أجرى السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب ،اليوم الخميس بوارسو ، مباحثات مع رئيسي مجلس الشيوخ ومجلس النواب البولونيين ،على التوالي السيد ستانيسلاف كارشيفسكي والسيد ماريك كوشسينسكي .
وتناولت المباحثات ،التي حضرها على الخصوص سفير المغرب لدى بولونيا السيد يونس التيجاني وسفير بولونيا لدى المغرب السيد ماريك زيولكوفسكي ، سبل دعم التعاون البرلماني بين المؤسسات التشريعية المغربية والبولونية والعلاقات المتعددة الاهتمامات التي تخص البلدين الصديقين ،وكذا مختلف القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، والعلاقات المتقدمة التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي .
وفي هذا السياق ،أبرز السيد الحبيب المالكي ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة ، أن المباحثات التي أجراها مع رئيسي مجلسي النواب والشيوخ البولونيين أثبتت أن المغرب وبولونيا لهما قواسم مشتركة كثيرة وتطابق وجهات نظرهما بخصوص أهم قضايا الساعة الاستراتيجية في بعدها السياسي والاقتصادي والثقافي ،وتحدوهما كذلك نفس الرغبة والعزيمة والإرادة للمضي قدما من أجل دعم التعاون والشراكة بين الرباط ووارسو حتى تواكب العلاقات السياسية العميقة التي تجمع بين البلدين منذ زمن بعيد .
كما أبرز السيد المالكي أن المباحثات التي أجراها مع المسؤولين البولونيين أبانت أيضا أن للمغرب تقدير خاص لدى بولونيا ،على مختلف المستويات ،كما أن بولونيا تقدر كثيرا الأدوار التي تطلع بها المملكة في شتى المجالات ومساهماتها النشيطة لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ،ومكافحة الظواهر الكثيرة التي ابتلي بها العالم ،كالتطرف والارهاب ،مع التنويه الخاص بدور المغرب في تدبير قضية الهجرة ببعد إنساني نموذجي .
وأكد السيد المالكي أن ما يميز العلاقات بين المغرب وبولونيا هو إيمانهما الوثيق بالقيم الانسانية السمحاء والمبادئ المثلى ،خاصة وأن تاريخ البلدين تميز بتضحيات جسام من أجل الوحدة والاستقلال والجهود المعتبرة لتحقيق التنمية الشاملة والرخاء وتثبيت القواعد الديموقراطية .
وفي هذا إطار، أشار السيد الحبيب المالكي الى أن المسؤولين البولونيين أشادوا بالإصلاحات التي باشرها المغرب منذ عقدين من الزمن بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،سواء على الصعيد الديموقراطي أو السياسي أو التنموي والاقتصادي والاجتماعي ،والتي جعلت من المغرب نموذجا مرجعيا على الصعيد الإقليمي ،وهو ما يعكس أيضا تميز الموقع المتقدم للمغرب في علاقته مع الاتحاد الأوروبي .
ولم يفت السيد الحبيب المالكي الإشادة بموقف أعضاء البرلمان الأوروبي البولونيين ،الذين دعموا دائما القضايا التي تخص المغرب ومضمون اتفاقية الصيد البحري والاتفاق الذي يخص القطاع الفلاحي ،وكذلك المسؤولين البولونيين على مستوى مختلف مؤسسات الاتحاد الأوروبي ،الذين بدورهم يثمنون عاليا العلاقات المغربية الأوروبية المتميزة على جميع الأصعدة ،ويقدرون حق تقدير الجهود التي تبذلها المملكة للمساهمة في مواجهة التحديات المطروحة إقليميا ودوليا ،وفعاليتها في دعم التعاون جنوب/جنوب وشمال /جنوب ،خاصة وأن المغرب يولي أهمية خاصة للتعاون مع دول القارة الأفريقية بعمق أفريقي متجدد وهادف .
وأشار في هذا السياق الى أن الروابط التي تجمع بين المؤسسات التشريعية البولونية والمغربية في إطار الديبلوماسية البرلمانية أضحت ،خلال السنوات الأخيرة خاصة آلية مهمة لتحقيق مزيد من التقارب بين البلدين الصديقين ،وتتجلى عمليا في فعالية مجموعات الصداقة البرلمانية المغربية البولونية وانتظام تبادل الزيارات بين أعضاء غرفتي برلماني البلدين لتبادل التجارب والخبرات في المجال التشريعي وغيرها من القضايا الحيوية للبلدين.
وفي نفس السياق ،أشار السيد الحبيب المالكي الى أن أعضاء من مجلس النواب البولوني سيشاركون في ندوة حول الهجرة ستنظم مستقبلا في المغرب ،التي ستشكل من جهة فرصة لتبادل وجهات النظر حول هذه القضية المعقدة التي تشغل بال المجتمع الدولي ككل ،والاطلاع على التجربة المغربية في المجال والمبادرات التي يتخذها المغرب لمعالجة هذه القضية ذات البعد الانساني .
وكان السيد الحبيب المالكي قد قام صباح اليوم بزيارة لنصب الجندي المجهول وسط وارسو ،حيث وضع إكليلا من الزهور ،كما وقع في الدفتر الذهبي لهذا النصب ،الذي يعد أحد المواقع التراثية والرمزية للعاصمة البولونية .
ويرافق السيد الحبيب المالكي في زيارته لوارسو ،التي ستختتم بعد غد السبت ، السادة شقران أمام رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب و عائشة لبلق رئيسة المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بنفس المجلس و كمال هشومي مدير ديوان رئيس المجلس ،وأمال بلقايد مدير العلاقات الخارجية بمجلس النواب وحميد بهاج مستشار رئيس المجلس.