تاريخ العالم لا يمكن فهمه من دون الثقافة المتوسطية (مسؤولة إسبانية سابقة)

0 489

أكدت السيدة ماريا تريزا دي لافيغا، نائبة رئيس الحكومة الإسبانية سابقا، أن منطقة حوض المتوسط كانت المنطقة الأولى التي بدأت في تسطير تاريخها وتاريخ بقية العالم، الذي لا يمكن فهمه من دون الثقافة المتوسطية.

وأبرزت السيدة دي لا فيغا، التي كانت تتحدث خلال ندوة افتتاحية للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة أمس الإثنين بالناظور، أن المتوسط كان دائما فضاء حاسما في تاريخ العالم، ولا يزال يؤثر في إيقاع المجتمع الدولي، ويجسد التحديات الكبرى والمشاكل المعاصرة.

وسجلت منشطة الندوة حول موضوع “الدرس الإسباني من خلال تحولات المتوسط”، أن الأزمة الإقتصادية في شمال المتوسط، وتداعيات “الربيع العربي” وانتشار تهديدات التطرف في جنوبه، كلها عوامل أدت إلى خلق “أزمة الهجرة” التي لم تعرف أوروبا كيف تدبرها سياسيا ولا من جانب حقوق الإنسان.

وأشارت إلى أن المتوسط شهد كثيرا من النزاعات، لكنه “لم يشهد قط هذا القدر من الوفيات في صفوف أشخاص أبرياء”، كما أن دول الضفة الشمالية “لم تشهد مثل هذا التقهقر في حقوق الإنسان والرفاه بسبب التفكير الأحادي والسياسات النيوليبرالية”.

وأضافت أن أوروبا “لم تعد قائمة على أسس الإدماج والإعتراف بالحقوق بسبب السياسات التي أضحت تنهجها”، معربة، في هذا الصدد، عن دعمها لسياسات الإحتضان والإعتراف بالحقوق، ورفضها لسياسة إغلاق الحدود لأن ذلك “لن يكون سيئا بالنسبة للسلم والتماسك ومستقبل العالم فحسب، بل سيئا بالنسبة لوجود الإتحاد الأور وبي في حد ذاته”.

وبخصوص وضعية النساء في العالم، قالت المسؤولة الإسبانية سابقا إن على النساء أن يكن قادرات على إعادة بناء تاريخهن وخطابهن انطلاقا من الذاكرة، وأن يكن في الصف الأول، وأن يضعن خبراتهن في خدمة عالم “ينبغي أن يتغير”.

وتابعت “نحن نعيش في زمن ينبغي أن تظهر فيه أشكال وأنماط جديدة من التفكير، في السياسة والإقتصاد والمجتمع، والنساء يدركن أكثر من غيرهن بأن الطريق لا يزال طويلا، ولكننا لم نعد في نقطة البداية، لقد قطعنا شوطا طويلا، وينبغي أن نستعيد الذاكرة، ذاكرة المعرفة وإبداع المرأة في التغيير”.

وأعلنت السيدة دي لافيغا، بالمناسبة، عزم مؤسستها “نساء من أجل إفريقيا” فتح فرع لها بالناظور، “سيكون فضاء في خدمة النساء والمجتمع والتنمية الإفتصادية المستدامة والمندمجة، وأيضا مكانا لخلق ونقل المعرفة بشأن المواضيع التي تهم الجميع وخاصة النساء الإفريقيات”.

وفضلا عن ندوة “الدرس الإسباني من خلال تحولات المتوسط” يتضمن برنامج الدورة الخامسة للمهرجان الذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم تحت شعار “المتوسط .. ذاكرة العالم”، مائدة مستديرة حول “هوية المتوسط”، وماستر كلاس يقدمه مارسيل خليفة حول موضوع “كيف يمكن للسينما أن تساهم في بناء السلم الإجتماعي ؟”.

كما يتضمن برنامج المهرجان، الذي اختار إسبانيا ضيفة شرف دورة هذه السنة، تنظيم عدة أنشطة منها ورشات عمل مخصصة لكتابة السيناريو والإخراج، ومعرض للفن التشكيلي، وأمسية شعرية، فضلا عن أعمال خيرية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.