أمين زهير: بيان مراكش
أسدل الستار ليلة أمس بدار الشباب عرصة الحامض بمراكش، بإختتام مسابقات هواة كفاءات مراكش للفن المسرحي.
وفي إطار أنشطتها الثقافية والتربوية، أنتجت الفرقة المسرحية بمراكش مسرحية تحت عنوان ” البرقية” من تأليف عبد الحق المؤدن واخراج “جمال مطرب.
أبانت من خلالها مجموعة من الشباب على المردود الفني الناجح والمتميز، كما عرفت تجاوبا جماهيريا وإنصاتا ومتابعة دقيقة لأطوارها من قبل الجمهور، وخلف هذا العمل المسرحي انطباعا جميلا وأشاد به كل من تتبع العرض المسرحي، وتحية لرواد الخشبة ولكل من ساهم في انجاح هذا العمل الابداعي في مسرحية هاذفة للطبقة الشغيلة، حيت جسد فيها دور عامل النظافة و الظروف المعيشية القاسية التي يمر بها والملاحظ كذلك أن المسرحية مقسمة إلى ثلاثة أجراء، أولها عبارة عن أغنية تمهيدية من كنس الشوارع الذين يغنون عن حياتهم ووظائفهم. والجزء الثاني، إذا صح التعبير، هو عبارة عن مناقشة فلسفية بين الكناس 1 والكناس 2 حيث يظهر الفرق جليا بين الإثنين عند مقارعة الأفكار، حيث يواجه الكناس رقم 1 تحديات فكرية ولغوية بعض الشيء عند مقارنته بالكناس رقم 2 الذي يتميز بذكائه وفكره الفلسفي وقدرته على إقناع الآخرين بمفهومه ونظرته للعالم.
ومن خلال تطور النقاش بينهم وبعد تفكير جدي وعميق من طرف الكناس 1 أصبح لديه اعتقادا راسخا أنه ليس مجرد جامع قمامة بسيط ومتواضع، ولكن ربما قد تكون مكانته أكبر من ذلك بكثير.
هذه المسرحية عالم يجسد كل مظاهر الصراع بين عالم الأوهام و عالم الحقيقة. عالم المسرح و ما وراء المسرح، وتكريسا للمجهودات التي يقوم بها في انتضار “الترقية” و هي العنوان الأبرز لهاذه المسرحية،
وتحفيزا للممثلين الشباب الهاوين للمسرح ودعما لهم من طرف جماعة مراكش، تم تسليم شواهد تقديرية إعترافا لهم بنحاحهم في الحقل المسرحي كمبتدئين، ودعمهم للإستمرار قدما نحو الرقي بالفن المسرحي.
وفي الختام يمكن القول بأن فرقة هواة كفاءات مراكش للفن المسرحي استطاعت أن تحمل مشعل المسرح المراكشي وتعيد له بريقه وتألقه، وتؤسس لفعل مسرحي مراكشي جاد، باحثة عن الاحترافية في العمل والتنوع في الأداء والجودة في المواضيع، وأن ترتحل بعروضها نحو أصقاع وتُخوم مختلفة، لتوصل الفرجة لكل عاشقيها، وما المسرح في نهاية المطاف إلا التقاء الناس بالناس.