” أمة بين التجهيل والتهوين “
تعتبر ظاهرة التذبذب بين التجهيل والتهوين من أبرز التحديات التي تواجه العديد من الأمم في العصر الحالي ، هذه الظاهرة المعقدة لها جذور تاريخية وٱجتماعية وٱقتصادية عميقة ، وتؤثر بشكل مباشر على تقدم الأمم وتطورها ، ويعود ذلك لعدة أسباب ، أبرزها:
– الجهود الممنهجة:
حيث تسعى بعض القوى إلى نشر التجهيل والتهوين بهدف السيطرة على العقول وتوجيه السلوكيات ، وخير مثال على ذلك ، تفاهة العصر الحالي.
– الفقر والتفاوت الإجتماعي:
يؤدي الفقر والتفاوت الإجتماعي إلى انتشار اليأس والإحباط ، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للتطرف والٱنحراف.
– ضعف التعليم:
عدم كفاءة النظام التعليمي وعدم تلبية ٱحتياجات سوق العمل يؤدي إلى إنتاج أجيال غير مؤهلة ، ومواقع التواصل الإجتماعي غير شاهد على ذلك.
– تأثير وسائل الإعلام:
تلعب وسائل الإعلام دورا حاسما في تشكيل الرأي العام ، إلا أن ٱنتشار الأخبار الزائفة والشائعات يساهم في زيادة التشتت والارتباك.
– غياب الرؤية المستقبلية:
غياب رؤية واضحة للمستقبل وخطط طموحة للتنمية يؤدي إلى فقدان الأمل لدى الشباب.
كل ذلك ، يؤدي إلى عواقب وخيمة ، منها:
– التطرف والعنف:
يؤدي التجهيل والتطرف إلى انتشار الأفكار المتطرفة والعنف ، مما يهدد الأمن والٱستقرار.
– التخلف والفقر:
يعيق التجهيل والتهوين التنمية المستدامة ويؤدي إلى تفاقم مشكلة الفقر.
– ضعف الهوية الوطنية:
يؤدي فقدان الهوية الوطنية إلى ضعف التماسك الإجتماعي وسهولة التأثر بالثقافات الأخرى.
لذا ، وجب على الحكومات إيجاد حلول جذرية ، تحد من ٱنتشار هذه الآفة الكبرى ، من خلال:
✓الإصلاح الشامل للتعليم:
يجب إعادة هيكلة النظام التعليمي ليكون أكثر مرونة وابتكارا ، مع التركيز على تنمية المهارات الحياتية والتفكير النقدي.
✓مكافحة الفقر:
يجب ٱتخاذ إجراءات جادة لمكافحة الفقر وتحقيق العدالة الإجتماعية.
✓دعم البحث العلمي:
يجب تشجيع البحث العلمي وتوفير الدعم المادي والمعنوي للباحثين.
✓تعزيز الحريات:
يجب حماية الحريات الأساسية ، بما في ذلك حرية التعبير وحرية الصحافة ، لضمان وجود مناخ حوار بناء.
✓بناء مجتمع مدني قوي:
يجب دعم المجتمع المدني وتشجيع المشاركة المجتمعية في صنع القرار.
✓دور الأفراد والمؤسسات:
– الأفراد: على كل فرد أن يسعى إلى تطوير نفسه واكتساب المعرفة ، وأن يكون قدوة حسنة لأبنائه ومجتمعه.
– المؤسسات التعليمية: يجب على المؤسسات التعليمية أن تلعب دورًا فعالا في نشر المعرفة وتوعية المجتمع.
✓وسائل الإعلام:
يجب على وسائل الإعلام أن تلتزم بالموضوعية والمهنية ، وأن تساهم في نشر الوعي والمعرفة.
✓الحكومات:
يجب على الحكومات أن تضع ٱستراتيجيات وطنية لمكافحة التجهيل والتهوين ، وأن تعمل على توفير بيئة مناسبة للتنمية البشرية.
ختاما ، فإن التجهيل والتهوين يشكلان تهديدا كبيرا للمجتمعات ، ويجب علينا جميعا العمل على مكافحتهما ، وذلك من خلال نشر المعرفة وتشجيع التفكير النقدي ، وبناء مجتمعات قائمة على العلم والمعرفة.
بقلم:
ذ.هشام الدكاني