بعض مظاهر ودلالات إستعمال القلب والكبد في الثقافة المغاربية

0 1٬264

يعتبر القلب في منظور الثقافة الروحية هو داك العضو الأسمى والطاهر في الجسد ، وهو المكان والعضو الوحيد الدي لا يطلع عليه أحد من المخلوقات سوى الخالق ، ويقال بأن الشيطان منع من الإطلاع على القلب لأنه بيت الرب، وهو مركز الإيمان ورمز الوجودين المادي والروحي .

وهو الدي يتحكم في العقل والحب والغضب والحنان…الخ .

أما في تقافتنا الشعبية يعتبر القلب والكبد ، هما الاعضاء الأكثر أهمية ولهم إمتيازات عظيمة ، بل أن القصص الأسطورية السائدة تزعم أن قلب الحيوان الدبيح. ( الأضحية ) هو مرآة قلب دابحه ( الشخص الدابح ) .وغالبا ما يكون القلب هو أول الأعضاء الباطنية التي يتولى الذابح شقه ليرى صورة قلبه ، إما أن يكون علامة تشائم وفرق وخوف على المسقبل والرهان به . وإما أن يكون عكس دلك فيكون دلالة على نقاء وصفاء روحه وبياض قلبه ويعني بدلك قوة شخصية الدابح …

وأما أبرز المجالات التي توظف في إطارها دلالات القلب ورمزيته تتجلى من خلال مجموعة من الإستعمالات دات الصلة بالحياة اليومية للإنسان…ومنها :

1_ إمزيي وول نس ،يعني(قلبو صغير ). ويطلق التعبير او اللفظ للدلالة على ضعف الشخصية وهشاشة الشعور والإحساس

2_ إمقور وول نس ( قلبوكبير ): عكس الاول فإن كبير القلب دال على قوة شخصيته ومدى قدرة صاحبه على التحكم والسيطرة على النفس .

3_إمموت وول نس 🙁 مات ليه القلب)

ويدل هلى البخل والكسل وعدم الإحسان بالمسؤولية ، و عدم القيام بأي فعل أو ردة فعل .

4_إحررا وول نس 🙁 قلبو حار) وهدا تعبر واضح كناية على قوة الشخصية والقدرة على المواجهة والتحدي …

5_ إملول وول نس ( قلبو ابيض ) رمز للطيبوبة والتسامح …الخ

6- أور گيس أوول : (ما فيهش القلب ) ويوصف للدلالة على إنعدام الشخصية ويعدم القدرة على التصدي لأي تغييرات او مؤثرات وهو تأكيد للوجه السلبي للانسان .

أما الكبذ (tasa) فهو العضو الثاني الدي لا يقل اهمية عن الأول ( القلب) ، فالكبذ له هو الآخر مكانة متميزة في ثقافة إيمازيغن . فهي (tasa) تخضع لطقوس تقديسية خاصة ، وهو أبرز الأعضاء الجوفية للدبيحة التي لها دلالات أقوى من دلالات إستعمال وتوظيف القلب .

ف لعل عملية طهي الكبد تخضع لطقوس خاصة بها ،فقبل أن تعرض على الجمر تكفن قطع صغيرة منها في كفن أبيض وهو ضامات الشحم البيضاء ، وربما كان دلك إمتدادا لثقافة البطولة والإنتصار والفوز والظفر …لا سيما أن الكبذ في الثقافة المغاربية القديمة والجديدة غالبا ما يرمز للقوة والشعاعة .

وعملية طهيه يحمل في دلالته مجموعة من عناصر الشهوة والاستمتاع ونشوة الشعور بالفوز .

أما مجالا ت إستعمال tasa في اللغة فهي متعددة ولها مكانة خاصة في الأعراف والتقاليد وكدا المناسبات وفي العلاقات الإجتماعية وهي العضو الأساسي للعواطف السامية والنبيلة حيث أن tasa يقصد بها العطف والحنان والحب والود …وكل ما له علاقة بالإحساس الجميل ، إد تعتبر أساس ومركز الحنان وتتمحور إستعمالاتها في اللسان الأمازيغي حول هده الصفات والعلامات ، ف يقال مثلا

1_ گيس تاسا : كناية على التحلي بالأخلاق والفظائل النبيلة …

2_ أور گيس تاسا : على عكس الأول يذل على القسوة والشدة والشجاعة البطشاء .

3_ تبزگ تاسانس ( كبذه منفوخ) وهو تعبير لوصف الخوف والإندهاش .

4_ تباقي تاسا نس ( انفجر كبذه ) وهداالتعبير يلتقي مع سابقه وهو صورة عن الرعب والخوف الشديد …

5_ تقور تاسا نس : وهي كدلك كناية على القسوة والصلب وعدم الإسحاس بالآخر …

وانطلاقا مما دكرناه فإن العضوين القلب والكبد tasa d oull يعتبران في الثقافة المغربية والمغاربية رمز الشجاعة والقوة والنخوة والشهامة ، والعطف والشفقة والحنان وكل الأحاسيس النبيلة .

وتطلق tasa في سياق هده الدلالات وغالبا يقصد بها العطف والشفقة، وتكون بدلك مركز المحبة والعشق والإخلاص الدائم ، فيقال للحبيب تاسا tasa وتنادي الام للأبناء بتسانو tasa inu ويشمل كدلك العزيز والقريب والعاشق … وقد وظفت الى جانب القلب في الشعر والغناء والادب وفي مختلف التلوينات الابداعية ، وهدا برهان على مكانتهما المتميزة في اللغة والتاريخ وفي الداكرة الشعبية للثقافة الأمازيغية .
رشيد الغدويني

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.