انطلاق فعاليات الملتقى الدولي لحوار الثقافات والحضارات، تحت شعار”دور الجامعة في البناء الحضاري وتفعيل ثقافة الحوار” (2/1)

0 446

انطلقت اليوم الاثنين، بقصر المؤتمرات بالداخلة، فعاليات الملتقى الدولي لحوار الثقافات والحضارات، تحت شعار “دور الجامعة في البناء الحضاري وتفعيل ثقافة الحوار”.

ويروم هذا الملتقى الدولي، الذي ينظمه منتدى الداخلة للثقافات وجمعية خريجي جامعة محمد الخامس بالرباط ، إبراز دور الجامعة والعمل الأكاديمي في الحوار الحضاري، وتقوية التعاون بين الجامعة المغربية ونظيرتها من شتى أنحاء العالم في مجال الحوار الإنساني والعلمي، وتنمية المدارك المتعلقة بالحقوق الثقافية للرقي بحقوق الإنسان وطنيا وجهويا ودوليا، واستكشاف أهمية الحماية القانونية والقضائية الوطنية والدولية للثقافات والحضارات.

وتندرج هذه التظاهرة الثقافية في إطار تفعيل الأدوار الدستورية للمجتمع المدني المعول عليه في الاضطلاع بدور أساسي من أجل التحسيس والتعبئة في مجموعة من القضايا المصيرية والهامة للبلاد، وكذا التطرق إلى أهم الأسس النظرية والمعرفية التي ينبني عليها الحوار وذلك بمشاركة أهل الاختصاص من مفكرين وباحثين وفعاليات مدنية ومجتمعية.

وبهذه المناسبة، قال الرئيس الشرفي لمنتدى الداخلة للثقافات، السيد طارق الثلاثي، إن المتتبع لمجريات الأحداث المتسارعة والمتشعبة يجزم بكل ما للمعنى من وقع، ” أن التأسيس للعولمة بمنطق اختلاف مظاهرها السلبية والايجابية، تتسبب اليوم في بث مناخ معرفي جديد قلب رأسا على عقب مضمون ومنهج المعالجات الفكرية والعلمية في محاولة لتجاوز الحداثة وما بعدها”.

وشدد السيد الثلاثي على “أن التوترات التي يعرفها عالمنا المعاصر بوتيرته غير العادية هي أكثر من مؤشر واضح وجلي للتوعكات السياسية الدولية المنتجة للصراعات والنزاعات”، مشيرا إلى “أنه أمر عادي اليوم أن ترسم صورة جديدة لطبيعة العلاقات بين الأفراد وبين الدول من اضطرابات أعادت التفكير من عالم معاصر إلى عالم القرون الوسطى، تسعى فيها الدول إلى خلخلة ثقافات أخرى وتسعى فيها دول أخرى إلى تحقيق رغبة تشكيل تقسيمات جغرافية جديدة تمس في الجوهر البعد الحضاري المؤسس للاستقرار والتنمية”.

وأكد الرئيس الشرفي للمنتدى، أن هذا الوضع المستجد اليوم يلزم كل المفكرين والعلماء والساسة إلى إعادة النظر وتجديد الرؤى الإنسانية من خلال تفعيل أطروحة إمكانية الحوار في ظل الأزمة، مسجلا “أن الحكمة لابد أن تدل على الطريق السالك، وأيضا إلى جعل الاختلاف بين البشر لا ينبغي أن يؤدي حتما إلى عداوة تؤطرها صراعات ونزاعات ، وأن مسؤوليتنا اليوم تتجلى في جعل خبراء السلام في مواجهة خبراء الرعب”.

من جهته، أكد رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، السيد ينجا الخطاط، أن اختيار المنظمين لجهة الداخلة وادي الذهب لاحتضان وتنظيم هذه التظاهرة العلمية وجعلها قبلة للخبراء والمفكرين والباحثين من مختلف القارات، وتحويلها إلى ورشة للنقاش والحوار وتبادل الخبرات والتجارب، اختيار موفق، منوها بتنظيم هذا الملتقى الدولي لحوار الثقافات الذي يعبر عن انفتاح الجامعة ومراكز البحث العلمي على محيطهم الجهوي، الوطني والدولي.

