اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، بعدة مواضيع إقليمية ودولية، أبرزها القضية الفلسطينية في ضوء الضغوطات الأمريكية الأخيرة على الفلسطينيين، وتأثير سياسة واشنطن تجاه طهران على الوضع الداخلي في إيران، والاتفاق الروسي – التركي حول إدلب السورية، والوضع في اليمن.
ففي مصر ، كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال لأحد كتابها، أنه في الوقت الذي كان فيه بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة العنصرية في إسرائيل “يؤبن قتلى الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 73، خلال حفل أقيم بالقدس المحتلة تقمص فيه دور حمامة السلام وزعم فيه أن حكومته تبذل كل جهد ممكن لتجنب الحرب ، كانت حمامة السلام الإسرائيلية قبل ساعات من هذا الاحتفال قد فرغت لتوها خزائن الرصاص في صدور المتظاهرين الفلسطينيين السلميين المنادين بالعودة لأراضيهم المحتلة”.
ولقد سقط من هولاء الفلسطينيين العزل، يضيف كاتب المقال، الكثيرون وبينهم طفل كان يحلم بالعودة فقتله جيش نتنياهو الذي يمارس الإرهاب والعدوان ليس على الجبهة الفلسطينية وحدها بل على الجبهات العربية ومنها الجبهة السورية التي تلقت بالأمس القريب صواريخ نتنياهو مترجمة تعهده بتجنب الحرب عن طريق قتل السوريين وتشريدهم وتدمير مدنهم بتعاون مع الجماعات الإرهابية التي ترعاها إسرائيل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية وسائر الدول الاستعمارية الطامعة في ثروات العرب ولو كان الثمن قتل الشعوب وذبح حمامة السلام الحقيقية.
بدورها، كتبت (الشروق)، بقلم أحد كتابها، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيبدأ في الأسابيع المقبلة “بمواجهة دبلوماسية جبهوية” مع إدارة ترامب ستصل إلى ذروتها مع الخطوات التي تخطط السلطة القيام بها في الأمم المتحدة بشأن مسألة التأييد ل(الأونروا) حيث أن السلطة الفلسطينية قررت حتى الآن تحدي قرار إدارة ترامب بإغلاق مكاتب منظمة التحرير في الأمم المتحدة وتقديم شكوى إضافية إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ضد نية إسرائيل هدم قرية خان الأحمر البدوية المتاخمة للقدس.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة تتخوف من أن يشدد ترامب على خطواته في مجالين الأول وهو أن تفرض إدارة ترامب عقوبات على كبار المسؤولين في منظمة التحرير وتمنعهم من دخول الولايات المتحدة، والثاني أن تمارس الإدارة الأمريكية الضغط على دول أوروبية وعربية لفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية على غرار إغلاق مكاتبها ومنع دخول أفرادها إلى تلك الدول.
وخلص كاتب المقال إلى أن الإدارة الأمريكية تصر على إجبار الفلسطينيين على العودة إلى طاولة مفاوضات “صفقة القرن” للرئيس ترامب، وأن محمود عباس مصر من جهته على إحباط خطة الرئيس الأمريكي السياسية الجديدة وطرح بديل منها يحظى بتأييد الاتحاد الأوروبى وروسيا واليابان.
من جهتها، اهتمت الصحف المحلية بالزيارة التي يبدأها اليوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لنيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ال 73 التي تبدأ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يعقد السيسي خلالها عددا من اللقاءات والاجتماعات مع عدد من رؤساء الدول المشاركة. وفي الامارات، كتبت صحيفة ( الخليج ) في افتتاحيتها أنه منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، ارتفع منسوب الخلاف بين إدارته وإيران بشأن قضايا عدة، من أبرزها الخلاف حول الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في عام 2015، واعتبره ترامب “أسوأ “اتفاق توقعه الولايات المتحدة في تاريخها، لأنه لم يراع المخاطر التي يشكلها البرنامج النووي الإيراني على الأمن القومي الأمريكي، وعلى الدول الحليفة لها في المنطقة.
