” المواطن X “

0 148

” المواطن X ”

منذ عقود طويلة مضت ، ولا زلنا لانعلم شيئا عن الوطن سوى ٱسمه!
لم نشعر به ولم ننعم به كغيرنا..
سمعنا به وبثرواته فقط في جل مواقع التواصل الإجتماعي ، وهي تحصي المعتقلين والجرحى والقتلى ، إما عبر زلزال ، مظاهرات أو هروب جماعي!!

عرفنا الوطن على واجهة بطائق التعريف الوطنية التي لم تعترف بنا..
طلب منا التشبث بالوطنية ، في حين يبقى الوطن للمصنفين والبورجوازية..
علمونا أن حب الأوطان من الإيمان ، لكن خيراته تبقى من نصيب الساسة وأصحاب الدار..

نعم ، لايزال الدم في عروقنا يغلي عندما يرفرف علم بلادي الذي فيه ظلموني ، من أجل حق مغتصب وكرامة مسلوبة..
لازلنا نتحسر على شبابنا الذي هرم وشاخ ، بين حكومات ولصوص ٱدعوا أنهم أشباح..

أصبحنا سبايا ، نعم.. نعم سبايا لقوى سياسية ذات سلطة مطلقة ، تمتد إلى ما لا نهاية ، الوطن والمواطن بالنسبة لها مجرد سلعة بدون قيمة ، وأداة للتحصيل والتنكيل.
يريدون وطنا بدون مواطن ، ومواطن بدون هوية..
لم يعد للمواطن معنى ، طالما أنه يفتقد أبسط مقومات المواطنة ، ليصبح بذلك المنفى بمثابة البديل ، وياله من بديل..

لقد ٱبتلعت الحكومات وأتباعها كل معاني الوطن والوطنية ، عن طريق التعالي والإستعلاء عن أبناء الوطن بالسلطة والمال ، والهيمنة الطبقية ، وكذا السطوة الإيدلوجية
بالإضافة إلى سلطة الدولة العميقة ، التي لاتطفو على السطح ، سوى سطوة السلطة القاهرة والقامعة ، التي يراد بها تزييف الوقائع ، لينتصر بذلك خدام الدولة العميقة على إخوانهم ، محققين للٱستبداد السلطوي مزيدا من ٱنتصارات الٱستعباد.

كل ذلك أدى مؤخرا إلى هروب جماعي «فيض من غيض» ، لكنه في واقع الأمر ، هروب جماعي إلى منفى طوعي مؤلم لآلاف من أبناء الشعب ، الذي صادر النظام كل معاني الإنسانية لديه كمواطن من حقه رغد العيش بوطنه!!!

كل ماسبق ذكره ، يسلط الضوء اليوم على مايعيشه المواطن من أزمات سياسية وٱقتصادية وٱجتماعية عميقة ، نتيجة زواج المال بالسلطة ، هذه الحالة التي شكلت ولاتزال تشكل أزمة بكل المقاييس ، عادت بالسوء على المواطن.
وفي حالة عدم إيجاد حلول جذرية ، وإرادة تغيير قوية وجادة نحو مستقبل أفضل (للجميع) ، يبقى الوضع على ماهو عليه.. ويبقى المواطن بدون هوية ، ليصبح بذلك
« المواطن X ».

✍🏻 بقلم:
ذ.هشام الدكاني

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.