حل الشعر الكرواتي والموسيقى الكلاسيكية مساء اليوم الأربعاء، ضيفين على مقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، وذلك خلال لقاء حضرته ثلة من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية من المغرب والخارج.
وأبرز أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري، في كلمة بالمناسبة، السياق الذي يندرج فيه هذا الحدث، مشيرا إلى بعض النقاط البارزة التي تشهد على عمق الروابط التاريخية والثقافية بين جمهورية كرواتيا والمملكة المغربية.
وأكد السيد الحجمري أن تنظيم هذا اللقاء، الذي يتزامن مع إدراج الملحون ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، “ليس وليد صدفة، بل ثمرة شراكة متواصلة” مع السفارة الكرواتية بالرباط، موضحا أن هذا الحدث الثقافي “الذي يتمحور حول الغناء والشعر والموسيقى، يستحضر بلا شك حداثة مجتمع ديناميكي ومنفتح”.
وقال إنه “من شأن فعاليات ثقافية من هذا القبيل تثير فضول الباحثين الدكاترة الشباب الذين يحضرون ندوات ومؤتمرات أكاديمية المملكة”، مبرزا أن هؤلاء الشباب ستتاح لهم الفرصة لاكتشاف الوضع الخاص لكرواتيا وكذا لمعرفة مدى كون الشعر “شكلا يرافق التاريخ الكرواتي والذي يتغنى بالمعاناة منذ عام 1450”.
وأضاف السيد الحجمري أنه في كرواتيا كما في المغرب، رافق الشعر “التقلبات التاريخية”، مؤكدا أنه اتخذ اليوم منعطفا جديدا تميز باختيار مواضيع جديدة ولغة رمزية قريبة من السريالية.
من جانبها، أكدت سفيرة جمهورية كرواتيا لدى المملكة المغربية، ياسنا ميليتا، أن إقامة هذا الحدث الثقافي “المرموق” ليس إلا تأكيدا آخر للقيم المغربية الغنية بالتنوع والعيش المشترك والانفتاح على الثقافات العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت السيدة ميليتا لمحة عامة عن التاريخ الأدبي لبلدها، مشيرة إلى وقع التأثيرات التاريخية والسياسية المختلفة على الأدب الكرواتي على مر القرون.
وفي السياق نفسه، أبرزت سفيرة جمهورية كرواتيا بالمغرب كيف يعكس الأدب الكرواتي “حيوية الشعب الكرواتي”، الذي تمكن من الحفاظ على تراثه مع استشراف المستقبل.
وخلال هذه الأمسية، قدم الشاعر والكاتب برانكو تشيجيك والشاعران والمترجمان برانتشيكا راديتش وفاندا ميكسيتش، لمحة عن الشعر الكرواتي ومشروع الترجمة لدار النشر”L’Ollave”، قبل قراءة أبيات شعرية باللغتين الكرواتية والفرنسية لـ 12 شاعرا كرواتيا، لاسيما، أنطون برانكو سيميتش، ودوبريشا سيزاريتش، ويوري كاستيلان، وسلافكو ميهاليتش، وأندريانا شكونكا، وأنكا جاغار، وبرانكو تشيجيك، وميروسلاف ميكانوفيتش، وبرانكتيكا راديتش، وفاندا ميكشيتش، وآنا برنارديتش، وألين برليك.
وبالإضافة إلى ذلك، قدم عازفا البيانو الكرواتيان إيفا ليوبيتش لوكيتش وكوسينكا توركولين حفلا موسيقيا كلاسيكيا.
ويندرج هذا الحدث الثقافي الذي نظمته أكاديمية المملكة المغربية بتعاون مع سفارة جمهورية كرواتيا بالمغرب، في إطار يوم دراسي بعنوان “المشهد الشعري بكرواتيا”، بهدف تعزيز الغنى الفني والأدبي الكرواتي.
وتعكس هذه الأمسية الثقافية أيضا إسهام أكاديمية المملكة المغربية في التعريف بالموروث الفكري والثقافي والفني للحضارات الإنسانية بمختلف أطيافها، بهدف تشجيع وتنمية الإبداع الفني.