وأضافت ان الفترة التي أعقبت تسلم ترامب السلطة فعليا في يناير من العام 2017، شهدت توترا لافتا، ومتصاعدا، بين واشنطن وطهران، حيث كثفت الولايات المتحدة من ضغوطها على إيران لتعديل الاتفاق النووي، قبل أن تعلن انسحابها منه من طرف واحد، معتبرة ان مواقف الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن سوى رد فعل على السلوك الإيراني” المزعزع للاستقرار في المنطقة، والداعم للإرهاب، فقد أكدت واشنطن أكثر من مرة أن إيران تعد المصدر الأول للإرهاب في العالم”.
وخلصت الى ان المنطق والعقل يحتمان على إيران ان تتوقف عن “تدخلاتها العبثية في الشأن العربي، وأن تتعامل إيجابيا” مع المبادرة التي سبق أن تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي مطلع العام الماضي، للحوار القائم على أسس “راسخة واضحة، وليس عبر التمدد إلى دول عربية، بما فيها دول لا تتداخل معها في الحدود، كما في الحالة اليمنية التي تجاهد طهران لوضعها ضمن فلكها عبر دعم جماعة الحوثي التي تحولت إلى فرقة من فرقها المسلحة التي تحارب في اليمن، لكن الهدف أبعد من ذلك، يتمثل في مشروع تخريبي يطال المنطقة بأسرها”.
وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الوطن) انه رغم الاتفاق الروسي – التركي حول إدلب، لكن هذا لا يعني أن المدينة “ضمنت تجنب تطورات كبرى سوف يكشفها القادم من الأيام، وإن كان عنوانها الحالي اليوم أن الاتفاق المذكور قد جنب المدينة مأساة كبرى”، كونه يمنع أي هجوم على المحافظة التي تأوي قرابة 3 ملايين سوري سواء من سكانها أو من تم تهجيرهم إليها من باقي المحافظات، لكن في الوقت نفسه الاتفاق ذاته ، تضيف الصحيفة، في حال لم يكتمل من ناحية التطبيق على الأرض فلن يكون له أي قيمة، ولاشك أنه أتى بعد تقلب المواقف الدولية كثيرا على مدى الأسبوعين الأخيرين، وفي لحظة ما كانت معركة إدلب لو وقعت فهي قد تخرج عن السيطرة، وبالتالي يصعب التكهن إلى أي مدى سوف تصل نيرانها.
واكدت الصحيفة ان روسيا “لن تسمح بأن يكون لأحد غيرها اليد الطولى في سوريا بعد أن تدخلت منذ العام 2015 وقلبت الموازين على الأرض.. لكن الترقب سيد الموقف اليوم وسواء تم تنفيذ الاتفاق أم فشل لأي سبب، فإن التطورات القادمة في سوريا لا شك أنها كبيرة جدا، وما بعد اتفاق إدلب ليس كما قبله”.
وفي السعودية، قالت يومية (الوطن) إن “انتهاكات ميليشيات الحوثي ضد المدنيين في اليمن تفاقمت أمس، حيث تجاوزت الاعتقال والتعذيب والاختطاف وتدمير المنازل وتجنيد الأطفال، إلى منع دخول شاحنات الطحين إلى مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، في محاولة لخلق أزمة خبز في المدينة، التي تشهد عملية عسكرية واسعة ضد المتمردين”.
واضافت نقلا عن “مصادر ميدانية، أن الحوثيين منعوا دخول شاحنات محملة بالطحين كانت متجهة إلى مخابز مدينة الحديدة، في إطار محاولاتهم الضغط على المدنيين للعمل في صفوفهم في مواجهاتهم مع قوات دعم الشرعية، لا سيما بعد أن ضيقت الأخيرة الخناق عليهم في معظم أنحاء المدينة في الآونة الأخيرة”.
وأشارت اليومية إلى أنه “في إطار سلسلة ممارسات المليشيات الحوثية ضد المدنيين، فقد عمدت مؤخرا إلى فرض جبايات ورسوما جديدة على البضائع القادمة إلى العاصمة اليمنية صنعاء”.
أما صحيفة (اليوم)، فتوقفت في افتتاحيتها عند الزيارة التي قام رئيس الوزراء الباكستاني عمرو خان أول امس إلى المملكة، وقالت في هذا الصدد إن العلاقات التي تربط البلدين “تاريخية و”استراتيجية”، مشيرة إلى أن الزيارة شكلت مناسبة لبحث عدد من القضايا الإقليمية وتبادل وجهات النظر حيالها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأوضاع باليمن، والتدخلات الايرانية السافرة في شؤون المنطقة، والوضع في أفغانستان.
