السيدة بوعيدة تؤكد انخراط المملكة المغربية الفعلي والمسؤول في تعزيز منتدى التعاون العربي الصيني

0 541

أكدت السيدة امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون ، اليوم الخميس في الدوحة، انخراط المملكة المغربية الفعلي والمسؤول في تعزيز منتدى التعاون العربي الصيني، مبرزة أن انعقاد الدورة السابعة للمنتدى في قطر يتزامن مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية لتعزيز الشراكة بين البلدين الصديقين .

وقالت السيدة بوعيدة في كلمة أمام الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون العربي الصيني” صحيح أن تزامن الحدثين جاء من باب المصادفة، لكن الصدفة في هذه الحالة تعكس مدى انفتاح المغرب على الشركاء الدوليين، وانخراطه الفعلي والمسؤول في تعزيز منتدى التعاون العربي الصيني، وحرصه على أن يضطلع بدور فاعل فيه، بما في ذلك تطوير التعاون الثلاثي وتعزيز الشراكة التضامنية بين دول الجنوب “.

و اكدت السيدة بوعيدة أن بعد المسافات لن يثني المغرب عن تقوية علاقاته مع الشركاء الدوليين الوازنين سواء في الإطار الثنائي أو المتعدد الأطراف، مشيرة الى أن العراقة في التاريخ، والإسهام في بناء الحضارة، والتبصر في رسم معالم الغد، كلها قواسم مشتركة تحفز المغرب على تعبئة إمكانياته وطاقاته من أجل الارتقاء بالعلاقات مع الصين إلى أعلى المستويات، دفاعا عن الأمن والاستقرار، وخدمة للتنمية المستدامة التي تزاوج بين تحقيق ازدهار الشعوب والحفاظ على البيئة والحياة فوق الأرض”.

و شددت على ضرورة أن يمضي التعاون العربي الصيني بخطى أسرع وبعزيمة أقوى “حتى نبرهن أنه لا محيد عن مفهوم الدولة العصرية في بناء المنتظم الدولي، وأنه لا مناص من نصرة مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان واحترام السيادة الترابية وتغليب فكر التكتل على نزعة التفتيت والتشرذم، لنسهم في إعادة بناء أرضية الالتزامات الدولية، الكفيلة بتحقيق السلم والأمن الدوليين”.

و أبرزت الوزيرة إن طموحات منتدى التعاون العربي الصيني كثيرة ومتعددة ، وقالت في هذا الصدد إنه إلى جانب الحوار الاستراتيجي، “نتطلع إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والتقنية والثقافية مع الصين( ..) وترحيبنا الجماعي بمقترحات إحياء طريق الحرير والحزام البحري للطريق للقرن الواحد والعشرين، يعد دليلا على إرادتنا في التقريب بين شعوبنا وجلب المنافع المتبادلة لها “.

و بعد أن استعرضت الجهود المبذولة لتعميق التعاون الاستراتيجي بين الدول العربية و الصين من خلال وضع الاطار القانوني المنساب للمنتدى وآليات عمله، و كذا رسم الخطط التوجيهية الشاملة لمختلف أوجه التعاون بين الجانبين ، أكدت السيدة بوعيدة أن التحدي الكبير يبقى هو التعبئة والمثابرة والابتكار في طرق تنزيل مقتضيات هذه الوثائق عبر شراكات واقعية وملموسة ومتعددة الأبعاد، تحقق المنافع المتبادلة والمتوازنة، وتجعل من العنصر البشري مبدعها ومحركها و مقصدها .

و في هذا السياق ، ذكرت السيدة بوعيدة باعتزام المغرب إنشاء واحتضان المركز العربي الصيني لمكافحة التصحر، إلى جانب أحد المراكز العربية الصينية لنقل التكنولوجيا اللذين من شأنهما تطوير التعاون العربي الصيني من أجل تنمية مستدامة نافعة للإنسان والأرض .

على صعيد آخر ، أشادت السيدة بوعيدة بمواقف جمهورية الصين الشعبية تجاه قضية فلسطين والقدس الشريف، “التي هي القضية الأولى للعرب والمسلمين، و صلب الصراع في الشرق الأوسط و مفتاحه “، مطالبة بوقف الاستيطان ورفع الظلم عن الفلسطينيين من خلال تمكينهم من إقامة دولتهم فلسطين، المستقلة والقابلة للحياة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

و أضافت أن السبيل في ذلك هو وعي المجتمع الدولي بضرورة الإسراع في إيجاد تسوية عادلة على أساس حل الدولتين، وتهييء الإطار الناجع للعملية التفاوضية المؤدية إلى تحقيق هذا الحل، والكفيلة بالقضاء على العديد من مسببات زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم .

و عبرت الوزيرة في ختام كلمتها عن الأمل في تعزيز التنسيق والتعاون مع الصين، العضو الدائم في مجلس الأمن، لإيجاد حلول للقضايا والهموم العربية المعروضة على الأمم المتحدة .

و يضم الوفد المغربي في اشغال هذا الاجتماع عددا من كبار المسؤولين بوزارة الشؤون الخارجية و التعاون ،من ضمنهم على الخصوص السادة أحمد التازي ، مدير المشرق و الخليج و المنظمات العربية و الإسلامية ، وكريم مدرك مدير الدبلوماسية العامة و الفاعلين غير الحكوميين ، ومحمد سترى مدير ديوان الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية و التعاون ،و المكي كوان سفير المغرب في قطر .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.