مصطفى الباكوري: المؤتمر الوطني الثالث لPAM تجسيد لانخراط واع ومسؤول في مغرب الجهات

0 707

أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد مصطفى الباكوري، أن المؤتمر الوطني الثالث للحزب، الذي انطلقت اشغاله أمس الجمعة ببوزنيقة بمشاركة نحو 3500 مؤتمر ومؤتمرة، يشكل تجسيدا لانخراط واع ومسؤول في مغرب الجهات.

واوضح السيد الباكوري، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر مساء اليوم السبت، أن هذا الانخراط يأتي لكون الجهوية المتقدمة تمثل الورش الاستراتيجي المتوج للمشاريع الإصلاحية الوطنية المهيكلة على مدى السنوات ال 15 الأخيرة، ولكون هذا الورش، الوازن والمصيري، يمثل أفقا جديدا للتنمية البشرية والمستدامة بالمغرب على نحو منصف ومتضامن من أجل ضمان العيش الكريم لجميع المغاربة.

وأشار إلى أن المؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة والمعاصرة هو مؤتمر التحديات خصوصا على مستوى تكريس الشفافية والديمقراطية الداخلية والتنافسية السياسية الشريفة، ضمن مقاربة قوامها الإصرار على المزاوجة بين الاستمرار في توطيد المكتسبات وتطويرها والتجديد والابتكار، لاسيما على المستويات المذهبية والبرنامج السياسي والآليات التنظيمية وتجديد النخب القيادية.

وأبرز أن الأمر يتعلق بمحطة نضالية، ستعطي نفسا قويا مستشرفا لمسارات مستقبلية، ولاسيما منها التحضير الناجع للاستحقاقات التشريعية القادمة، “وهي مسارات لا خيار لنا سوى النجاح في كسب رهاناتها”.

وقال في هذا الصدد، إن “مستقبل بلادنا وانتظارات الشعب المغربي تسائلنا من أجل استدراك التعثر الحاصل في الترجمة الشاملة للدستور وتحقيق دينامية حقيقية للتغيير المجتمعي والإصلاحات المؤسساتية والتشريعية والسياسية والتصدي لآفتي الفساد الرشوة والممارسات المنافية للديمقراطية، وكذا من أجل تحصين الخطاب السياسي من الشعبوية والمزايدات الفارغة والارتقاء به إلى مستوى النقاش الديمقراطي القائم على التبادل الفكري والحوار التعددي”.

وأضاف أن هذه الانتظارات “تسائلنا أيضا من أجل نهج سياسة شعبية حقيقية تضع في أولوياتها الحد من نسب الفقر وتقليص معدلات البطالة، والتحسين المستمر لتموقع المغرب في المنتظم الدولي وفي مجتمعات المعرفة وضمن مصاف القوى اقتصادية الصاعدة”.

واعتبر السيد الباكوري أن هذا المؤتمر يشكل بحق فرصة سانحة من أجل كسب الرهانات التي تشكل الأولويات الحاسمة للأمة، والمتعلقة أساسا بتحقيق تحول نوعي في التعبئة المجتمعية حول السيادة المغربية على كامل التراب الوطني وذلك بتنسيق تام مع الدولة ومع مختلف الفاعلين الحزبيين والنقابيين والإعلاميين وهيئات المجتمع المدني، وكذا بالتملك الجماعي والتجسيد العملي، فكرا وممارسة، لمقومات الهوية المتنوعة الروافد والمكونات والخيارات المؤسساتية الثابتة والتعددية والحق في الاختلاف والديمقراطية.

ر/ع ص/ج ت

**********———-**********

وأشار السيد الباكوري إلى أن هذه الرهانات ترتبط أيضا بالعمل على التجسيد الفعلي للمناصفة بين الرجال والنساء على مستوى المسؤوليات، وبالعمل الدؤوب من أجل بناء اقتصاد وطني بنموذج تنموي جديد جاذب للاستثمارات تنافسي ومنتج للقيمة، فضلا عن السهر الدائم على ترسيخ الممارسة الديمقراطية الاعتيادية من خلال الضمان المستديم لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وذات مصداقية وطنيا ودوليا.

وخلص إلى القول بأن حزب الجرار “واثق في توفير البديل الواعد الذي هو بديل الحاضر والمستقبل، ومقتنع بالخيارات الاستراتيجية لبلادنا في الدفاع المستميت عن كل شبر من ترابنا الوطني وفي ترسيخ مجتمع المواطنة والديمقراطية والتنمية البشرية، وحريص أشد ما يكون الحرص على ممارسة سياسة الشفافية والحقيقة مع الشعب ومن أجل الشعب”، مشددا على أن حزب الأصالة والمعاصرة يتوفر على “صفوة من الكفاءات والخبرات القادرة على تحمل المسؤولية لتقديم التدبير الناجع للسياسات العمومية، ويملك رؤية تنموية شاملة متقدمة نعتقد جازمين أننا نتقاسمها مع أغلبية المغاربة، أساسها بناء نموذج اقتصاد جديد”.

وبدوره، أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، السيد محمد الشيخ بيد الله، في كلمة خلال هذه الجلسة، التي شهدت حضور ممثلي الأحزاب السياسية والسلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط وشخصيات أخرى، وطنية ودولية، من مشارب مختلفة، أن اللجنة نوهت عند بداية أشغالها بالأمن والاستقرار الذي تنعم به المملكة، بفضل خيارات مختلف مكونات الأمة وخصوصا منها التمسك المشترك بالثوابت المؤسساتية، وبالتعددية الفكرية والثقافية، وبمقومات الهوية الوطنية في تنوع روافدها.

وثمن السيد بيد الله نتائج الحزب في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، وبالمشاركة الواعية للحزب في تحصين الخيار الديمقراطي ودوره في تقوية التماسك الاجتماعي وترسيخ الاجماع الوطني في الدفاع عن القضايا المصيرية، وعلى رأسها الوحدة الترابية.

وقال إن خلاصات عمل اللجنة أكدت على ضرورة مواصلة تبني الديمقراطية كخيار مصيري وتعزيز الخيار الحزبي الاستراتيجي من خلال أربع قضايا أساسية تتمثل في الإسلام كقاسم مشترك بين المغاربة، ينبغي تحصينه من التوظيف السياسي، والأمن كأساس لاستقرار المجتمع، والبيئة السليمة كحق دستوري، وكذا في المواطنة كسبيل لإعادة التوازن بين الحقوق الواجبات.

من جهتهم، أكد عدد من الضيوف الأجانب، في كلمات بالمناسبة، على ضرورة تعزيز التعاون بين الشعوب والدول، لاسيما عبر بوابة الأحزاب السياسية، بغية مواجهة التحديات المشتركة التي تعترض مختلف دول العالم.

كما أشادوا بجهود المغرب في مجال تعزيز الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب، باعتباره آفة لا تعترف بالحدود وتفرض تعزيز التنسيق والتعاون الدولي لمواجهتها.

يشار إلى أن أشغال المؤتمر الوطني الثالث لحزب الجرار ستتواصل، غدا الأحد، باجتماع المجلس الوطني للحزب لانتخاب رئيس المجلس والأمين العام والمكتب السياسي للحزب، حسب برنامج أشغال المؤتمر.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.