قال رئيس المنتدى الوطني للمدينة، السيد مصطفى مريزق، إن المدن تشكل فضاءات للعيش المشترك ورافعة للثقافة والحضارة وممرات لتداول الثروات المادية واللامادية.
وأضاف السيد مريزق، في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الرابع بشأن “المدن التاريخية والتراثية والتعاون الدولي” أمس السبت بمكناس، إن المدينة تعكس حضارة الشعوب والتفاعلات المجتمعية المشتركة ووقائع مادية للتمدن وإطار للعيش المشترك.
واعتبر رئيس المنتدى، المدن بناءات تاريخية تنقلها الأجيال الحالية بشكل انتشاري وتوسعي الى الاجيال التي تليها لتجعل منها ذاكرة تاريخية مشتركة وفضاء للتنوع الثقافي والديني وللاختلاط بين العديد من المجموعات الاجتماعية.
واعتبر انه يتعين أن تتيح المدينة التي يحلم بها كل مواطن لساكنتها، المشاركة بشكل تلقائي وتشاركي لتحسين شروط العيش ومحاولة تدبير كل ما تتيحه الطبيعة من خيرات وثروات نفيسة للبشرية.
وأبرز أن المدن المغربية عموما والمدن التاريخية التي تم تصنفيها تراثا إنسانيا من قبل منظمة اليونسكو شكلت على الدوام فضاء للانفتاح والحريات الفردية والجماعية وظلت محجا للعديد من شعوب العالم من خلال التبادل التجاري والمعرفي والديني.
ومن جانبه، دعا الرئيس الشرفي للمنتدى الوطني للمدينة، السيد عبد الحميد الجمري، خلال هذا اللقاء الذي ينظمه المنتدى يومي 21 و 22 ماي الجاري بمدينتي فاس ومكناس، إلى ايلاء موضوع المدن التاريخية والتراثية أهمية كبيرة خصوصا وأن المدن تعرف توسعا عمرانيا يطرح العديد من المشاكل التي تتطلب إيجاد الحلول الناجعة لها.
وأضاف أن هذا اللقاء يتيح الفرصة لعرض مجموعة من التجارب المختلفة والمتنوعة التي نهجها المغرب للنهوض بالمدن التاريخية المغربية وتقاسمها مع تجارب من مدن من أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا وافريقيا لتعميم الاستفادة منها وإرساء مدن نموذجية تستجيب لتطلعات المواطنين.
ومن جهته، قال سفير البرازيل بالرباط، السيد جوزي اومبرطو دي بريو كروز، في كلمة خلال هذا اللقاء، إن هذه التظاهرة تعكس تعبئة المجتمع المغربي حول قضية المدن التاريخية التي تستأثر باهتمام جميع بلدان العالم، داعيا إلى العمل في إطار تشاركي دولي للنهوض بالمدن التاريخية وبالموروث الثقافي.
وأضاف أن المدن المغربية تتمتع بعمق تاريخي عريق وزاخر يعود لعدة قرون خلت، موضحا أن هذه المدن التاريخية تثير الإعجاب وتزخر بالغنى والتنوع التاريخي والثقافي وتشكل ذاكرة حية.
ونوه السفير البرازيلي بالعمل الذي تقوم به الدولة المغربية والحضور القوي لفعاليات المجتمع المدني في تدبير الموروث التاريخي والتراثي المغربي والذي يعكس حيوية ودينامية الديموقراطية المغربية.
ويناقش هذا المؤتمر العلمي، الذي تشارك فيه ثلة من المفكرين والباحثين والخبراء من المغرب والخارج، الرهانات الديموقراطية التشاركية وبحث سبل تحقيق مدينة مندمجة تضمن الحقوق الإنسانية.