المسار الدستوري في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني سار نحو المزيد من التقدم ( ندوة)
أكد المشاركون في أشغال الندوة الختامية للدورة العشرين لجامعة مولاي علي الشريف المنعقدة بمراكش تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على أن المسار الدستوري في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني سار نحو المزيد من التقدم والتطور لتعزيز المؤسسات الدستورية .
وشددوا ، خلال الجلسة الثانية لهذه الندوة التي نظمت اليوم الجمعة حول موضوع “لمحات من منجزات جلالة المغفور له الحسن الثاني”، على أن التاريخ أثبت أن الاختيارات الدستورية الكبرى لجلالته كانت صائبة.
وفي هذا الصدد، أوضح رئيس المجلس الدستوري الأستاذ محمد أشكري، في عرض له حول ” المعمار الدستوري في عهد جلالة الملك الحسن الثاني”، أن الدولة المغربية لم تعرف كيانا دستوريا حديثا إلا بمجئ المغفور له الملك الحسن الثاني الذي يعد باني الدولة المغربية الحديثة وباني المعمار الدستوري للمملكة.
وأضاف أن هذا المعمار الدستوري للراحل الحسن الثاني يتميز بملامح كبرى من ضمنها إقرار الحفاظ على ثوابت الأمة المتمثلة في الدين الاسلامي والوحدة الوطنية والملكية الدستورية، مشيرا الى أن جلالته رحمة الله عليه وهو يبني الدولة المغربية الحديثة والمعمار الدستوري الحديث لم يحدث القطيعة بين المرجعيات التاريخية والدينية والعرفية لهذه الدولة ومستلزمات الدولة العصرية، حيث حرص على التوفيق بين ما هو كوني وحداثي وما هو خصوصي وأصيل.
واستطرد قائلا أن الاختيارات الاستراتيجية التي اعتمدها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني سمحت اليوم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بأن يخطو الخطوة الدستورية الكبرى الثانية في حياة المغاربة لتطوير وتعميق هذه الاختيارات.
ومن جهته، أبرز السيد عبد العزيز الجزولي، المكلف بمهمة بالديوان الملكي، في عرض حول ” التصور الدستوري للملك الحسن الثاني”، أن جلالته كان منهجه التوفيق وكان تصوره جاهزا عبر تكوينه كمؤرخ ورجل قانون وابن بيئته الذي يعرف شعبه معرفة أساسية.
وأشار الى أن دراسة المصادر لا يجب أن تقتصر على النصوص فحسب، لكن أيضا، يجب الاهتمام بمناهج أخرى ترتبط بالتاريخ وبما عرفه المغرب خاصة في الفترة ما بعد الحماية، موضحا أن تصور الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه اعتمد أركان الدولة المغربية العتيقة التي تضمن ولازالت الاستمرارية التاريخية للمملكة عبر العصور، كما اقتبس كل ما يؤسس للدولة الحديثة.