انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الإثنين على عدة مواضيع أبرزها مكافحة الإرهاب في مصر، وتوتر العلاقات الامريكية- التركية، والتفجيرين الإرهابيين في مدينتي الفحيص والسلط بالأردن، ومحدودية تأثير القرارات الأممية في حل الأزمة اليمنية، والوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتأثير العقوبات الأمريكية على الداخل الإيراني، إضافة إلى مسار تشكيل الحكومة في لبنان.
ففي مصر، قالت يومية (الأهرام) في افتتاحيتها إنه “في خطوة موفقة جديدة، أثبت الأمن المصري قدرته وصلابته، ونجاح الاجراءات الأمنية التي يقوم بها في مواجهة الإرهاب والارهابيين، بعد إحباطه لمحاولة خسيسة لاستهداف كنيسة العذراء بمسطرد، هذه الكنيسة التي يحتفل فيها الأقباط حاليا بعيد العذراء وتقصدها أعداد كبيرة”.
وأضافت الصحيفة أن “المعركة المصرية ضد الارهاب وجماعات الظلام والخراب، ستظل مستمرة وممتدة، وسيحاول المتآمرون أن يعبثوا بملف الفتنة الطائفية، وتوجيه ضربة هنا أو هناك، لكن أجهزة الأمن ستبقى كعادتها ساهرة بقوة لإجهاض عمليات الارهاب الجبان التي تمقتها كل الديانات والأعراف الانسانية”.
كما توقفت الصحف عند “توجيه الأجهزة الأمنية ضربة ناجحة جديدة ضد بقايا العناصر الإرهابية في سيناء، بعد نجاحها في تصفية 12 إرهابيا داخل وكرهم بالعريش، إثر ورود معلومات لقطاع الأمن الوطني تفيد بقيام مجموعة من العناصر الإرهابية باتخاذ قطعة أرض بالعريش وكرا لهم”.
أما جريدة (الوطن) فتطرقت في عمود لأحد كتابها، إلى توتر العلاقات التركية-الأمريكية ووصولها إلى حافة الهاوية، بعد اتخاذ الرئيس الأمريكي لعدة اجراءات اقتصادية عقابية ضد انقرة أبرزها استخدام الدولار الأمريكي في أسواق النقد ضد الليرة التركية وفرض رسوم على صادرات الصلب والحديد التركي من 20 إلى 50 بالمئة، وهو ما أدى تسببت في هبوط الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها منذ عام.
ورأت أن هذا الشد والجذب، في العلاقات بين البلدين، “يضع تركيا أمام مفترق طرق حاد وخطير لا يحتاج إلى محاولة إمساك الرئيس التركي بالعصا من كل الاتجاهات.. إنها لحظة اختيار قاسية وصعبة، ويكفي أن العملة الأوروبية اليورو تأثرت بنتيجة هذه العقوبات بأن هبطت لأدنى مستوى له”.
وفي الامارات، توقفت صحيفة ( الاتحاد) في افتتاحيتها بعنوان” مع الاردن” عند التفجيرين “الإرهابيين” اللذين شهدتهما مدينتي الفحيص والسلط، بالاردن ، مضيفة ان ما حدث في هذا البلد ، “أظهر مجددا أننا إزاء نزعات إجرامية، تتخذ من الدين ستارا لها، ومن اليأس والتطرف والعنف حواضن لشرورها، وهذه بؤر لا سبيل لمكافحتها إلا بالحلول الأمنية الشديدة، وبوعي المجتمعات العربية لمصالحها، وبجهود فكرية في التعليم والثقافة، تحاصر الإرهابيين وتكشف تدابيرهم، وتفضح المريب في مخططاتهم”.
وسجلت الصحيفة ان الأردن “نجح ، ولا يزال، في النجاة من زلازل الجوار، بفضل الخبرة الطويلة التي اكتسبها في مجابهة الأزمات، وتماسك منظومات الحكم والأمن والمجتمع، ووعيها بالمخاطر، فضلا عن الإسناد العربي الذي شكل عمقا معنويا وماديا للأردن، اعترافا بدوره الأساسي في القضية الفلسطينية، وتقديرا لجهوده اللافتة في مكافحة الإرهاب” مضيفة انه “وسط ذلك، يستهدف التطرف بعمائه وخيبته رجال أمن أردنيين، ويبحث عن ساحات جديدة؛ لتفريغ سمومه وأحقاده”. بدورها كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها أن “وقوع عملين إرهابيين في وقت متزامن تقريبا في كل من الأردن ومصر، يدل على أن الإرهاب الأسود لا يزال حيا وقادرا على التحرك عند أي فرصة تسنح له لضرب الأمن وتهديد حياة الأبرياء، وهو قادر على الكمون مثل البكتيريا أو الفيروس بانتظار الظروف المناسبة للهجوم والغدر”.
واضافت ان “هذا الوباء الذي انتشر في ديارنا العربية مثل النار في الهشيم، ومارس أبشع ما يمكن أن يخطر على بال من قتل وذبح وسبي وتدميرللمدن والحواضر والحضارات، وتشويه للدين الإسلامي، يبدو أن الحرب ضده لم تحقق كل أهدافها” داعية الى وضع استراتيجية مواجهة شاملة ضد الإرهاب بمختلف مكوناته.
