أبرز سفير المملكة بكينيا السيد عبد الإله بنريان، أمس السبت بنيروبي، خلال حفل استقبال أقيم بمناسبة الذكرى السابعة عشر لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، الإنجازات التي تحققت في عهد جلالة الملك في مختلف المجالات.
واستعرض السفير المغربي، في كلمة ألقاها أمام المدعوين، الإصلاحات الدستورية والسياسية التي شهدها المغرب تحت قيادة جلالة الملك، مشيرا إلى الاستثمارات الضخمة التي قامت بها المملكة، خاصة في مجال تعزيز البنيات التحتية.
وفي هذا السياق، سلط الضوء على التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في مجال البنيات التحتية الكبرى، من قبيل الموانئ والمطارات والشبكات الطرقية والسكك الحديدية، بالإضافة إلى الإنجازات التي حققها المغرب بفضل الاستراتيجيات التي تم تنفيذها في قطاعي السياحة والطاقة المتجددة وغيرها.
وفي مايتعلق بإصلاح الحقل الديني، أكد السيد بنريان أن المغرب كان رائدا في هذا المجال من خلال التشجيع على الإسلام المعتدل، خاصة وأن المملكة اعتمدت، منذ سنة 2003، سياسة وقائية ضد الجماعات الإرهابية، تتضمن إصلاحات قانونية واجتماعية ودينية، والتي أثبتت فعاليتها في مكافحة التهديد الإرهابي.
وذكر، في هذا السياق، بالمبادرة الملكية المتعلقة بإحداث، خلال شهر رمضان الأخير، مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تتمثل مهمتها في تعزيز قيم الإسلام السمح، والمساهمة في مكافحة التهديد الإرهابي، ودعم البحوث والدراسات في الفكر والثقافة الإسلامية.
من جهة أخرى، ذكر الدبلوماسي المغربي بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى القمة ال27 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت بالعاصمة الرواندية (كيغالي)، والتي أعلن فيها جلالته عن عودة المغرب للاتحاد الافريقي بعد 32 سنة من انسحابه من هذه المنظمة الافريقية احتجاجا على قبول مايسمى ب”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” الوهمية.
وذكر السيد بنريان بأن جلالة الملك قال، في هذه الرسالة، “إن أصدقاءنا يطلبون منا، منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية. وقد حان الوقت لذلك”.
على صعيد العلاقات المغربية-الكينية، أكد الدبلوماسي المغربي عزم المملكة على توطيد أكثر للعلاقات الممتازة مع كينيا، مضيفا أن المغرب يتطلع، أكثر من أي وقت مضى، إلى تعزيز علاقته مع دول شرق إفريقيا.
وفي هذا الصدد، ذكر السيد بنريان بافتتاح شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، في شهر مارس الماضي، خطا مباشرا بين الدار البيضاء ونيروبي، وهي مبادرة تهدف إلى المساهمة في تعزيز تواجد المملكة في هذا الجزء من القارة.
وأبرز الدبلوماسي المغربي، من جانب آخر، أن مدينة مراكش ستستضيف مؤتمر (كوب 22 ) في شهر نونبر المقبل، مشددا على التزام المغرب بضمان نجاح هذا الموعد الدولي المهم وجعله حدثا إفريقيا بامتياز.
من جانبه، سلط السيناتور الكيني موسيتيت بيتر الضوء على العلاقات الأخوية القائمة بين المغرب وكينيا، مشيرا إلى أن هذه السنة تصادف الذكرى ال51 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأبرز أيضا أن افتتاح الخط الجوي المباشر الجديد بين الدار البيضاء ونيروبي سيساهم في تعزيز التجارة الثنائية وتنشيط السياحة في كلا البلدين.
حضر حفل الاستقبال عدد من الشخصيات من عوالم السياسة والإعلام والأعمال والسلك الدبلوماسي المعتمد في نيروبي وأعضاء الجالية المغربية في كينيا.
وبهذه المناسبة، أعربت الشخصيات الحاضرة في هذا الحفل عن أحر التهاني وخالص المتمنيات بالصحة والسعادة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبالمزيد من التقدم والازدهار للشعب المغربي.