قال الكاتب المغربي طه عدنان، أمس الجمعة، بالدار البيضاء، إن كتاب “هذه ليست بحقيبة ” يجسد ارتباط الكتاب المشاركين في هذا الكتاب، بلغتهم العربية وأوطانهم رغم إقامتهم في بلدان المهجر، ورغم اختلافاتهم وتعدد كتاباتهم التي تأثرت بالمكان وخصوصيته. وأوضح طه عدنان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب لقاء نظم حول كتابه ” هذه ليست بحقيبة “، على هامش المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في نسخته ال 23، أن الكتاب يحتفي أيضا بالتعدد من خلال هؤلاء الكتاب داخل هذا الفضاء المهجري الذي يجمعهم ويوحدهم، مبرزا أن الكتاب يخلق خطابا وحوارا مع القارئ البلجيكي، خصوصا بعد ترجمته الى اللغة الفرنسية. وأضاف أن “الكتاب فرصة للتعرف واكتشاف دولة بلجيكا في حلتها الصغيرة والسريالية والعجيبة من خلال رؤية مشتركة ل17 كاتبا عربيا تجمعهم وتوحدهم اللغة العربية داخل الفضاء المهجري، سواء في بروكسل أو والونيا أو فلامانيا”.
وأبرز أن الكتاب يقرب القارئ العام في بلجيكا من المواطن العربي في رؤية تجسد الشخصية العربية بكل حمولاتها النفسية والتاريخية، التي تترسخ داخل المواطن العربي ببلاد المهجر، ويقدم صورة واضحة وبسيطة تخالف تلك التي يقدمها الاعلام الغربي والتي تنحصر في الكليشيهات السهلة والأحكام الجاهزة المسبقة.
وأشار الى أن الكتاب يعد مناسبة من أجل فتح حوار ينفذ الى الأساسي، مبرزا أنه إذا كانت هناك أشياء كثيرة تفرق البشر فهناك على الأقل شيء واحد يجمعهم يتجلى في الانسانية والآدمية التي يسلط هذا الكتاب الضوء عليها عبر سبره أغوار البشر والناس، ومحاولة تقديم قوتهم وهشاشتهم وصلابتهم ومختلف الانفعالات لاكتشاف هذه الآدمية بأي شكل من الأشكال.
من جهته، قال الأستاذ الجامعي بكلية الاداب للغة العربية بالجامعة الحرة ببروكسل وعضو الاكاديمية الملكية لبلجيكا، كزافيي لوفان، الذي ترجم كتاب” هذه ليست بحقيبة” من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية، إنه رغم أن الكتاب بنحدرون من العراق وسورية وفلسطين ومصر والسودان فإنهم يعيشون في اطار جغرافي واحد (بلجيكا)، حيث يمتلك كل منهم مقاربة مختلفة، ويعبر عن وجهة نظر خاصة حول بلجيكا عبر كتاب ابداعي.
وسجل لوفان، في تصريح مماثل، أن كل كاتب يمتلك خلفية مختلفة، لاسيما وأنهم يعيشون في بلجيكا منذ 20 أو 30 سنة، ومنهم من حل حديثا بهذه الدولة.
وقال إن كل واحد منهم له مميزاته الأدبية، مبرزا أن هؤلاء الكتاب عاشوا تجارب مختلفة، حيث يتحدثون عن الأزمة الراهنة في الشرق المتوسط أو الحرب الأهلية التي دفعتهم للهجرة نحو اوروبا، بينما يستعرض آخرون منهم بطريقة مدهشة تجربته ببلجيكا.
ويجمع الكتاب حكايات معاصرة تروي تجارب مهاجرين في بلجيكا خلال إقامتهم في هذا البلد، بمشاركة كتاب من المغرب والعراق وسورية وفلسطين ومصر والسودان، الذين لم يشعروا يوما يالبعد عن أوطانهم رغم اقاماتهم الطويلة في بلدان الاستضافة، رافضين تماما الاستسلام للمنفى اللغوي في تحد كبير للحدود الجغرافية.
وقد شارك في كتابة هذا المؤلف كل من هوسانغ أوسي، وعلال بورقية، وعماد فؤاد، وماجد مطرود، والهادي عجب الدور، وحازم كمال الدين، وبيسان أبو خالد، ونبيل أحنوش، وزهير الجبوري، ونسمة العكلوك، وعلي بدر، وهشام آدم وأسعد الهلالي وعبد الله مقصور وخالد كاكي، ومهند يعقوب والفنان المصور كريم ابراهيم. ويقترح برنامج النسخة الـ23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة ما بين 9 و 19 فبراير الجاري، علاوة على الأنشطة الخاصة للبلدان الإفريقية ضيفة الشرف، عددا من الندوات الموضوعاتية ، وأمسيات ليالي الشعر، ولقاءات مع المبدعين واحتفاءات وتوقيعات وأنشطة وورشات للأطفال، وكذا تسليم الجائزة الدولية “ابن بطوطة” لأدب الرحلة.
وستحتضن فضاءات الأنشطة الثقافية، التي يتضمنها المعرض الممتد على مساحة إجمالية تبلغ 20 ألف متر مربع، أربع قاعات هي قاعة إفريقيا (ضيف الشرف)، وقاعة ابن بطوطة (بمناسبة منح جائزة ارتياد الآفاق لأدب الرحلة)، وقاعة إدمون عمران المليح (بمناسبة الذكرى المائة لميلاد الكاتب المغربي الراحل)، وفضاء الطفل برواق وزارة الثقافة.