وأبرزت الصحيفة أيضا أن البلدين “يحظيان بثقل سياسي يمكن استخدامه للمساعدة في حلحلة الأزمات والصراعات القائمة في كثير من أمصار وأقطار العالم لاسيما الدول الاسلامية، حيث تحرص الرياض وإسلام أباد على نشر مبادئ السلام والاستقرار ونزع فتائل الخلافات الطاحنة في ربوعها كما هو الحال في أفغانستان وغيرها من الدول”.
وفي قطر، ثمنت افتتاحيات الصحف المحلية ما جاء في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية، والتي قالت إنه أشاد بدور قطر في المساعدة على “مكافحة التطرف وتمويل الإرهاب” وب”تقديمها لدعم كبير في تسهيل العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة”، ووصفها ب”الشريك الهام والنشط” في هذا المجال لكل من الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
وأضافت الصحف أن التقرير أكد أنه بفضل مذكرة التفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب الموقعة بين واشنطن والدوحة ازداد التعاون بين الجانبين في مجال تبادل المعلومات بهذا الخصوص، معتبرة أن ما جاء في التقرير من إشادة أيضا بمبادرات قطر في مجال التعليم للجميع ومن “تنويه بقدرة الأجهزة الأمنية على رصد وتعطيل الأنشطة الإرهابية”، تنويهات “مستحقة”.
وعلى صعيد آخر، اهتمت صحيفة (الراية) باحتفال العالم باليوم الدولي للسلام، الذي يوافق 21 شتنبر من كل عام، مشيرة الى أن تخصيص احتفالية هذه السنة للاحتفاء ب”الحق في السلام – 70 عاما منذ إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”، إنما هو رغبة من المنتظم الأممي لتسليط مزيد من الضوء على هذا الإعلان الذي يمثل وثيقة تاريخية لمجال حقوق الإنسان ترجمت اكثر من غيرها لأزيد من 500 لغة.
وذكرت بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت اعتمدت هذا الإعلان، الذي صاغة ممثلون من ثقافات ومرجعيات قانونية مختلفة من كل أنحاء العالم، في باريس في عاشر دجنبر 1948، بوصفه معيارا عاما للإنجاز في هذا المجال.
ولفتت الصحيفة، في هذا الصدد، الى أن قطر، ووفقا لمجموعة من المعايير التي يتضمنها مؤشر السلام العالمي، “تصدرت في العام الماضي وللعام التاسع على التوالي قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، كما “احتلت المرتبة الـ (30) على المستوى العالمي من بين (163) دولة شملها تقرير معهد لندن للاقتصاد والسلام والذي يصدر بالتعاون مع مركز دراسات السلام والنزاعات في جامعة سيدني”، معتبرة أن تصنيف هذا التقرير لقطر “ضمن الخمسين دولة الأكثر أمنا على مستوى العالم”، يعكس “الجهود المبذولة على هذا الصعيد تماشيا مع رؤية قطر (2030) واستراتيجية وزارة الداخلية الرامية إلى تعزيز الأمن على مستوى الدولة”.
وفي الأردن، اهتمت الصحف المحلية بمشروع قانون ضريبة الدخل الجديد الذي تستعد الحكومة لتقديمه لمجلس النواب لمناقشته، حيث أوردت (الدستور) تصريحا لرئيس المجلس، عاطف الطراونة، الذي أعرب “عن استغرابه لما نقل على لسان نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر، بإقحام مجلس النواب في مسألة التفاوض مع صندوق النقد الدولي”، مؤكدا أن “المجلس سيد نفسه فيما يراه مناسبا حيال التعديلات على القانون”.
ونقلت الصحيفة عن الطراونة، قوله إن “مجلس النواب لا يتلقى تعليمات أو إملاءات من صندوق النقد الدولي، ولن يراعي في الاعتبار سوى المصلحة الوطنية العليا عند وصول تعديلات قانون الضريبة إلى المجلس”، مشيرا إلى أن ما جاء في خطاب التكليف الملكي للحكومة يستوجب منها اليوم العمل على إجراء مراجعة شاملة للمنظومة الضريبية والعبء الضريبي بشكل متكامل، ينأى عن الاستمرار بفرض ضرائب استهلاكية غير مباشرة وغير عادلة لا تحقق العدالة والتوازن بين دخل الفقير والغني”.
