الرما المغرب/جهات/ثقافة/مهرجان
أسدل الستار، مساء أمس الأحد بخريبكة، على فعاليات الدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني لعبيدات الرما، الذي نظمته وزارة الثقافة، على مدى ثلاثة أيام، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وعرف حفل اختتام هذه التظاهرة الفنية والثقافية تنظيم سهرة فنية متنوعة أحيتها المجموعة الشعبية الأمازيغية “أحوزار” التي حلت ضيف شرف السهرة الختامية للمهرجان إلى جانب عدد من فرق عبيدات الرما المشاركة في هذه الدورة.
وتعاقبت على منصة الحفل الختامي عدد من مجموعات فن اعبيدات الرما منها مجموعة الصيادة (خريبكة) والعميرية (الفقيه بن صالح ) والزعامة (أبي الجعد )، والتي أثثت فقرات الحفل بمقطوعات وأهازيج فلكلورية من هذا اللون التراثي المغربي الأصيل.
كما أدت هذه المجموعات وصلات غنائية من التراث الشعبي الأصيل خاصة في الأغنية الأمازيغية لمجموعة “أحوزار” التي أدت فقرات موسيقية أمازيغية وعربية أتحفت الجمهور الذي حج إلى مكان السهرة الختامية لهذا المهرجان الذي يواصل اهتمامه بالمحافظة على التراث والموروث الثقافي العريق الذي يمثل مكونا هاما من الذاكرة المغربية والثقافة الوطنية الغنية المتعددة الروافد والمصادر.
وقد استمتع جمهور الإقليم، على مدى ثلاثة أيام من المهرجان، بسهرات فنية بمدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد أحيتها 44 فرقة من أجود فرق اعبيدات الرما لهذا الفن الأصيل جهويا ووطنيا مثلت ، على الخصوص، أقاليم خريبكة وبني ملال وقلعة السراغنة والفقيه بنصالح والقنيطرة .
وتوخت تهدف هذه التظاهرة الثقافية ، المنظمة بتعاون مع عمالة إقليم خريبكة والمجالس البلدية لمدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد، إلى إحياء فن اعبيدات الرما والحفاظ عليه وحمايته وصيانته، وكذا العناية والاهتمام بالشيوخ والجمعيات والفرق الممارسة في هذا المجال وتشجيعها وتحفيزها ماديا ومعنويا من أجل الإنتاج والعطاء المستمر.
وشكل المهرجان، المنظم بدعم من المجمع الشريف للفوسفاط، مناسبة للاهتمام والعناية بجانب من الموروث الثقافي، وملتقى وطنيا سنويا لاستمرار التواصل بين شيوخ اعبيدات الرما والباحثين، وذلك بهدف التعريف بهذا النمط الغنائي التراثي الذي يربط الماضي بالحاضر في تلاحم يجسد غنى الثقافة المغربية بمختلف تعبيراتها وأشكالها. يذكر أن حفل افتتاح هذه التظاهرة الفنية تميز بتكريم قيدوم الرما الشيخ محمد رابا من دائرة أبي الجعد ، والشيخ لكبير البوعاد من الفقيه بن صالح ، وذلك اعترافا بعطائهما وبمساهمتهما في الحفاظ على هذا اللون التراثي الأصيل ونقله إلى الأجيال الصاعدة، وتقديرا لمساهمتهما الفنية التي امتدت لسنوات طويلة في خدمة فن اعبيدات الرما على الصعيد الوطني، إلى جانب تقديم عروض فنية لمجموعة من فرق اعبيدات الرما المشاركة في دورة هذه السنة، وتقديم لوحة فنية تحت عنوان “عودي أنا ” بمشاركة فرقة البهجة للكوريغرافيا.
وتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم عدة فقرات فنية وثقافية كتقديم عروض فنية متنوعة تحييها ست فرق فنية مرموقة على المستوى الوطني، وإحياء سهرات فنية في كل من خريبكة ووادي زم وأبي الجعد، وندوة علمية في موضوع “إشكالية المحافظة على التراث اللامادي”، فضلا عن توقيع إصدارات جديدة حول فن اعبيدات الرما، وورشات تكوينية تهم “تقنيات اللعب المسرحي في فن اعبيدات الرما””