التي عرفها المغرب منذ مطلع القرن العشرين إلى اليوم، من قبيل تيار الفنون الجميلة والتيار التحديثي والتيار التقدمي، ثم التيار ما بعد الحديث وصولا إلى التيار المعاصر.
واستعرض عدد من المهندسين المعماريين ينتمون لأجيال مختلفة، شهادات تؤرخ لتجاربهم المهنية، وقدموا تصوراتهم لتطوير القطاع حتى يستجيب لمتطلبات العصر على مستوى الابتكار والإبداع في المجال، مع الحفاظ على أصالة الهندسة المعمارية المغربية.
وتم في ختام هذه التظاهرة توزيع شهادات تقديرية على عدد من الطلبة المهندسين، وكذا جوائز على عدد من الأطفال المتوجين في مسابقة الرسم التي نظمت خلال الدورة، وذلك بهدف تحسيسهم بالوجه الحضاري للموروث المعماري الوطني وتحفيزهم على الإبداع.
يشار إلى أن تنظيم الدورة الأولى لمهرجان الهندسة المعمارية، بمبادرة من وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني، وبشراكة مع الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، جاء تخليدا للذكرى الثلاثين لخطاب جلالة المغفور له الحسن الثاني، في 14 يناير 1986 بمراكش، وللذكرى العاشرة للرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهيئة المهندسين المعماريين في 18 يناير 2006.
وتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم محاضرات ومعارض وأمسيات ثقافية وفنية وورشات للأطفال وزيارات لمواقع تاريخية تشهد على تنوع الهندسة المعمارية المغربية. ر/ع ص/ع ي ن ف