تطوير الطاقات المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، مستقبل مشترك لبلدان العالم يفرض تعبئة كل الموارد الممكنة (السيد الباكوري)

0 529

أكد رئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) السيد مصطفى الباكوري، اليوم الخميس بالدار البيضاء أن تطوير الطاقات المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، مستقبل مشترك لبلدان العالم يفرض تعبئة كل الموارد الممكنة.

وقال السيد الباكوري، في كلمة له خلال افتتاح أشغال ورشة عمل احتضنتها العاصمة الاقتصادية للمملكة لمناقشة تجربة المغرب في مجال الطاقة الشمسية المركزة بمشاركة خبراء الطاقة والتمويل من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، إن تقاسم التجارب بين الدول التي انخرطت في مشاريع للتنمية الطاقية يمكنه أن يعزز الجهود المبذولة للنهوض بالطاقات المتجددة والتكنولوجيات المرتبطة بها، بغرض التقليص من الكلفة الطاقية، والاستجابة لحاجيات السكان والفاعلين الصناعيين دون استنزاف الموارد الطاقية المتوفرة.

وبعد أن أبرز الخطوط العريضة للاستراتيجية الوطنية في مجال الطاقة الشمسية، شدد على أن المغرب مستعد لتقاسم الخبرات التي راكمها في هذا المجال مع باقي بلدان المنطقة، لتطوير مشاريع طاقية ذات جودة عالية وقيمة اقتصادية مضافة، خاصة في مجال الطاقة الشمسية المركزة كتقنية مبتكرة فاعلة في مجال التخزين الطاقي، تمكن من استثمار أفضل للموارد الطاقية المتوفرة بهذه البلدان، وإيجاد بدائل ناجعة للطاقات الأحفورية التي أصبحت ذات كلفة باهضة.

ومن جانبها، أبرزت مديرة مكتب المغرب العربي بالبنك الدولي السيدة ماري فرانسواز ماري نيلي أن ورشة اليوم تكتسي أهمية بالغة لتجميع التجارب الناجحة في مجال الطاقات المتجددة وتعميمها بمنطقة مينا، مشيرة إلى أن تقنية الطاقة الشمسية المركزة تشكل آلية معتبرة لتحسين المردودية الطاقية، وخفض تكلفة الإنتاج الطاقي، ومن الجدير التفكير في إنجاز مشاريع لإنشاء صناعات محلية مرتبطة بتنمية هذه التقنية وضمان استغلال راشد لموارد الطاقة الشمسية المتوفرة بكثرة بالمنطقة.

وسجلت بالمناسبة أن التجربة المغربية في هذا المجال تعد تجربة رائدة على المستويين الإقليمي والقاري، مما جعله يحظى بثقة كبيرة لدى المؤسسات المالية العالمية وفي مقدمتها البنك الدولي، الذي أخذ على عاتقه التعريف بالتجربة المغربية وتعميمها على البلدان الراغبة في خوض تجربة مماثلة، نظرا للنجاح الذي استطاعت تحقيقه بفضل توفر إرادة سياسية قوية تصبو إلى انتقال طاقي يخدم التنمية الصناعية والاقتصادية بالمملكة.

وفي السياق ذاته، أشاد ممثل البنك الإفريقي للتنمية السيد زاكو أمادو بالدور الذي يقوم به المغرب من أجل تعميم استخدام الطاقات المتجددة، والاستفادة من التكنولوجيات الطاقية البديلة، مؤكدا أن وضع تجربته في مجال تنمية الطاقات المتجددة والشمسية على الخصوص قيد الدراسة والبحث سيتيح تجاوز نقط الضعف، ووضع خطط عمل تتميز بالنجاعة والقابلية للتطبيق، لتجنيب الدول المقبلة على خوض المبادرة ذاتها عوامل الفشل، مسجلا أن المغرب فتح الباب أمام البلدان الإفريقية للانخراط في مشاريع طاقية متقدمة لها أثر كبير على بيئة عيش الساكنة ومستوى التنمية الاقتصادية بهذه البلدان.

فيما عرضت السيدة زهرة الطايق، مديرة الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، للجهود التي يبذلها المغرب لتطوير قدراته وإمكانياته في مجال الطاقات المتجددة، مذكرة بأن المملكة تطمح بلوغ إنتاج 52 بالمائة من الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة، في أفق سنة 2030 ، تتوزع ما بين 20 بالمائة من الطاقة الشمسية، و20 بالمائة من الطاقة الريحية، و12 بالمائة من الطاقة الكهرمائية.

وأوضحت أن المغرب، الذي أبدى حرصا كبيرا على احترام التزاماته البيئية، عمد إلى إحداث بنية مؤسساتية لتدبير القطاع الطاقي تتولى مهمة السهر على تنزيل الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال، من خلال اعتماد حلول مبتكرة، تتظافر فيها جهود القطاعين العام والخاص، للقيام باستثمارات قادرة على استقطاب دعم المؤسسات المالية الدولية، مضيفة أن هذه الاستراتيجية تقوم أيضا على تنشيط البحث العلمي في هذا القطاع، حيث تم إحداث معهد للأبحاث والابتكار في مجال الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة للمساهمة في تأمين انتقال طاقي سريع وناجع.

وشكلت هذه الجلسة الافتتاحية مناسبة لتقديم عرض من طرف السيد ساكاري أوسانون، المدير العام المساعد لوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، عن الخدمات التي تقدمها الوكالة من أجل مساعدة الدول الأعضاء فيها على تحديد خططها الاستراتيجية في كافة مجالات الطاقة المتجددة٬ بما في ذلك الطاقة الحيوية٬ وطاقة حرارة الأرض٬ والطاقة الكهرومائية٬ وطاقة المحيطات٬ والطاقة الشمسية٬ وطاقة الرياح.

ويتضمن برنامج هذه الورشة الإقليمية، التي تنظم بتعاون بين البنك الدولي وصناديق الاستثمار في الأنشطة المناخية والوكالة المغربية للطاقة الشمسية، جلسات عمل تهم تقنية الطاقة الشمسية المركزة ودورها في تقليص الكلفة الطاقية، ونماذج وطرق تمويل المشاريع الطاقية، ودور الابتكار في الإنتاجات الطاقية المحلية، على أن تختتم الأشغال بتقديم خلاصة أعمال اليوم والخطوط العريضة لخطة صندوق التكنولوجيات النظيفة في مجال الاستثمار الطاقي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.