اطلاع الشركات البرتغالية على فرص الاستثمار بالمغرب في قطاع الطاقة
تم استعراض الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يزخر بها المغرب في قطاع الطاقة أمام ممثلي أزيد من 220 شركة برتغالية خلال ندوة نظمت أمس الخميس بلشبونة.
وشكل هذا اللقاء فرصة لإبراز الإمكانات الهائلة التي تزخر بها المملكة لاسيما في مجال الطاقات المتجددة، والاهتمام الخاص الذي يوليه المغرب لهذا القطاع الاستراتيجي.
وجدد كاتب الدولة البرتغالي في الطاقة، خورخي سانشيز سيغورو، في كلمة في افتتاح هذه الندوة حول موضوع “قطاع الطاقة بالمغرب: الفرص والتدويل”، عزم بلاده على تعزيز التعاون مع المملكة في قطاع الطاقة، و بشكل خاص الطاقات المتجددة.
وقال السيد سانشيز إن سوق الكهرباء المغربي يمثل بديلا حقيقيا للبرتغال حيث يسجل فائض في الإنتاج، مذكرا في هذا السياق بإطلاق دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية للربط الكهربائي بين البلدين في يونيو الماضي.
وتابع المسؤول البرتغالي، أن عشر شركات قدمت، بالفعل، عروض مناقصة لإنجاز هذه الدراسة، معربا عن أمله في أن يتم إطلاق هذه المناقصة لبناء هذا الربط الكهربائي في السنة المقبلة.
من جهتها، أكدت سفيرة المغرب في لشبونة، كريمة بنيعيش، الاهتمام الذي توليه المملكة لتطوير علاقات تعاون اقتصادي قوية ومستدامة مع البرتغال، مضيفا أن مجال الطاقة يمثل الركيزة الأساسية لهذه العلاقات التي تبقى آفاقها واعدة.
وتابعت الدبلوماسية المغربية، في كلمة تلاها نيابة عنها المستشار الاقتصادي بسفارة المملكة، محمد بوعسرية، أن المملكة أضحت تشكل أرضية قادرة على الاستجابة لتوقعات الفاعلين البرتغاليين.
وأشارت في هذا الصدد إلى الاستراتيجيات القطاعية المتعددة التي تم وضعها، والوضوح والشفافية التي توفرهما هذه الاستراتيجيات لرجال الأعمال، لاسيما من خلال النظم الإيكولوجية المحددة، والحوافز على الاستثمار الواضحة والاستثنائية في مجموع المنطقة.
من جهته قال بيدرو أورتيغا كوريا، المدير التنفيذي لوكالة الاستثمار والتجارة الخارجية البرتغالية إن حجم التجارة بين البلدين نما بنسبة 20 بالمائة خلال السنوات الأربع الأخيرة، مما يعكس، بحسبه، القرب الكبير بين المغرب والبرتغال.
وتابع أن قطاع الطاقة يوفر العديد من الفرص، لاسيما وأنه يشكل أحد القطاعات التي استثمر فيها البرتغال أكثر، مبرزا فرص الشراكة الهائلة المتاحة مع المقاولات المغربية، ليس فقط لتنمية المشاريع بالمملكة ولكن أيضا لدخول أسواق أخرى سويا، خاصة ببلدان إفريقيا.
وحرص السيد أورتيغا كوريان بهذه المناسبة على تهنئة المغرب على محطة الطاقة الشمسية “نور 1″ التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، واصفا هذا المشروع ب”الاستثنائي”.
وبدورها انتهزت مديرة الطاقات المتجددة بوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، زهرة التايك، هذه الفرصة للتقديم نظرة شاملة حول السياسات العامة واستراتيجيات وتوجهات المغرب في مجال الطاقة أمام رجال الأعمال البرتغاليين.
وأبرزت، في هذا السياق، الفرص التي تقدم للشركات البرتغالية في هذا القطاع، لاسيما في مجال الطاقات المتجددة، مشيرة إلى الخبرة الطويلة التي بات يتوفر عليها البرتغال في هذا المجال.
وخلصت السيدة التايك إلى أن هذا اللقاء يشكل، أيضا، فرصة لأصحاب المشاريع البرتغاليين الذين ولجوا بالفعل السوق المغربية لتبادل الخبرات وسرد “قصص نجاحاتهم” في المغرب.
من جهته، أبرز مدير الطاقات المتجددة بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إبراهيم أومونح، نقاط القوة الأساسية التي يزخر بها قطاع الطاقة المغربي، لاسيما اليد العاملة الكفأة، والنسيج الصناعي المتخصص الذي يمكنه أن يكون طرفا في شراكة مثمرة، والاستقرار الاقتصادي والسياسي، والموقع الجغرافي، وهي عوامل تجعل من المملكة جسرا بين أوروبا وإفريقيا.
وبدوره قدم خليل الركيبي، المسؤول عن الإدارة الاستراتيجية في الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، عرضا حول هيكلة ومهام هذه الوكالة الملتزمة بتحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية للطاقة الشمسية، المتمثلة في الوصول إلى 2000 ميغاوات من الطاقة الشمسية بحلول 2020.
وتركزت أشغال هذا اللقاء، الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالطاقة والتدويل ووكالة للاستثمار والتجارة الخارجية البرتغالية بتعاون مع سفارة المغرب في لشبونة، حول محورين خصصا ل”قطاع الطاقة في المغرب: الفرص والشراكات” و”استراتيجيات تدويل الشركات البرتغالية في المغرب”.