ذ.ادريس المغلشي
كائنات انتهازية تستطيع بيع كل شيء حتى الذمة كيف لا وهم لايؤمنون لا بالكفاءةولا بالاستحقاق .ينبذون بشكل فظيع في دواخلهم المقولة المشهورة” المسؤول المناسب في المكان المناسب” يرددونه بشكل ببغائي أمام الناس دفعا للشبهة بل ويرفعون صوتهم أكثر من غيرهم مدعين زورا وبهتانا أنهم يدافعون عنه .تجدهم في حواشي مقدمة كل مناسبة . يجيدون التموقع بشكل يمكنهم من اقتناص الفرص .صحيح أنهم يعرفون مستواهم الحقيقي وقدراتهم المتواضعة وبالتالي لايسعون أكثر ممايتطلبه الأمر . المؤسسات عموما تخلق هذه العينة في ميكانيزماتها التدبيرية لأنهم يعتبرونها ضرورة لكن يبقى عددها محدودا حتى لاتشل حركتها بشكل نهائي هم من يستطيعون تحريك النصوص لاختبارجدواها والاستفادة منها وحدهم دون غيرهم .
الإدارة المغربية عموما تتميز بخاصيتين لايمكن أن تنتفي في مرافقها إلا ناذرا . عدم انسجام مدة الخدمة مع زمنها القانوني وعشق لامتناهي للموظف في خلق طوابير أمام مكتب سعادته بشكل غير منتظم وفوضوي دائم .كلتا الملاحظتين إذا تمعنا نجد بينهما روابط بل وعلاقة جدلية .لايمكن ان تنفي الواحدة الأخرى. كيف يمكن معرفة المتسلقين وهم عينة لاتخلو منها مؤسسة أومنظمة لكن لمعرفة من هم أسوق في مقالي هذا بعض النماذج التي صادفتها في مساري وجسدت بوفاءمنقطع النظير لأطروحاتها وبرنامجها بل هناك حالات لاتجد حرجا في التعبير عن هذه الصفة قولا وسلوكا وهو أمر متوقع ولايمكن إغفالها في هذا السياق والفقهاءيقولون”بالمثال يتضح المقال ”
المتسلقون يبدأون صغارا في الهامش ويصبحون في رمشة عين بمنصة القيادة .يخونهم الخطاب في كثير من التعابير لأنه يعكس حقيقة مستواهم . لاشك انك صادفت نموذجا مماثلا وتساءلت بداخلك كيف وصل هذا المسؤول يتلعثم في القول حاملا ورقة فضحت يديه المرتعشتين ؟ فخرجت بخلاصة عميقة أن أفضل جواب او تعليق على الحدث هو مغادرة اللقاءفورا لأنك لم تستطع متابعة جلسة تعذيب بامتياز . انهم لايؤمنون بسنة التدرج في المسؤولية لأنها محطات اختبار قدتنكشف فيها خديعتهم وضعف مستواهم ومكرهم بل يوقنون بحرق المراحل و يسعون للوصول مهما كلف الأمر. العلامة الثانية في حقهم لايثقون في الديمقراطية رغم ترديدهم لها كشعار وعند التنفيذ ينحازون للكولسة والتنوعير بل ويستطيعون نثر بعض من طلاسيمهم على أسطرهاوهي تحمل شيئا من القداسة موشحة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية بل بها خليط عجيب من الزهد والرهبانية لينسفوا مقتضيات قانونية هم من شرع لها وصاغ مفرداتها التي تدعو لاحترام المسؤولية بمواصفات دقيقة .قال كبيرهم في اجتماع داخلي لحظة انتصار ونشوة وهو يتلقى التهاني والتبريكات (إنها قوانين صيغت لحماية مصالحنا وستبقى كذلك .مجرد دعاية للخارج لانحتكم إليها إلا إذا كان تفسيرها يعزز وجودنا ومواقعنا.وإذا عجزت عن هذا الدور فعليكم بتغييرها فورا قبل أن يحصل مالا تحمد عقباه …!) .