الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب، إطار لتوسيع الشراكة وتعزيز دينامية العلاقات بين الرباط وواشنطن (مزوار)
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد صلاح الدين مزوار، الخميس بواشنطن، أن الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب يشكل إطارا يسمح للبلدين بالتقدم وتوسيع مجالات الشراكة من أجل ضمان استمرارية “دينامية” العلاقات بين واشنطن والرباط.
وشدد السيد مزوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب مباحثاته مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، على أن اللقاء كان مناسبة للاستعراض العلاقات بين البلدين، وإبراز لقاء القمة بالبيت الأبيض بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما، والذي تم على إثره وضع خارطة طريق تتضمن التزامات من الجانبين.
في هذا الصدد، أشار السيد مزوار إلى “أننا اتفقنا على الالتقاء مجددا بداية أبريل المقبل” بالرباط في إطار الدورة الرابعة من الحوار الاستراتيجي، مشددا على “الثقة المتبادلة” و”الروح الإيجابية” التي تحدو الرباط وواشنطن، وكذا اعتراف الولايات المتحدة بالدور الذي يلعبه المغرب ك “عامل يضمن الاستقرار بالمنطقة”.
كما سجل الوزير التقدير الأمريكي للدور الذي تضطلع به المملكة، خاصة على مستوى مكافحة التطرف وتكوين الأئمة، وكذا التزامها لصالح التنمية البشرية والأمن الغذائي والطاقة، مضيفا أن “كل ما يقوم به المغرب أصبح نموذجا يحتذى بالمنطقة، لأنه يقدم إجابات ملموسة على إشكاليات ملموسة”.
وأضاف السيد مزوار أن مؤتمر (كوب 22) المرتقب انعقاده بمدينة مراكش في نونبر المقبل كان في صلب المباحثات مع المسؤول الأمريكي، مبرزا أن الولايات المتحدة أكدت، من خلال السيد كيري، على التزامها للعمل على إنجاح تنفيذ اتفاق باريس، وعلى دعمها للمسلسل الذي يخوضه المغرب.
وتابع أن الطرفين شددا على أنه إذا كان (كوب 21) بباريس مؤتمر التوصل إلى الاتفاق، فإن (كوب 22) بمراكش يتعين أن يكون مؤتمر التطبيق الفعلي، ليس فقط للاتفاق، ولكن لعدد من المشاريع، وتوضيح قضية التمويل “الصندوق الأخضر” وباقي الآليات.
كما تطرق الوزير إلى المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة، والسيد كيري ذاته، حول حماية المحيطات، والتي يعد المغرب طرفا موقعا عليها، مضيفا أن السيد كيري طلب من المغرب أن يعزز انخراطه ضمن هذا المشروع.
من جهة أخرى، أكد السيد مزوار أنه تباحث مع السيد كيري حول تطورات ملف الصحراء والبرامج الجديدة للتنمية التي تم إطلاقها بالأقاليم الجنوبية.
وقال في هذا الصدد .. “لقد تم التأكيد على ضرورة الحفاظ على روح الحوار، والتشاور والمسؤولية، مع التشديد على أن الأمين العام للأمم المتحدة يتعين، بدوره، أن يتحمل نصيبه من المسؤولية ويسهر على عدم حدوث انحراف في المسار” الجاري، مبرزا الدور الذي تضطلع به الولايات المتحدة في هذا الإطار.