باب دكالة: معلم تاريخي يئن تحت وطأة الإهمال

0 232

يشهد باب دكالة التاريخي في مدينة مراكش حالة من الإهمال والتدهور التي تهدد مكانته كأحد رموز التراث العريق للمدينة. يعد الباب جزءًا من السور التاريخي الذي يحيط بمراكش، ويعود تاريخه إلى العصور القديمة، مما يجعله شاهداً على حقبة زاخرة من الحضارة الإسلامية المغربية.
تعاني أجزاء من السور المحيط بباب دكالة من التآكل والتصدعات، نتيجة لتراكم عوامل الزمن والاعتداءات البشرية المتكررة. يُرجع المواطنون هذا الوضع إلى غياب الصيانة الدورية وترك المعلم عرضة لسلوكيات غير حضارية من قبل بعض المتسكعين الذين يتخذون المنطقة المحيطة به مكاناً لتعاطي الخمر والمخدرات، إضافة إلى استخدام السور كمرحاض عام في ظل غياب مرافق صحية ملائمة.
هذه الممارسات لا تؤدي فقط إلى إضعاف البنية المادية للمعلم، بل تسهم أيضاً في تشويه قيمته التاريخية والجمالية، ما ينعكس سلباً على هوية المدينة الثقافية. المواطنون والسياح يعبرون عن استيائهم من المشهد، حيث يُفترض أن يكون باب دكالة رمزاً حضارياً يستقطب الزوار وليس نقطة معاناة وإهمال.
أطلق المواطنون نداءً عاجلاً للجهات المعنية بضرورة التحرك لإنقاذ هذا المعلم التاريخي. يتطلب الأمر اتخاذ خطوات جادة لترميم السور وحمايته، من خلال تعزيز التواجد الأمني في المنطقة للحد من السلوكيات المخالفة، وتوفير مرافق صحية مناسبة لتلبية احتياجات المارة. كما أن إشراك المجتمع المدني والجمعيات الثقافية في برامج توعية للحفاظ على المعالم التاريخية يمكن أن يكون له أثر إيجابي على المدى الطويل.
يمثل باب دكالة وغيره من المعالم التاريخية ركيزة أساسية لتعزيز السياحة في مراكش، وهي قطاع حيوي للاقتصاد المحلي. وبالتالي، فإن الحفاظ على هذه الكنوز المعمارية لا يقتصر على واجب ثقافي، بل يمتد ليكون استثماراً في مستقبل المدينة كوجهة سياحية عالمية.
إن إنقاذ باب دكالة من الإهمال لا يتطلب فقط موارد مالية، بل يحتاج إلى رؤية شاملة تعيد لهذا المعلم مكانته كرمز للهوية الثقافية المغربية وكنز تاريخي يستحق العناية والاحترام.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.