” المواطن المغربي بين مطرقة المستشفيات العمومية و سندان بعض حراس الأمن الخاص! “

0 475

بقلم : هشام الدكاني

لقد أضحى واقع المستشفيات المغربية كارثيا بكل ما في الكلمة من معنى ، نقص في التجهيزات الطبية والأدوية ، وٱرتفاع الطلب على الخدمات الصحية ، وتدهور البنية التحتية ، سوء معاملة وبلطجة وما غير ذلك من كوارث صحية مهولة… إضافة إلى ذلك ، هناك أيضا مشكلة الإكتضاض والإنتظار العجيب لمواعيد الفحص إن كان هناك فحص بالمرة!
مرضى المواطنين المغاربة اليوم يعانون من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية في الوقت المناسب والمكان الملائم ، بل وحتى في الحصول على الكلمة الطيبة ، التي تكون بلسما شافيا للبعض ، لكن مع الأسف ، إننا اليوم أمام تحديات في مستشفيات تعاني نقص:
-الإهتمام الصحي وتجربة غير مرضية.
-الإنتظار الطويل وعدم الحصول على الخدمة في الوقت المناسب.
-عدم الإنصاف في توزيع الخدمات والمواعيد بين المرضى.
-عدم توفر الأدوية والمعدات اللازمة.
لكن ، الذي أثار حافظة الرأي العام المغربي أكثر مما يعيشه في جحيم المستشفيات العمومية ، هو السلوك الا بشري والغير أخلاقي ، الذي لايمث للإسلام ولا للإنسانية بأدنى صلة!
فقد عاد أغلب حراس (الأمن) الخاص ، المتواجدين بأغلب المستشفيات العمومية بربوع المملكة ، مدراء وأطباء وشرطة ، يتقمصون أدوار ولا في الأحلام ، يفجرون عقدهم وجهلهم في وجه المواطن المغربي الضعيف.. سب وقذف وكلام نابي وضرب ، بلطجة بكل مافي الكلمة من معنى ، غالبيتهم ذو سوابق عدلية أو مشهود له بالسلوك السيىء!
لا أدري شخصيا ماهي الضوابط والمعايير التي على إثرها ثم ٱنثقائهم بها ، أو ماهي الكفاءات أو المميزات التي على إثرها ثم تشغيلهم؟
في حين ، ورغم كل التجاوزات والخروقات التي يقوم بها هؤلاء ، وعلى مرأى ومسمع الجميع ، سواء على المباشر أو داخل مواقع التواصل الإجتماعي ، إلا أن السيد وزير الصحة المحترم لايعنيه هذا في شيء ، مادام لم يتدخل بجدية في حسم هذا الموضوع الذي أصبح حديث الساعة بين جل فئات الشعب المغربي.
-من المسؤول إذا عن كل هذه الخروقات؟ وإن لم يكن هناك مسؤول فالشعب المغربي هو المسؤول إذا؟!
-بعد كل هذا ، هل السيد وزير الصحة بالفعل هو وزير صحة لوزارة مغربية من أجل شعب مغربي أم ماذا؟
-مدراء المستشفيات العمومية وحراسها العامون ، بين كل هذه الخروقات لحراس الأمن الخاص ، هل هم حاضرون أم غائبون كعادتهم وعادة جل المسؤولين بهذه البلاد؟!

وجب إيجاد حلول في أقرب وقت ، حلول جدية لتحسين جودة الخدمات الصحية في المغرب ، عبر تطوير برامج تدريبية لتعزيز مهارات الموظفين الطبيين والتوعية بالأخلاقيات الطبية ، مع تحسين التخطيط وإدارة الموارد البشرية لتحسين توزيع الخدمات ، وكذا تحسين البنية التحتية وتوفير المعدات الطبية اللازمة ، وتشجيع الإبتكار والإستفادة من التكنولوجيا لتحسين الرعاية الصحية…
هذه بعض التوصيات التي ستساهم بشكل أو آخر في إنقاذ مايمكن إنقاذه في هذا المجال.
وليس بالبلطجة وممارسة العنف الذي يولد الحقد والكراهية ، مما يؤدي للإنفجار…
يجب أن يكون المرضى في المستشفيات المغربية على رأس الأولويات ، عن طريق توفير خدمات صحية عالية الجودة وآمنةد ، مع تعزيز الشفافية والمساءلة في المستشفيات لكل مسؤول أو غيره ، وعن كل صغيرة وكبيرة…
لهذا وجب على الدولة أن تعمل بجد وٱجتهاد لتحقيق الجودة في قطاع الرعاية الصحية في المغرب ، وإلا ستضيع أجيال…

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.