مولاي مصطفى لحضى: بيان مراكش
تعرف جهة درعا تافيلالت تنافسا محموما بين كبار الفلاحين في مناطق بوذنيب و ارفود و كلميمة و الريصاني بإقليم الرشيدية، حيث تنتشر ضيعات التمور من صنف “المجهول” و “الفقوس” و هي من اجود انواع التمور، التي يتمُّ إنتاجها في ضيعات كبيرة لفلّاحين كبار من مختلف ارجاء المملكة، فيما تنتشر ضيعات البطيخ الأحمر في مناطق زاكورة، و تُدِرُّ هذه المنتوجات الفلاحية (تمور المجهول و البطيخ الاحمر ) على المستثمرين ارباحا طائلة، لا تستفيذ منها جهة درعا تافيلالت شيئا غير استنزاف فرشتها المائية المُهدَّدة اصلا بالنضوب جرَّاء الإستعمال المُكثّف للمياه الباطنية، عبر حفر أبار و أتقاب مائية مزوَّدة بلوحات الطاقة الشمسية، التي تقوم باستخراج الماء دون هوادة بسبب رُخْصِ تكاليفها و سهولة استخذامها .
و امام هذا الوضع، الذي يُنذر بنضوب المياه الجوفية، فقد تكثَّل المجتمع المدني في مدينة كلميمة مرات عديدة للاحتجاج، و وضع عرائض لدى المؤسسات المعنية، بما فيها ولاية جهة درعا تافيلالت، و الوكالة الجهوية للحوض المائي، و رجال السلطة المحلية، و رغم المجهودات، التي تقوم بها المنظمات الحقوقية في هذا الصدد، إلاّ أن الأطماع المادية تُعمي بصيرة المستثمرين و بعض رجال السلطة، الذين يغضُّون الطرف عن تجاوزات الفلاحين الكبار، الذين استباحوا اراضي الجهة و مياهها الجوفية.
و تفاعلا مع دعوات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الداعية الى ترشيد استهلاك المياه، و مذكرات السيد وزير الداخلية، و والي جهة درعا تافيلالت، فقد تجنَّدت فعاليات مدنية و جمعوية للتحسيس و التوجيه بضرورة الحفاظ على استعمال الماء عبر ندوات و بيانات و خرجات ميدانية، قاسمها المشترك: “الحفاظ على الموارد المائية للحفاظ على بقائنا” .
وفي سياق متصل استغرب فاعلون حقوقيون من محاولة ركوب برلماني عن إقليم الرشيدية على الاحداث، بتوجيه سؤال كتابي الى وزير الفلاحة حول موضوع الإجهاد المائي، في حين أنه متهم من اطراف حقوقية بامتلاك معدات متطورة لحفر الابار و الاتقاب المائية بسرعة فائقة في جنح الظلام بمقابل مادي قد يصل احيانا -حسب ذات المصادر- الى خمسين الف درهم للبئر.
و يبقى السؤال، الذي حيّر المجتمع المدني و الحقوقي بدرعا تافيلالت : ماهو دور العدد الهائل من اعوان السلطة و القوّاد و رؤساء الدوائر و الباشوات في رصد و تتبع مخالفي القانون رغم وعي الجميع بخطورة الاستغلال غير المعقلن للموارد المائية بدرعا تافيلالت . أم هي اللامبالاة سيدة الموقف رغم اهمية و خطورة الموقف الذي تزامن وقساوة الجفاف في درعا تافيلالت !؟