من جانبها، ذكرت (الرأي) أن نائب رئيس الوزراء، رجائي المعشر، أكد أمس، أن إقرار مشروع قانون ضريبة الدخل الجديد بصيغته النهائية من صلاحيات مجلس الأمة، وأن الهدف منه هو إيجاد مدخل لنهج اقتصادي جديد يأخذ بعين الاعتبار تحقيق النمو والعدالة، لافتا إلى أن الإجراءات الحكومية التي اتخذت خلال النصف الأول من العام الحالي، عالجت نحو 50 في المائة من متطلبات صندوق النقد الدولي.
وأضاف المعشر، وفقا للصحيفة، أنه على الرغم من الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به البلاد، إلا أن الأردن يعاني من غياب “الاستقلال الاقتصادي”، الأمر الذي يتطلب السعي بكل جدية للوصول إلى ذلك الاستقلال من خلال تنفيذ قائمة من الإجراءات المختلفة يقع مشروع قانون ضريبة الدخل الجديد على رأسها.
وفي الشأن الاقتصادي، اهتمت الصحف المحلية بالاتفاقية التي وقعتها الحكومة الأردنية أمس مع الصندوق الكويتي للتنمية، لتخفيف أعباء مديونية الأردن تجاه الصندوق، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقية تتضمن إعادة جدولة 17 قرضا بقيمة إجمالية تبلغ 300,7 مليون دولار، سيتم سدادها على مدى 40 عاما.
وأشارت إلى أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه الكويت، من خلال الصندوق، للأردن، لمساعدته للتغلب على التحديات المالية والاقتصادية التي تواجهه نتيجة لحالة عدم الاستقرار في المنطقة وتداعياتها السلبية على الاقتصاد الوطني. وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال رأي، أنه بالرغم من مرور 70 عاما على “النكبة”، والمقارفات والفظاعات الإسرائيلية المتتالية، والسيطرة الكاملة على مساحة فلسطين التاريخية، فإن ذاكرة الفلسطينيين لا تزال نابضة برسمة فلسطين التي عجزت خرائط إسرائيل الصهيونية عن تغيير ملامحها.
وأوضح كاتب المقال أن “الدولة الصهيونية” وإن كانت “ناجحة” في عملها في الحيز الجغرافي عبر السيطرة على الأرض وبناء المستعمرات (المستوطنات)، إلا أنها لم تنجح في حيزي الوعي والذاكرة، وهي السياسة التي بدأتها منذ قيامها عبر محاولات غسل الدماغ ليغير معها الفلسطيني أفكاره أو مدركاته في موضوع ما من الإيجاب إلى السلب أو من السلب إلى الإيجاب، وعبر تشكيل قناعات وسياسات جديدة تنحرف عن الهدف الأصلي وتقزمه وصولا إلى قناعات متفقة أو غير متعارضة مع شروط إسرائيل، أو ضمن سقف تقبل به.
وخلص الكاتب إلى أنه مهما كانت “الدولة الصهيونية كقوة احتلال تجهد لخلق وقائع جديدة على الأرض عبر خطط وقوانين عنصرية، فإن الوقائع والأحداث تثبت فشلها في احتلال الوعي الفلسطيني، وأن كل محاولات هذه المستمرة في طمس الهوية الفلسطينية وسرقة الأملاك والحقوق والثروات لم تنجح حتى اللحظة، مؤكدا أنه لا يزال هناك شيوخ يتذكرون، وأطفال ورثوا عن أجدادهم تلك الذاكرة الحامية للوعي الفلسطيني.
وفي موضوع آخر، أبرزت الصحيفة أن إيران بدأت في تنفيذ حملة إعلامية جديدة هدفها استعطاف الشعب الأمريكي، والمؤسسات الأمريكية التي يمكن أن تمارس ضغطا شعبيا على القرار الرسمي، بسبب تأثرها بالعقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة عليها.
وأضافت أن هذا الثأثر بدا واضحا على الاقتصاد الإيراني على عكس كل التحليلات الإعلامية والسياسية الأمريكية السابقة التي لم تكن متفائلة بهذه العقوبات، مبرزة أن الاقتصاد الإيراني اليوم يعاني بشكل غير مسبوق، وبات الأمر واضحا بالنسبة إلى المراقبين والمحللين الاقتصاديين والإعلاميين الذين اقتنعوا بالوضع المزري الذي آلت إليه إيران.