الصويرة / حفيظ صادق
في خطوة مثيرة للجدل، شهدت خزانة بلدية الصويرة تحولاً غير متوقع، حيث تم تحويلها من منارة ثقافية هامة إلى ساحة للترفيه الفارغ. بدلا من أن تكون مركزا للمعرفة والثقافة، أصبحت الآن مكانا لعروض المسرحيات الجوفاء وحفلات الموسيقى، تاركة خلفها آلاف الكتب النادرة والمجلدات في مصير مجهول.
قرار التحول هذا أثار موجة من الاستياء بين السكان، الذين اعتادوا على الاستفادة من ثروة المعرفة والثقافة الموجودة في الخزانة. بدلا من ذلك، يعتبرون هذه الخطوة إقصاء واضحا للثقافة والمعرفة، لصالح الترفيه السطحي.
ومع وعود رئيس الجماعة الترابية بالتركيز على الثقافة والمعرفة، يظهر التحول الذي حدث كيف تبينت هذه الوعود جوفاء، وكيف تم التفضيل بدلا من ذلك على الحفلات والموسيقى، تاركين خلفهم تساؤلات حول مصير الكتب الثمينة التي كانت تحفظ في الخزانة ماهو مصيرها ؟
إن هذا التحول ليس مجرد مسألة محلية، بل هو مثال صارخ على تهميش الثقافة والمعرفة في مجتمعنا. يجب على المسؤولين أن يضعوا في اعتبارهم أنه بدلا من تحويل مراكز الثقافة إلى ميادين للترفيه، يجب أن يتحلوا بالرؤية الطويلة الأمد ويعملوا على تعزيز المعرفة والثقافة لصالح تنمية المجتمع واستقراره.
فلنتذكر دائماً قصة النملة التي تعمل بجد واجتهاد لبناء مستقبلها، بينما يضيع الصرار وقته في الرقص والغناء دون تفكير في المستقبل. فلنتجنب أن نكون مثل الصرار، ولنعمل معاً من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي والعلمي لمجتمعنا، وذلك بالاستثمار في الثقافة والمعرفة بدلا من الانشغال بالترفيه الفارغ