الاحتفاء بذكرى شهداء الحرية والاستقلال يروم استلهام قيم الوطنية الخالصة لتتشبع بها الأجيال الجديدة (السيد الكثيري)
قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، إن الاحتفاء بذكرى شهداء الحرية والاستقلال يروم استلهام قيم الوطنية الخالصة لتتشبع بها الأجيال الجديدة في مسيراتها الرائدة، في ظل العهد الجديد لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتابع السيد الكثيري في كلمة خلال المهرجان الخطابي المنظم، اليوم السبت بالدار البيضاء، بمناسبة الذكرى 62 لليوم الوطني للمقاومة الذي يقترن بذكرى استشهاد البطل محمد الزرقطوني والذكرى 60 للوقفة التاريخية لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس أمام قبر الشهيد يوم 18 يونيو 1956، إن هذا الاحتفاء يأتي إعلاء لصروح الوطن وارتقاء به في مدارج الحداثة والتقدم على صعيد مختلف الميادين والمجالات.
وذكر بالهجمة الوحشية التي واجهت بها سلطات الاحتلال طلائع الوطنيين غداة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، إلى ظهور جيل جديد من المناضلين والمجاهدين يؤمن بالكفاح المسلح ويتبنى أعمال المقاومة والفداء كخيار استراتيجي لمناهضة الوجود الاستعماري خاصة بعد سقوط مئات القتلـى المغاربة برصاص المستعمر بالدار البيضاء في 7 أبريل من سنة 1947 وامتداد الأيادي الأثيمة في 20 غشت 1953 إلى الملك الشرعي جلالة المغفور له محمد بن يوسف بإبعاده رفقة أسرته الشريفة خارج أرض الوطن.
وأكد أن البطل الشهيد محمد الزرقطوني يعد أحد رجالات هذه الملحمة الكبرى الذين أسسوا لانطلاق المقاومة وتخطيط أهدافها وتعزيز تنظيماتها وامتداد شرارتها في كافة ربوع التراب الوطني بتنسيق مع رفاقه في الكفاح دفاعا عن مقدسات الوطن والذود عن حياضه إلى أن لقي ربه مستشهدا في 18 يونيو من سنة 1954.
وعرفانا من الشعب المغربي بالتضحيات الجسام لشهدائه الأبرار، أبى جلالة المغفور له محمد الخامس بعد عودته من المنفى، إلا أن يكرم هذه الصفوة من أبناء المغرب المخلصين حيث قال وهو يقف أمام قبر الشهيد محمد الزرقطوني بمقبرة الشهداء في مثل هذا اليوم من سنة 1956: “شاء الله عز وجل أن نقف اليوم على قبرك لا لنبكي شبابك الغالي، فإن أمثالك لا تقام ذكراهم بالبكاء ولا لنجدد التعزية لأهلك وذويك، فإن فقدانك أعظم شرف، أصبحت تعز به أسرتك، ولكننا جئنا اليوم لنتذكر المثل العليا التي بذلت في سبيلها روحك الطاهرة…”.
كما تم بهذه المناسبة، تنظيم وقفة أمام قبر الشهيد الزرقطوني، وتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة، فضلا عن تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة، برورا وعرفانا بما أسدوه للدين والعرش والوطن وما قدموه للقضية الوطنية من خدمات وأيادي بيضاء ووفاء لأرواح من استرخصوا دماءهم في سبيل عزة البلاد وكرامتها وعددهم سبعة عشرة.