الجزء الثاني من سلسلة المسؤول و المنافق في مجتمع المصلحة الخاصة.
مع كامل الأسف، عندما يتحول قلم رجل الإعلام و السلطة الرابعة إلى فرشاة صباغة يُلون الشخصيات و المسؤولين بألوان تتماشى مع ما يحصل عليه من امتيازات أو ورقات نقدية، هنا يغيب دور الصحافة الذي كان من المفروض أن يتجلى في تقديم المادة الإعلامية و الخبر الحقيقي في الوقت المناسب بدون تلميع أو تزييف، من أجل تنوير الرأي العام، لأن ذلك يعتبر أمانة في عُنق رجل الصحافة المهني النزيه، قال تعالى: *{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}* .
يجب أن نحرِص على تقديم الخبر بعد التحقق من صحته و دون تدليس أو تحوير، واستخدام مصادر موثوقة قبل النشر، بل بعد الحصول على الدليل و كل الوثائق اللازمة و التي تثبت الحقيقة، حفاظا على المصداقية، لأن ذلك سيساعد على كشف الفساد و المفسدين و مساعدة السلطات في الوصول إلى اليقين، والكل داخل إطار أخلاقي يحترم القانون و أخلاقيات مهنة الصحافة و أعراف المجتمع الذي نعيش فيه.
لكن هذا ما لا يعرفه بعض اشباه الصحافيين الذين يغيرون معالم كل شيء من أجل لا شيء ، حيث أصبحنا في زمن يُخَوَّنُ فيه الأمين، ويُؤَمَّنُ فين الخائن، يهان فيه النّزيه و يمجد فيه الفاسد.
فعندما يخبرك الموظف أن المدير رجل طيب (مزيان) أو يستعمل عبارة (الله يعمرها دار) ، إذن هو المدير الذي يسمح لمرؤوسيه بالتغيب ولا يُبلغ عن أخطائه ولا تأخراته و لا تجاوزاته.
عندما يخبرك المرتزقة ” *أن السيد المدير العام لشركة العمران مراكش أثناء فترة ترأسه المديرية الجهوية لشركة العمران استطاع البصم على مشوار متميز، بمهنيته التي أثبتها في جميع المسؤوليات المسندة إليه كمسؤول على التواصل* “، هنا تعرف ان كاتب المقال مأجور و بطل المقال مزيف ، إن المدير يمثل شركة تشتغل في الدراسة و التخطيط و البناء و إعداد المشاريع و إنجازها واعادة هيكلة مشاريع المدينة و ترميم المنشآت، هذا كله يحتاج إلى تكوين و خبرة عالية في المجال وليس خبرة في التواصل.
إن المسؤول “المزيان” في زمن هذه الطِّينة من المجتمع هو الذي لا يطبق القانون والذي يمكن دائما أن يجد حلا خارج القانون لأي ورطة، بل الذي يُثقن لغة التواصل و شراء الأقلام.
كل هذا ينطبق على المسؤول المزيان و القاضي المزيان والقائد المزيان والباشا المزيان والموظف المزيان حسب تصورهم…
إن السيد المدير العام لشركة العمران مراكش لتلميع و تغيير حقيقة ما يقع في إدارته، استعمل جريدة عجزت عن كتابة بعض الأسطر الصفراء دون أخطاء، بعض الأسطر بها كلمات لا تفرق بين المؤنث و المذكر، بين المُفرد و الجمع، لا تفرق بين الكتابة و الرسم، كاتب مقَالها لم يّحسن التعبير في كتاباته، لا يعرف حتى ما يُطلق على القطاع الذي يعمل فيه، فاعتبر مهنة الصحافة الشريفة النزيهة “حرفة” ، مقاله كله أخطاء نحوية و تعبيرية، وفي محاولة للدفاع عن هدف الجريدة من كتابة مقال عن المدير العام الجهوي للعمران ، بعد المعطيات التي تقدمت بها جريدة بيان مراكش، أختلط الأمر على الكاتب فقال ” *أن جريدة م. اتصلت بالمعني بالأمر فنشرت جوابه كما أنزل* “، هل يقصد أن المدير دَوَّن له الجواب فأنزله..؟ ولكن المقال الأول جاء فيه ” *نفت مصادر بشركة العمران بمراكش قرار إقالة المدير العام لشركة العمران بمراكش…* “، و هل يوجد أكثر من هذا تزييف و كذب و بهتان، نفس الجريدة و في مقالين متتاليين يتناقض الكاتب من حيث التفاصيل ، فأين هي المصداقية و أين هي الشفافية و كيف للقارئ أن يثق في محتوى هذه الجريدة!!!
يصف جريدتنا ” *بالبوق المكسور* “، هذا البوق أخرج الحقيقة إلى الرأي العام بكل نزاهة و شفافية و موضوعية و دون مقابل، قام بما يُمليه عليه الضمير و الواجب المهني و الأخلاقي و الوطني ، في حين بعض المرتزقة يقومون بتزييف الحقيقة مقابل خمسة ورقات مالية من فئة مئة درهم!!!
صاحب المقال حاول أن يُلصق بجريدتنا تهمة الابتزاز من أجل الحصول على ميزة ، وصفنا ” *بالمَكر و التَّآمر لأن الشركة لم تُأمِّن لنا إشهارأً و لم تحجز لنا سريرا بفندق…* “، إنها مزاعم كاذبة يعُوزها الإثبات، جريدة بيان مراكش لم يسبق لها وضع إشهارات على صفحتها ، و لم يكن هذا هدفها، بل السيد المدير العام من عرض الاشهار مقابل إخفاء الحقيقة و كنا من الرافضين .
أما و أن تلصق التهم بمن عرف بنزاهته و مصداقيته و نظافة يده، فهذا عيب وعار على من يحسب نفسه صحفي وإعلامي، أما طاقم جريدة بيان مراكش فله استعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل المدينة الحمراء و ساكنتها ومن أجل الوطن ككل، مؤكدين أن محاولات ترهيبهم و تهديدهم و تلفيق التهم والإدعاءات بهم لن تثني من عزيمتهم.
إن لنا قناعة بوَاجبنا نحو وطننا و الذي يحثِّم علينا محاربة الفساد في أنفسنا لأن الفساد ليس شخصا أو حِزبا أو طائفة ، كي تتم مُحاصرته و القضاء عليه ، الفساد نمط عيش وأسلوب حياة خلَّفته سنين طويلة من تسيير مسؤولين فاسدين يبحثون عن وسائل للشرعية ولو كانت الفاسدة منها.
و آخر الكلام نختم به مقَالنا هذا، قوله تعالى *:{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }* صدق الله العظيم.
يتبع …. يتبع..