الرباط .. اختتام فعاليات الدورة الحادية عشرة للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس

0 1٬373

اختتمت اليوم الاثنين بالرباط، فعاليات الدورة الحادية عشرة للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس، الذي نظمته وكالة بيت مال القدس الشريف، على مدى أسبوعين، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. وتوجت فعاليات دورة هذا العام، باحتفالية رمزية من خلال عملية غرس لشتائل من أشجار الزيتون (رمز السلام)، والزعتر (ذهب فلسطين الأخضر)، مع كمية من تربة القدس، استقدمها الأطفال معهم من فلسطين، وذلك في إطار حث الناشئة على احترام الطبيعة وعناصر التوازن البيئي في التجمعات السكنية، ولاسيما في القدس، التي يوليها جلالة الملك، رئيس لجنة القدس أهمية خاصة. كما تميز برنامج دورة هذه السنة، التي حملت هذا العام إسم ” صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء” بحمله لواءا أخضرا يرمز لاحترام البيئة والمحافظة عليها، وتربية الناشئة على ذلك، تكريما لسموها، التي تضطلع بأدوار رائدة في هذا المجال، مما مكن بلادنا من قطع أشواط مهمة، يجعلها مثالا يحتذى على المستوى الإقليمي والقاري.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال السيد محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، إن “الرمزية التي تحملها عملية زرع شتائل الزعتر والزيتون التي جلبها الأطفال من القدس في أرض الرباط، تعبر عن ارتباط المغاربة بالمقدسيين، وعن ائتمان المقدسيين لنباتهم وأرضهم لدى المغاربة، الذين كانوا دائما سباقين في الدفاع عن القدس وحرمته”.

وأكد السيد الشرقاوي أن هذه الدورة مرت في ظروف جيدة جدا، وكانت ناحجة بفضل الرعاية الملكية السامية، حيث حملت طابعا بيئيا، مشيرا إلى أن الأطفال المقدسيين خلال هذه الدورة حملوا رسالة مفادها، أن حماية القدس والدفاع عنها تأتي فضلا عن المسارات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، من خلال الحفاظ على بيئتها وتوازنها الطبيعي أيضا و”هذه هي الرسالة الأساسية التي نقلناها اليوم”.

من جانبه قال السيد ماهر مفارجة، رئيس بعثة القدس للمغرب، إن هذا المخيم يترك كل سنة انطباعا جيدا في نفوس أطفال القدس، موضحا أن “استضافة أطفال القدس في إطار هذا المخيم ليس غريبا على صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالنظر للأهمية الكبيرة التي يوليها للقدس وسكانها”.

وبعد أن أبرز أن إطلاق إسم صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، على هاته الدورة مهم للغاية، بالنظر لجهودها الكبيرة في مجال المحافظة على البيئة، قال إن الأطفال المقدسيين أحضروا معهم للمغرب شتلات زيتون من القدس، تكريما للأميرة للاحسناء على اهتمامها المتواصل بكل ما له علاقة بالمحافظة على البيئة، مشيدا بالمشاركة الفعالة لهؤلاء الأطفال مع أشقائهم المغاربة في عدة أنشطة متنوعة، سواء الرسمية أو الترفيهية على طول الفترة التخييمية. وفي هذا السياق، عبر أطفال القدس المشاركون في الدورة، والذين تنقلوا بين عدد من المدن المغربية، منها طنجة وتطوان والدار البيضاء والرباط، عن “افتخارهم بالحضور إلى المغرب، وإعجابهم بالبلد وبأهله، وجسدوا هذا الفرح بمشاركتهم احتفالات الشعب المغربي بـالذكرى التاسعة عشرة لعيد العرش المجيد، حيث يحرصون كل سنة على مشاركة المغاربة أفراحهم بهذا الحدث باحتفالية تتوزع على معرض الصور ” القدس: أقرب نقطة إلى السماء”، وفقرات فنية من الفلكلور المغربي والفلسطيني”.

كما أعربوا عن امتنانهم لجهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رأس لجنة القدس، من خلال دعم صمود أهالي القدس بالمشاريع المهمة التي تنفذها وكالة بيت المال القدس، ويستفيذ منها الأطفال في المدارس والساحات، والمراكز الثقافية والرياضية، منها المخيم الصيفي بالمغرب كل سنة.

ومما جاء في النداء الذي ألقته إحدى المستفيدات من المخيم الصيفي بمقر وكالة بيت مال القدس الشريف، “وتجسيدا لمحبتنا لشعب المغرب المعطاء، جلبنا من تربة القدس شتائل من شجر الزيتون والزعتر، وهي أثمن ما نملك، لنزرعها في أرض الرباط، عربونا على تعلقنا بأرضنا المباركة، وتكريسا لما ترمز له من قيم أصيلة في ثقافتنا الفلسطينية”.

وأضافت “نحن كما ائتمنكم أجدادنا على القدس ومقدساتها، نأتمنكم على أشجارنا، لما رأيناه في بلدكم الطيب من اهتمام بالبيئة وبالمحيط البيئي، وأدركنا من الأنشطة البيئية المكثفة التي تضمنها برنامج الدورة الحادية عشرة لمخيمنا الصيفي، أن حماية مدينتنا المقدسة يكون كذلك بالحفاظ على نظافتها”. وفي الختام دعا أطفال القدس الذين تسلموا شهادات وهدايا تتويجا لمشاركتهم الفعالة، المنظمات والهيئات المتخصصة، إلى العناية والاهتمام بالمحيط الجغرافي للمحافظة على القدس، عاصمة فلسطين، وحماية أراضيها وغاباتها، وإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة عليها، والحد من آثارها المدمرة على محيطها الطبيعي ومصادر المياه.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المخيم يندرج في إطار الأنشطة الاجتماعية الموجهة لهذه الفئة من المجتمع المقدسي، في إطار المخطط الاستراتيجي 2014 – 2018 لوكالة بيت مال القدس الشريف، التي تولي أهمية خاصة للبرامج والمشاريع الاجتماعية ذات التأثير المباشر والملموس على الساكنة، خاصة النساء والأطفال والأشخاص في وضعية صعبة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.