تأثر الاقتصاد العالمي بالتصعيد الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجوم الإيراني على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين بالعراق.
على المستوى الأوروبي، انخفضت الأسهم الأوروبية الأربعاء، حيث تسبب الهجوم الصاروخي الإيراني في بيع المستثمرين للأصول المرتفعة المخاطر في ظل سريان مخاوف من تصعيد عسكري في الشرق الأوسط.وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5 بالمئة بحلول الساعة 08:07 بتوقيت غرينتش، فيما قادت الأسهم الألمانية الخسائر. وتصدر المؤشر الفرعي لقطاع الكيماويات القطاعات الأسوأ أداء، بينما ارتفعت أسهم النفط والغاز مقتفية أثر صعود أسعار النفط بفعل احتمال وقوع اضطرابات في الإمدادات في الشرق الأوسط. وتراجعت أسهم موردي بوينج في أوروبا، سينيور وسافران بعد تحطم طائرة بوينج 737 تابعة للخطوط الدولية الأوكرانية بعد إقلاعها من إيران. كما تخلى الفرنك السويسري عن مكاسبه وكذلك الذهب ولكن بدرجة أقل. ولا يزال المعدن النفيس عند أعلى مستوى في سبعة أعوام تقريبا ويقل طفيفا عن 1600 دولار للأوقية. وتمسك الدولار بمعظم مكاسبه التي حققها خلال الليل مقابل العملات الرئيسية الأخرى وحافظ على استقراره أمام الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي والجنيه الاسترليني واليورو بعد جلسة متقلبة. وفي اليابان، قفز الين الذي يعد ملاذا آمنا في بداية المعاملات اليوم الأربعاء، عقب أنباء الهجوم الصاروخي على قاعدتين للقوات الامريكية في العراق ولكنه تراجع فيما يراهن المستثمرون على أن الهجوم لن يفجر نزاعا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط. كما قفزت العملة اليابانية التي تعتبر ملاذا آمنا في وقت الأزمات بفضل وضع اليابان كأكبر دولة دائنة في العالم بنسبة 0.8 بالمائة إلى 107.63 ين مقابل الدولار. و أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض اليوم الأربعاء، لكنها أنهت الجلسة فوق أدنى مستوى خلال الجلسة في ظل غياب تقارير عن سقوط ضحايا. وتراجع المؤشر نيكي القياسي منخفضا 1.57 بالمئة إلى 23204.76 نقطة. وواجه قطاعا الشركات الصناعية وتلك العاملة في السلع غير الأساسية تراجعا عاما مع هبوط سهم فانوك كورب لصناعة الروبوت وفاست للتجزئة المتخصصة في بيع الملابس بالتجزئة. وفي الجلسة الصباحية، هبطت الأسهم اليابانية ما يزيد عن اثنين بالمائة لتبلغ أدنى مستوياتها منذ 21 نوفمبر 2019. وتراجعت أسهم شركات تصدير كبيرة مثل تويوتا موتور وشركة كوماتسو لصناعة معدات الإنشاء في ضوء قفزة سجلها الين لفترة وجيزة لأعلى مستوى في ثلاثة أشهر. وعادة ما يضغط ارتفاع الين على أرباح شركات التصدير. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.37 بالمئة إلى 1701.40 نقطة. في المقابل، وبخصوص المخاطرالفورية على تدفقات النفط عبر مضيق هرمز، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، اليوم الأربعاء في أبوظبي، إنه لا يتوقع “مخاطر فورية” على شحنات النفط المارة عبر مضيق هرمز، الممر الملاحي الحيوي للقطاع، وذلك بعد أن هاجمت إيران قاعدتين تستضيفان قوات أمريكية في العراق. وأوضح المزروعي في تصريح صحفي، على هامش مؤتمر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أنه ينبغي عدم المبالغة وأن الوضع الحالي ليس حربا ، مضيفا “لن نشهد حربا… هذا قطعا تصعيد بين الولايات المتحدة، وهي دولة حليفة، وإيران، وهي دولة مجاورة، وآخر ما نرغب فيه هو المزيد من التوتر في الشرق الأوسط”. وأشار وزير الطاقة الإماراتي الى أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لا تناقش أي خطوات حاليا، لكن ستعكف على تقييم الوضع إذا حدث نقص في إمدادات النفط، مؤكدا أنه لا يتوقع وضعا تشوبه مخاوف من نقص المعروض النفطي وأن الطلب قوي ومخزونات النفط العالمية “تحوم” حول متوسط 5 سنوات. وسجل الوزير الإماراتي أن “أوبك” ستستجيب لأي نقص في إمدادات النفط إذا اقتضت الحاجة لكن “لدينا حدودنا أيضا” لتعويض أي نقص نفطي محتمل.وقال: “لا يمكننا تعويض أي كمية بالطاقة الفائضة لدينا”. من جانبه، قال محمد باركيندو أمين عام (أوبك) إن المنشآت النفطية العراقية آمنة وإن إنتاج البلاد مستمر. وأضاف انه “من دواعي الارتياح البالغ أن المنشآت تظل آمنة في العراق، والإنتاج مستمر وفعال”، معربا عن تفاؤله بأن العراق سيصل إلى معدل امتثال بنسبة 100 بالمئة بتخفيضات أوبك في الوقت المناسب على الرغم من التوترات الحالية.