تدابير أمنية مشددة في مراكش: حملة مداهمة لمقاهي الشيشة بمنطقة جليز.
في إطار الحملة الأمنية التي تشنها مصالح الأمن على مختلف الظواهر السلبية التي تهدد الأمن العام في مدينة مراكش، أقدمت عناصر المنطقة الأمنية جليز تحت إشراف رئيسها على تنفيذ عملية مداهمة مفاجئة لمجموعة من مقاهي الشيشة المتواجدة بشارع يعقوب المنصور، وذلك مساء يوم الجمعة الماضي. وقد أسفرت العملية عن نتائج ملموسة تمثلت في حجز كمية كبيرة من معدات الشيشة والمعسل، إضافة إلى توقيف مسير أحد المقاهي للتحقيق معه في إطار احترام الضوابط القانونية.
تعتبر ظاهرة مقاهي الشيشة من الظواهر التي أصبحت تؤرق العديد من المدن المغربية، بما فيها مراكش، حيث تجد هذه المقاهي مرتادين من مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك فئة الشباب. ومع تزايد المخاوف من تأثير هذه الأنشطة على الصحة العامة، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية المرتبطة بها، قررت السلطات المحلية والأمنية تكثيف عمليات المراقبة والمداهمة في الأحياء التي تشهد تواجدًا كثيفًا لهذه المحلات.
ويأتي التدخل الأخير لعناصر المنطقة الأمنية جليز في إطار حملة موسعة لمحاربة بيع وتدخين الشيشة في أماكن غير مرخصة، وكذلك تطبيق القانون على أصحاب المحلات الذين لا يتقيدون بالضوابط الصحية والقانونية.
نفذت عناصر الشرطة المداهمة بشكل مفاجئ في ساعات متأخرة من مساء يوم الجمعة، حيث داهمت مجموعة من مقاهي الشيشة في شارع يعقوب المنصور، وهو أحد الشوارع الحيوية في منطقة جليز، التي تشتهر بوجود العديد من المقاهي والمحال التجارية. وأفادت مصادر أمنية بأن العملية تمت تحت إشراف رئيس المنطقة الأمنية جليز، وبتنسيق مع النيابة العامة المختصة.
وقد أسفرت المداهمة عن حجز ما يقرب من 90 نرجيلة، بالإضافة إلى كمية مهمة من مادة المعسل، التي يستخدمها الزبائن في تدخين الشيشة. كما تم توقيف مسير أحد المقاهي الذي كان يدير نشاطًا غير مرخص، حيث جرى الاستماع إليه في محضر قانوني تحت إشراف النيابة العامة. ويُنتظر أن يتم عرض المعني بالأمر على القضاء للبت في التهم الموجهة إليه، وذلك بعد استكمال التحقيقات.
هذه الحملة تأتي في وقت حساس، حيث يعاني قطاع مقاهي الشيشة في مدينة مراكش من فوضى غير مسبوقة في العديد من المناطق، خصوصًا في الأحياء التي تشهد كثافة سكانية كبيرة. ويُتوقع أن يكون لهذه المداهمة تأثيرات إيجابية على الوضع الأمني في المدينة، حيث سيُظهر هذا التحرك الجاد من السلطات المحلية إلى أن أي نشاط غير قانوني لن يكون محصنًا ضد المراقبة.
من جهة أخرى، فإن هذه الإجراءات تأتي في وقت يشهد فيه المغرب جدلًا كبيرًا حول ضرورة تشديد الرقابة على مقاهي الشيشة ومنعها في الأماكن العامة، بالنظر إلى الأضرار الصحية والاجتماعية التي تترتب عن انتشارها. ويؤكد العديد من المختصين أن تزايد التدخين في الأماكن العامة يُشكل تهديدًا كبيرًا على الصحة العامة، ويُساهم في زيادة معدلات الأمراض التنفسية والسرطانية في صفوف المدخنين ومرتادي هذه المقاهي.
وقد لاقت هذه الحملة الأمنية إشادة واسعة من طرف العديد من سكان مدينة مراكش، الذين عبروا عن ارتياحهم تجاه الخطوات المتخذة من قبل السلطات لمكافحة الظواهر التي تضر بالمنطقة. ويعتبر العديد منهم أن هذا النوع من التدخلات الأمنية يعزز من شعور الأمن والاستقرار في المدينة، ويحد من انتشار الممارسات غير القانونية التي تؤثر سلبًا على البيئة الاجتماعية.
وفي المقابل، يرى البعض من أصحاب المقاهي المتضررين أن هذا النوع من الإجراءات قد يكون قاسيًا بعض الشيء، ويُعيق نشاطهم التجاري. إلا أن السلطات أكدت أن مثل هذه الحملات تتم بناءً على التوجيهات القانونية والضوابط الصحية التي تضمن حقوق الجميع وتُحافظ على النظام العام.
من المتوقع أن تستمر الحملات الأمنية ضد مقاهي الشيشة في مدينة مراكش، حيث تلتزم السلطات بمواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية صحة المواطنين وضمان الالتزام بالقوانين والأنظمة المعمول بها في المملكة. ويُتوقع أن تتوسع هذه المداهمات لتشمل مناطق أخرى في المدينة، في إطار استراتيجية شاملة لمكافحة جميع الأنشطة غير القانونية.
وستستمر النيابة العامة في التحقيقات التي تجريها حاليًا حول هذه الأنشطة، وفي حال ثبت تورط أي من الأطراف في مخالفة القوانين المعمول بها، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة
تُعد حملة مداهمة مقاهي الشيشة في منطقة جليز من بين الخطوات المهمة التي تؤكد التزام السلطات المغربية بتوفير بيئة آمنة وصحية للمواطنين. فمثل هذه العمليات لا تقتصر فقط على مواجهة الأنشطة غير القانونية، بل تهدف أيضًا إلى ترسيخ ثقافة احترام القانون وتحقيق التوازن بين حرية النشاط الاقتصادي وحماية الصحة العامة.