شارك آلاف الأرجنتينيين، اليوم الأربعاء، في مسيرات حاشدة جابت أهم شوارع العاصمة بوينوس أيريس احتجاجا على السياسات الاقتصادية للحكومة، و تنديدا بالأوضاع الاجتماعية المتؤثرة بالأزمة المالية التي تتخبط فيها البلاد، جراء انهيار سعر العملة المحلية “البيسو” إلى مستويات قياسية أمام الدولار الأمريكي.
و شاركت في هذه الاحتجاجات مركزيات نقابية و منظمات اجتماعية رفعت شعارات ضد تسريح العمال و الموظفين، و إعادة هيكلة الوزارات، و السياسة الاقتصادية التي تنتهجها حكومة الرئيس ماوريسيو ماكري، كما طالبت بمزيد من الإجراءات الاجتماعية لصالح المواطنين. و تسببت هذه المسيرات، التي استمرت نحو سبع ساعات، في إحداث اضطرابات على مستوى حركة السير ببعض النقاط الرئيسية بالعاصمة الأرجنتينية.
و قال الكاتب العام لنقابة عمال الأرجنتين، ريكاردو بيدرو، في تصريحات صحفية إن المسيرة تعتبر ردا على سياسة التقشف، التي تفاقمت بسبب الاتفاق الموقع بين الأرجنتين و صندوق النقد الدولي و الذي يمنح بموجبه الأخير قرضا للبلد الجنوب أمريكي بقيمة 50 مليار دولار.
و أضاف بيدرو أن سياسة الحكومة الاقتصادية عمقت من “هدر الحقوق” بالأرجنتين و زادت من تفشي البطالة من خلال تسريح العمال، مؤكدا على مواصلة النضال إلى جانب منظمات أخرى بالمشاركة في الإضراب الوطني المرتقب في 24 و 25 شتنبر الجاري.
يذكر أن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، أقدم مؤخرا على تبني برنامج تقشف من أبرز محاوره تقليص عدد الحقائب الوزارية، وذلك في مسعى لوقف تداعيات الأزمة النقدية وانهيار سعر العملة المحلية “البيسو” إلى مستويات غير مسبوقة.
و تسعى الحكومة الأرجنتينية إلى تسريع تسلم دفعات جديدة من القرض، الذي منحها صندوق النقد الدولي، لتلبية الاحتياجات المالية، و مواجهة تفاقم انخفاض قيمة العملة المحلية، بعد تسلمها الدفعة الأولى في يونيو الماضي (15 مليار دولار).
و بلغ معدل التضخم بالأرجنتين خلال الأشهر ال 12 الأخيرة ارتفاعا تجاوز سقف 31 بالمائة، و من المتوقع أن يواصل اقتصاد البلد الجنوب أمريكي تسجيل ارتفاع متواصل في معدل التضخم الذي يرتقب أن يتجاوز 40 بالمائة عند متم السنة الجارية بحسب معاهد اقتصادية خاصة.
و تعتزم مركزيات نقابية و منظمات اجتماعية تنظيم مسيرات احتجاجية و خوض إضرابات وطنية خلال الأشهر المقبلة للتعبير عن رفضها للسياسة الاقتصادية المتبعة من قبل الحكومة، و للاتفاق المبرم مع صندوق النقد الدولي.