*الأستاذ أحمد مزوز
مَن ينصّبون أنفسهم قضاةً على الناس، يَذُمُّونَ هذا ويلعنونَ آخَر، ويشيطنون كل من يمارس هويته المتشبعة بقيم الانفتاح والحرية والاعتدال والتسامح، لو التفتوا قليلاً لأنفسهم لوجدوها فارغة هشّة ومليئة بالعيوب، لم يصلحوا أنفسهم فأصرّوا على تشويه الآخرين، سينكشفون يوماً ما.. لكن حتى ذلك اليوم سيحاولونَ تلميع أنفسهم، وسيفشلون! سيدركون جسيم ما يأتون به من كلام لا نُصحا ولا وَعْضاََ لما يحمله من تنفير بغير سلطان ولا بيان مستند الى الاعتدال والوسطية في امور الدين.
الشيئ المؤلم كثيرا أن هذه الاشكال من بعض المحبطين اجتماعيا و المناسباتيين الباحثين عن تروث(اليوتوب YouTube) بكل الطرق الدعوية الخاطئة والغير مستقيمة في استعمالها يسعون من خلالها الى صناعة مواقف منفردةبافكار شاردة شادة تخبط خبط عشواء تصيب حقوق الاخر وحريته وقناعاته الفكرية.
انه لا يجوز مطلقا أن ينصب امثال هؤلاء انفسهم اوصياء على الناس ويتخدون من الدين غطاء لتمرير افكارهم والمتاجرة بخطاب التوحيد ويحرمون بغير حديث قطعي ولا نص قرأني وبكلام فض غليض مبهرج بالسخرية والتهكم فقط لكسب المتابعين والرفع من المشاهدة لضمان الارباح المالية.
ثقافة التخويف يراهن بها هذا الجنس ممن يلبس عبائة الايديولوجية الدينية لقضاء اغراضه الإنتمائية او الشخصية بغض النظر عن خدمة أجندة متطرفة ترهيبية تسعى إلى تكريه الناس في حرية اختياراتهم المهنية من فن ومسرح ورقص وموسيقى وقناعات فكرية توجهات ايديولوجيا واحيانا يطول لسانه الى التنكيل بهم هجاء للجسد وذكر العيوب الخلقية بصورة مضحكة همزا او لمزا.
فما يقدمه بعض من (المتفيقهين) من تأويلات لمضامين النصوص الدينية، وما يتخذونه مرجعا(ضعيفا) لمواقفه، يختلف كليا ومرجعيا عن قراءات وتأويلات بقية مكونات التيار الديني من علماء معتدلين وفقهاء متنورين راسخين في العلم من اهل المعرفة العميقة والافتاء الموثوق بهم عقيدة وفكرا واطلاعا كليا لاجزئيا بامور الشريعة الاسلامية.