الدار البيضاء .. قراءة في مؤلف جديد بعنوان “المعارف الادارية ..التاريخ والمجتمع في البلدان المغاربية بين القرنين 16 و20”

0 546

اقيمت اليوم الجمعة بفضاء مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الاسلامية والعلوم الانسانية بالدار البيضاء ندوة علمية انصبت محاورها حول أحد الاصدارات العلمية التي تؤرخ للحوار بين الضفتين، وذلك من خلال مؤلف جديد بعنوان “المعارف الادارية .. التاريخ والمجتمع في البلدان المغاربية بين القرنين 16 و20”.

وابرز المتدخلون أن هذا الابداع الفكري كان ثمرة عمل مضن تطلب العديد من السنوات من البحث والتحليل للحقائق التاريخية المرتبطة بطبيعة واشكال الادارة التي تداولتها البلدان المغاربية خلال ثلاث مراحل متتالية وتتراوح ما بين ما قبل وما بعد الاستعمار .

وقد تم التفكير في اخراج هذا المؤلف الى حيز الوجود بمبادرة من وزارة الخارجية الفرنسية التي جندت لذلك أربع فرق من الباحثين في مختلف التخصصات، يمثلون كلا من المغرب وتونس والجزائر وفرنسا، ممن عملوا على مقارعة الافكار والمعلومات من خلال اربع مناظرات استضافتها البلدان المذكورة على مدى أربع سنوات، حيث تداولوا عبرها مجموعة من النتائج المستقاة في ميادين ذات ابعاد وتجليات مختلفة بعيدا عن التسلسل الكرونولوجي او الموقع الجغرافي.

واشاروا الى ان هذه الادارات من حيث الجانب المعرفي والتقني اتخذت مظاهر مختلفة حسب المجتمعات التي كان يغلب عليها الطابع القبلي وكذا وفقا لطبيعة السلطات التي تعاقبت عليها بما في ذلك سلطة المخزن والادارات الموازية التي تختلف من حيث موقعها وتموقعها الجغرافي والوسط الثقافي والادارات المالية والعسكرية …

وقد ارتكز الباحثون في هذا الكتاب الجماعي، الذي يتكون من تسع عشر إسهاما علميا، على أربعة محاور همت بالأساس “التجارب والمعارف التقنية الادارية” و” السياسة والتنظيم الاداري للمجال” و”طرق العمل وطرق المعرفة من السجل والبطاقة الى فترة الاقبال على آلة الكتابة” فضلا عن “المعارف التقنية والمعارف الأكاديمية”.

وخلصوا الى ان موضوع الادارة، التي كانت جد مهيكلة ومنسجمة، تستحق ان تحظى بمثل هذه التحليلات العلمية، خاصة وانه لم يكن هناك وجه واحد للإدارة بالمنطقة المغاربية بل كانت هناك وجوه متعددة مما يجسد اختلاف العلاقات القائمة بين الدولة والهيئات الاخرى وبين القطاعين العمومي والخاص دون اغفال أهمية العوامل الدينية والثقافية والمالية.

وعموما فقد كانت مهمة الباحثين في هذا العمل تكمن في الوقوف على كيف يتأتى للإدارة ان تفرز معارف معينة حول طبيعة مهامها الرئيسية المتمثلة في تدبير الشأن المحلي أو الحياة الجماعية في مظاهرها السوسيو اقتصادية والسياسية والثقافية والتي يمكن ان تكون عبارة عن تجارب أو تراث ارشيفي قابل للتداول بين الاجيال المتعاقبة.

يشار إلى أن هذا المؤلف، الذي يقع في 367 صفحة من الحجم المتوسط، يأتي ضمن سلسلة من الإصدارات الحديثة التي تشجع مؤسسة آل سعود على ابرازها في عدة مجالات ذات صلة بالأدب والعلوم الانسانية والاجتماعية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.