الثقافة القاطرة الرئيسية والأفق الأرحب للتنمية الجهوية (السيد العماري)

0 634

قال رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة السيد إلياس العماري، مساء أمس الجمعة بمدينة شفشاون، إن الثقافة تعد القاطرة الرئيسية والأفق الأرحب للتنمية الجهوية.

وأضاف السيد العماري، في كلمة خلال افتتاح اشغال المناظرة الجهوية حول الثقافة، أن تنظيم هذا اللقاء، نابع من إيمان مجلس الجهة بأن التنمية الجهوية يجب أن تتأسس على الثقافة كقاطرة مهمة للحاضر والمستقبل، معتبرا أن رهانات الجهة على الثقافة ليست من باب الترف الفكري، و إنما هي رهانات براغماتية ترنو إلى خدمة الثقافة لذاتها، و من خلال ذلك، خدمة التنمية بأبعادها الاقتصادية و الاجتماعية.

وأكد أن تنظيم المناظرة بحضور فعاليات ثقافية بارزة من كل المشارب الابداعية ينسجم مع روح الدستور ومع مضامين القانون التنظيمي للجهات والانتصار للمقاربة التشاركية والتشاورية، لوضع لبنة نقاش أفقي أوسع مع المتدخلين في قطاع الثقافة، من أجل المساهمة في امتلاك رؤية واضحة وشمولية حول الهوية الثقافية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وتشخيص وضعية التجهيزات الثقافية الأساسية داخل تراب الجهة، للوصول إلى وضع معالم ممكنة لاستراتيجية جهوية، في حدود الاختصاصات المخولة للجهة في ما يخص موضوع الثقافة.

ونوه بالمناسبة، بالمجهودات التي تقوم بها وزارة الثقافة من أجل النهوض بالشأن الثقافي، رغم الإمكانات المحدودة أمام اتساع دائرة الحاجيات والانتظارات، كما نوه بإسهامات المؤسسات الأخرى التي تستثمر في الثقافة داخل الجهة، وبالخصوص وكالة تنمية أقاليم الشمال و الجماعات الترابية والمجتمع المدني، في ما يتعلق بالتنشيط الثقافي والفني داخل المدن والبوادي على خارطة هذه الجهة، والمبادرات الفردية للمثقفات والمثقفين الذين يسكنهم هم ترسيخ القيم الثقافية النبيلة.

ورأى أن مهام الثقافة اليوم لا تنحصر فقط في النهوض بشؤونها باعتبارها ثقافة، وعاملا فعالا للتنمية، وإنما هذه المهام تتسع لتنفتح على رهانات يصح أن تعتبر “وجودية أمام زحف المرجعيات الدوغمائية المحرضة على العنف والكراهية والداعية إلى تدمير القيم الإنسانية والحضارية الكونية”.

وشدد في هذا السياق على أنه وأمام التحولات المفاهيمية والنظرية والقيمية التي يعرفها العالم يزداد حجم الرهان على الثقافة وقيمها، كخلفية سلمية راقية لمواجهة أطياف التطرف والعنف الذي يتربص بالعالم، وكملاذ للإنسانية للحفاظ على وجودها ولضمان استمرارية الحياة وسيادة قيم العقل والحوار والسلام.

وأبرز أن الثقافة في سياق هذه الرهانات تعتبر فيصلا بين الخير والشر والنضج والتسامح والتطرف، و سدا منيعا بين العدم والوجود، معتبرا أن المسؤولية ملقاة على الجميع للاستثمار في الشأن الثقافي، من أجل نشر قيم التنوير والانفتاح، مبرزا أنه يتعين على الجميع الاستثمار في ربط الثقافة بتحسين عيش المواطنين من خلال إنتاج الثروة عبر اقتصاد الثقافة، وفي الصناعة الثقافية والسياحة الثقافية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.