أنا آتٍ إلي ظلِّ عينيك .. آتِ
من غبار الأكاذيب.. آتِ
من قشور الأساطير آتِ
أنتِ لي.. أنتِ حزني وأنتِ الفرح
أنتِ جرحي وقوس قزح
أنتِ قيدي وحرِّيتي
أنت طيني وأسطورتي
أنتِ لي.. أنتِ لي.. بجراحكْ
كل جرح حديقهْ ! .
أنت لي.. أنت لي.. بنواحك
كل صوت حقيقهْ .
أنت شمسي التي تنطفئ
أنت ليلي الذي يشتعل
أنتِ موتي, وأنت حياتي
وسآتي إلي ظلِّ عينيك .. آت
وردةً أزهرت في شفاه الصواعق
قبلةً أينعت في دخان الحرائق
فاذكريني.. إذا ما رسمت القمر
فوق وجهي, وفوق جذوع الشجر
مثلما تذكرين المطر
وكما تذكرين الحصى والحديقهْ
واذكريني,
كما تذكرين العناوين في فهرس الشهداء
أنا صادقتُ أحْذية الصِّبية الضعفاء
أنا قاومتُ كُل عروش القياصرة الأقوياء
لم أبع مهرتي في مزاد الشعار المساوم
لم أذق خبز نائم
لم أُساوم
لم أدق الطبول لعرس الجماجم
وأنا ضائع فيك بين المراثي وبين الملاحم
بين شمسي وبين الدم المستباح
جئت عينيك حين تجمَّد ظلي
والأغاني اشتهت قائليها ! ..
درويش