العناق الأخير : حوار بين النفس والجسد .

0 489

       بقلم ✍️محمد خلوقي—– ——- —— —— —– —-النفس 🗣: اشعر باختناق بين ضلوعكٓ الهرمة وخطواتكٓ المتتاقلة، اريد ان انطلق كالفراشة لا أبالي بسبيل يوجهني ولا حاجز يعترضني .. أقع حيث اريد وعلى ما اريد .الجسد🗣:ما هذا الطيش والحمق الذي حرككِ بعد زمن من السكينة والسكون ؟؟ لم أتوقع يوما منك هذه النزقية..!!النفس 🗣: غريب ما اسمع منك .. ياقفصي الخانق ..نسيت كم من ليلة بت تتقرح مكلوما بأوجاعك وأعطابك .. فأضمد جراحاتك .. وأطبب بجرعات الامل الاحشاءَ والبدن ..كم ليلة أشعلتُ في هذا الجسد لذة الحب ..ومُتعة العشق ، وصيّرتُه وسط العتمة نورا متوهجا ، وفوق السرير حولتُه طفلا مُدللا ومُبللا من الحركة ، يتلوى في رشاقة كخيزران ، ويُرفرف بكل اجزائه كبُلْبُل حَرَكيٍّ طَروبٍ ..كم من المواقف تسَمَّرْتَ ، بجانبي خجولا مُحبطا دون حِراك ،فمَسحْتُ قطرات يأسكَ ،وبعثُّ من فحمك الرمادي َجذوةَ اليقظةِ، ووَهَج َالحياة .الجسد🗣: انك يا نفس غير عادلة  تختارين من قطف الزهور ما يروقك ؟ وتتجاهلين وَخْزَ الأشواك، أ لا تذكرين عدد السنين التي من أجلك أتعبتُ القدمين مشيا .. ؟؟والعينين نظرا .؟؟. واللسان قولا.؟؟ .وعصرتُ الفؤاد عصرا..؟؟ كي تشعرين بنشوة اللحظة وتصِلين الى مبتغاك ، وكم دفع بكِ الهوى ان تُركِبيني البُعدَ والنوَّى، غريبا بين أجسادٍ شداد غلاظ ، تلسعني في الزحمة دون رحمة .نعم من اجلك أنتِ سرت عاريا تحتَ وَابل المطرِ ، دون مبالاة ببرد او خطر ، خوفا ان يتسلل اليك الضجر او أراك صغيرة ضعيفة بين باقي أنفُس البشر . .النفس 🗣: وما الذي تغير فيك الْيَوْم .. ؟؟ ألم نكن فيما مضى كطفل لا يمل من الحركة واللعب والضحك ..؟؟ !!ألم نكن ريح صَبا  تُرعش وتنعش أينما حلَّتْ وارتحلت ْ؟؟؟!!الجسد 🗣: تغيرت أشياء من حولنا يا نفس ُ.. لم يعد للماء ذاك الصفاءُ الذي شربناه اول مرة ، ولا للهواء ذاك النقاء الذي شممناه معا ، لم يعد لذوق البرتقال في الفم نفس الطعم ، ولا للزعتر نفس الرائحة ..!!النفس 🗣: ها قد عاودتَ عزفك الحزين ..وعبوسكَ المخيف ، وتشاؤمك العنيف ..أصبحت تتقن نوح الثكلى..!!الجسد🗣: ارحمي عشيقا شاخَ جسده ..وساخَت اقدامه في رمال الزمن .. فقضى الحاجة بتركها ،ولا تجعلي هواَيتك غِوايتي..وعُودي اليَّ مطمئنةً ، وادْخلي جسدي راضية مَرضية ، لا أمَّارة بنَزقٍ او طيْش .النفس 🗣: لقد اتسَعَت بيننا الهُوَّة ..ولَم يَعد بينا اتفاق ، فالاحسن لنا هو الفراق.الجسد🗣: فضُميني اليك الليلة ضمة عناق ،قبل موعد الفراق . بقلم. ✍️محمد خلوقي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.