الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين تروم تقوية وتعزيز معسكر الحكمة والتبصر في مواجهة الداعمين لعدم الاستقرار ودعاة الانفصال (رئيس جامعة)
قال السيد عمر صبحي، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إن الإعلان المشترك المتعلق بإرساء شراكة استراتيجية بين المغرب والصين يروم تقوية وتعزيز معسكر الحكمة والتبصر في مواجهة الداعمين لعدم الاستقرار ودعاة الانفصال.
وأضاف السيد عمر صبحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إرساء شراكة استراتيجية بين المغرب والصين يسعى، بالخصوص، إلى تعزيز الأطراف الداعمة للحكمة والتبصر من أجل مواجهة الجهات التي تدعو إلى الفوضى والفرقة وعدم الاستقرار.
وأوضح رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله أن المغرب يتقاسم والصين العديد من المبادئ والقناعات، خاصة وأن البلدين يستمدان معا قوتهما من الإرث التاريخي والحضاري، كما يشتركان في نفس الرؤى والمبادئ بخصوص الوحدة الترابية للدول وعدم المساس بها.
واعتبر السيد صبحي أن المغرب والصين واجها، خلال تاريخهما الطويل والعريق، العديد من المناورات الخارجية التي كانت تحاول المس بوحدتهما الترابية وتقطيع أوصالهما.
وأكد أن المصالح المشتركة بين البلدين هي متعددة ومتبادلة وبالتالي فبإمكانهما، من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، أن يربحا الشيء الكثير عبر العمل يدا في يد على الساحة الدولية.
وبخصوص الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الصين، أكد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس أنها جاءت من أجل تقوية وتعزيز دينامية التعاون القائمة بين البلدين، والتي ما فتئت تتقوى بين بلدين صديقين هما المغرب والصين، مشيرا إلى أهمية الانعكاسات الإيجابية التي ستكون لهذه الزيارة على العديد من الملفات السياسية منها والاقتصادية والثقافية وغيرها.
وقال إن مؤشرات نجاح هذه الشراكة الاستراتيجية متعددة شرط التحضير الجيد لتدبير المبادلات التجارية بين الطرفين، مضيفا أن البلدين يعيان جيدا الرهانات التي يطرحها التعاون الاستراتيجي والذي سيتم تجسيده من خلال مشاريع واستثمارات وكذا من خلال إجراءات وتدابير لمواكبة ودعم الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين وتعزيز وتقوية مكونات التقارب القائمة بين البلدين.
وأكد أن المغرب، الذي اعتمد سياسة تنويع شركائه في العالم، يسعى إلى الاستفادة من الاستثمارات وفتح الأسواق الصينية أمام المقاولات المغربية مع التشبث والحفاظ على المكتسبات التي حققها وما فتئ يطورها مع حلفائه التقليديين سواء بأوروبا أو بأمريكا وإفريقيا والشرق الأوسط.
وقال السيد صبحي إن النموذج الصيني غني بالدروس والعبر خاصة من حيث انخراط بكين في طريق التنمية وانفتاحها على إفريقيا وتشبثها باحترام إرادة الشعوب، مضيفا أن الصين تظل إحدى الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة وبالتالي فإن بلد يزيد عن المليار نسمة يشكل سوقا واعدة بالنسبة للاقتصاد المغربي خاصة في بعض القطاعات الحيوية بشرط اعتماد الجودة والابتكار والتجديد في المنتوجات المحلية وذلك لرفع تحديات المنافسة.
وذكر بأن الصين تمثل أيضا قوة اقتصادية عالمية وعضوا دائما في مجلس الأمن، مشيرا إلى أن الموقع الجغرافي للمغرب الذي هو على أبواب أوروبا وشمال إفريقيا من شأنه أن يجعل منه ببنياته وتجهيزاته الكبرى، كميناء طنجة المتوسط ومناطقه الحرة وغيرها، منصة استراتيجية للتبادل والإنتاج خاصة باتجاه إفريقيا.