اعادة تأهيل قصر مزكيدة التاريخي بالريصاني كفيل بتثمين الموروث التراثي والمعماري المحلي (باحث)
أكد الباحث في التراث المغربي، زايد جرو ، أن من شأن إعادة تأهيل قصر مزكيدة التاريخي بالريصاني أن يعمل على تثمين الموروث الثقافي والتراثي والمعماري المحلي.
وشدد جرو ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على الأهمية التي يكتسيها تدخل القطاعات الحكومية المعنية ومجلس الجهة والجماعة المحلية والسلطة المحلية والفاعلين الجمعويين لفتح نقاش موسع حول الإشكالية التي يواجهها هذا التراث المعماري الذي اصبح يواجه تحديات الاندثار ، مبرزا أن من شأن ذلك إيجاد حلول لإعادة إحياء هذا القصر وضمان مستقبل لهذه المعلمة المعمارية وإنقاذها من التلاشي والتداعي بهدف إدماجها في الدينامية التنموية المستدامة المحلية.
وفي هذا الاطار ، دعا الفاعل الجمعوي، إلى بلورة مقاربة تشاركية لتثمين وإعادة تأهيل هذا التراث الذي “لم يشهد أية مبادرة في مجال الترميم وإعادة تأهيل وتثمين التراث الثقافي والمعماري لمنطقة تافيلالت، سواء من حيث الدراسة والتوثيق وتطوير البحث العلمي، أو من حيث المقاربة، ولو جزئيا في سياسة التخطيط، لاستعادة قيمة هذه المعالم وتجويدها لأنها تشكل تجسيدا حيا للهوية المحلية”.
وقال جرو إن قصر مزكيدة، نسبة إلى “تمزكيدة ” التي تعني باللغة الامازيعية مكان الصلاة، يعد من القصور التاريخية العتيقة بتافيلالت من مشيخة آيت خباش التي أبلت البلاء الحسن في مقاومة الاستعمار، وهو من القصور التي شيدت على نمط المعمار السلطاني للمولى إسماعيل ومازالت الأسوار بسمكها الكبير والأقواس السلطانية بالمداخل و قبة المسجد والرسومات شاهدة على أثر حضارة كبيرة مضمخة بعبق التاريخ.
وبداخل القصر ممرات ودروب تعد أرشيفا حيا وشاهدا على تاريخ المغرب وعلى تقاليده الضاربة في القدم وعلى حضارة متفردة بهذه المنطقة من ارض تافيلالت .
ويشير الباحث إلا أنه بالرغم من ذلك، فإن الطريق المؤدية للقصر تآكلت وامتلأت بالحفر وتمت إزالة علامات التشوير على الطرقات التي كانت ترشد السياح والزوار ، كما أن بعض معالم القصر أصبحت تتهاوى بفعل الظروف المناخية.
وأبرز أن هذا القصر ، الذي تعكس أبراجه الاربعة العالية برسوماتها وزخرفتها نمطا من التراث المغربي الاصيل بواحة تافيلالت، اضطلع بدور كبير حيث تعايشت فيه قبائل مختلفة عربية وأمازيغية مما جعل منه رمزا للقيم الاجتماعية والثقافية والتربوية المستمدة من الدين الإسلامي.
واعتبارا لمكانة هذا القصر التي تتوزع بين ماهو و معماري وثقافي واجتماعي وتاريخي ودور أهل المنطقة في مواجهة الاستعمار الفرنسي، ذكر الباحث بأن جلالة المغفور له محمد الخامس زاره مرتين وذلك خلال سنتي 1941 و1957.
ويرى الباحث ان تثمين وإعادة تأهيل هذا القصر بتطلب بلورة مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار مجموع الاشكاليات والتحديات المطروحة حتى يتسنى إعادة الاعتبار للعلاقات التقليدية بين الساكنة المحلية ومجالها الطبيعي و محيطها المعماري ووجودها الثقافي.
وخلص إلى أن هذا التراث الحضاري الذي يعد اليوم مفخرة المنطقة ، أصبح أكثر من أي وقت مضى يثير اهتمام الساكنة المحلية وكل الفاعلين لوضع حد للاكراهات التي تلقي بثقلها على مستقبل هذه المعلمة بهدف الارتقاء بها وتوظيفها اقتصاديا وسياحيا وثقافيا وادماجها في مسلسل التنمية الشاملة.