وأوضح السيد الخطاط، أن جهة الداخلة وادي الذهب الغنية بموروثها الثقافي والحضاري وخصوصياتها المحلية وثرواتها الطبيعية المتنوعة وموقعها الاستراتيجي، قادرة على أن تصل المكانة الجديرة بها وأن تحقق إقلاعا اقتصاديا حقيقيا، وأن تكون نموذجا يحتذى كما أراد جلالة الملك للجهات الجنوبية من المملكة و أن تتحول إلى فضاء للحوار وتبادل الثقافات.

وقال رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، ببني ملال، السيد بوشعيب مرناري، من جانبه، إن الإنسانية دخلت مرحلة تاريخية تتميز بالكونية الشاملة والعولمة الممتدة ، وهذا جعل المجتمعات العالمية في حاجة إلى ثقافات بعضها، وإلى تبادل فعال لأنماطها الحضارية والقيمية والهوياتية ، فمنطق الاكتفاء والانزواء لم يعد ممكنا ولا متاحا، علما أن دواعي هدا الانفتاح والتلاقح الثقافي والحضاري آخذة في الاتساع والامتداد، ارتباطا بما أفرزته وما ستفرزه مستقبلا تحديات الألفية الجديدة.

وأكد رئيس الجامعة، أن شروط الحوار الحضاري المتمثلة في الاعتراف بالآخر وتجنب مبدأ المفاضلة وتكريس منطق التبادل ، إيمانا بحق الاختلاف في كنف الحرية والمسؤولية والمساواة والشراكة ، ترمي الى تحقيق المقاصد الإنسانية التي تتجلى في القضاء على النزاعات الأنانية المدمرة، وإزالة مظاهر الحقد و البغضاء و الحروب بين شعوب العالم، ونشر ثقافة الاعتدال و التسامح و نبذ مظاهر التطرف و التشدد، ونشر قيم الحرية و العدالة و السلم، والتقريب بين الثقافات المختلفة دون التفريط في الخصوصية الثقافية الضامنة للهوية.

ولكي تتحقق هاته المقاصد، يقول السيد مرناري، لابد من تفاعل وتكامل وانسجام العديد من الآليات المؤسساتية ، بكل أبعادها الكمية والنوعية ، والمتمثلة في الحكومات والأحزاب والنقابات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية وجمعيات المجتمع المدني، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار تحظى المؤسسات الجامعية بمكانة مركزية وأساسية في هدا التفاعل فهي القاطرة المحركة للدينامية الثقافية والعلمية والإبداعية والقيمية للشعوب والأمم ، فأدوارها متعددة ومتكاملة وأساسية في بناء الصرح الحضاري وترقية العلاقات بين الدول والنهوض بالمنتوج المعرفي الإنساني بكل أشكاله ونماذجه.

ويشارك في هذا الملتقى الدولي، الذي حضر افتتاحيته على الخصوص، والي الجهة عامل إقليم وادي الذهب، السيد لامين بنعمر، ورئيس المجلس الجهوي، السيد ينجا الخطاط، ورؤساء الجامعات وعمداء الكلية، والبرلمانيون، ورؤساء الجماعات الترابية والإقليمية للجهة، كل من جامعة موالي سليمان (بني ملال)، وجامعة محمد الخامس (الرباط)، وجامعة ابن طفيل (القنيطرة)، و جامعة نواكشوط (موريتانيا)، و جامعة دكار (السنغال)، وجامعة جورج تاون (الولايات المتحدة الأمريكية)، وجامعة مرسيا (اسبانيا)، والأقسام التحضيرية (الداخلة).

ويتضمن برنامج هذه التظاهرة العلمية (المنظمة من 16 إلى 18 مايو الجاري) خمسة محاور تتناول مواضيع تهم “الجامعة والجهة .. آليتان لتفعيل ثقافة الحوار”، و”الفعل الأكاديمي .. دعامة أساسية لتعزيز القيم الكونية المشتركة وترسيخ ثقافة الحوار بين الحضارات” و”أهمية المرجعية القانونية والقضائية لترسيخ ثقافة الحوار وحقوق الإنسان” و”التنوع والتعدد اللغوي، مرتكزات أساسية للحوار” و”الدبلوماسية الجامعية كواجهة للحوار في مقاربة القضايا العالقة”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.