وفي موضوع آخر، أبرزت صحيفة ( البيان) في افتتاحيتها الاحتفال باليوم العالمي للشباب الذي صادف يوم امس 12 غشت، مشيرة في هذا الصدد الى ان الامارات تسعى ” تأكيدا لثقتها في ولاء وانتماء وكفاءة أبناء الوطن، إلى إسناد دور مهم للشباب في التعريف بالقيم الأصيلة لدولتهم، وتجربتها الحضارية في التسامح وبناء الإنسان، إضافة إلى مد جسور التواصل المعرفي والعلمي مع العالم”.
وفي السعودية، كتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها أن “قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن صدرت ولم يكن هناك آلية لتنفيذها مما أدى إلى انتهاكها بشكل سافر، وكأنها لم تكن، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة اليمنية باستمرار جماعة الحوثي ومن ورائها إيران في التعامل مع القرارات الدولية بكل استخفاف انعكس على تعامل الجماعة الإرهابية مع المبعوث الدولي مارتن غريفيث ومن سبقوه في ذات المهمة”.
وقالت الافتتاحية إنه “على الرغم من الأهمية القصوى للأزمة اليمنية التي تعدت انعكاساتها الإقليم إلى المجتمع الدولي بتهديد الملاحة الدولية الحيوية في باب المندب، فإننا لا نرى تحركات دولية تتناسب مع أهمية الأزمة وانعكاساتها الإقليمية والدولية، وأقل تلك التحركات كما يجب أن تكون الالتزام بقرارات المجلس لا خرقها رابعة النهار وعلى رؤوس الأشهاد”.
وخلصت إلى أن “عدم تطبيق القرارات الخاصة بالأزمة اليمنية يعطي انطباعا سلبيا ليس للحوثيين والإيرانيين فقط بل لأي أزمة يصدر عن المجلس قرار فيها، بمعنى أدق إن تلك القرارات ستفقد أهميتها وصدقيتها، ولن يكون لها ذلك الثقل السياسي الذي صدرت من أجل تحقيقه”.
وفي نفس الموضوع، قالت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها إنه “لا شك أن التقاعس الأممي حيال عدم اتخاذ اجراءات مناسبة ضد تزويد ايران الحوثيين بالأسلحة أدى الى اطالة أمد الحرب، حيث يستخدم الحوثيون تلك الأسلحة بطريقة غير مشروعة لتهديد الاستقرارالاقليمي في الشرق الأوسط وسلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.
وأضافت أن هذا الوضع “يهدد أمن دول المنطقة ويهدد الأمن والسلم الدوليين، وهو ما يدعو إلى اتخاذ اجراءات أممية صارمة لمنع تهريب الأسلحة الايرانية الى الحوثيين ومحاسبة المنتهكين للحظر المفروض على الأسلحة، وهي اجراءات لابد منها للحفاظ على أمن اليمن وسلامته واستقرار دول المنطقة بأسرها”.
وفي قطر، نشرت صحيفة (العرب) مقالا تحت عنوان “إشكالات التهدئة في غزة واستغلالاتها الكثيرة”، لفت كاتبه الى أن غارات الطيران العسكري على غزة، بالرغم من الحديث عن التوصل الى تهدئة، إنما هي “استمرار للتفاوض بالتراشق الناري؛ لأن في الاتفاق تفاصيل لا يمكن حلها بالحجج التفاوضية”، ملاحظا أن ذلك “لا يمنع” إعلان جميع الأطراف عن حصول “تقدم” على طريق اتفاق “يفترض”، برأيه، أن “يجمع” بين مقترحات مصرية (باعتبار مصر الطرف الوسيط في المفاوضات) باتجاه “فترة هدوء مفتوحة”، وبين خطة الأمم المتحدة “لإنشاء مشاريع اقتصادية-تنموية تخفيفا للحصار الإسرائيلي وتحسينا للوضع المعيشي في غزة”، درءا لاحتمالات اندلاع حرب جديدة.
وسجل كاتب المقال أنه في وجود شروط أخرى للتهدئة وتعقيدات، أبرزها أن إسرائيل “لا يمكن أن تتخلى (…) عن إمكان التدخل العسكري بحجة ضرب كل ما تعتبره خطرا على أمنها”، في مقابل رفض “حماس” والفصائل الأخرى أن يكون “سلاحها ونشاطها العسكري موضع مساومة”، فإن هذه التهدئة لا تمثل اتفاق سلام بين الطرفين وإنما فقط “هدنة يمكن تطويرها”، لافتا الى أنه في ظل سلوك إسرائيلي بعيد عن تقبل مسألة المصالحة الفلسطينية (الجاري التفاوض بشأنها) وموغل في استغلال الانقسام، فإن هذه الهدنة قد لا تخرج عن دائرة التوظيفات الإسرائيلية لإقرار ما يطلق عليه “صفقة القرن”، وهي اللعبة، برأي الكاتب، التي “لن تنخرط فيها حماس والفصائل (…) حتى لو أغريت بأن التهدئة المستدامة تشكل اعترافا بسلطة الأمر الواقع التي أنشأتها في غزة”.
وفي الشأن الداخلي، توقفت افتتاحية (الوطن) عند الأرقام المسجلة على مستوى الصادرات غير النفطية التي كشف عنها التقرير الشهري لغرفة قطر حول التجارة الخارجية للقطاع الخاص، والتي كشفت عن تحقيق هذه الصادرات، خلال النصف الأول من العام الجاري، لنمو بقيمة (11.5) مليار ريال، مقابل (8.6) مليار ريال لنفس الفترة من العام الماضي (دولار أمريكي يساوي 3.6398 ريال)، مشيرة الى أن هذه المعطيات الرقمية “تؤكد متانة الاقتصاد القطري وقوته، وأيضا تنوعه، وكذا تنامي قوة القطاع الخاص، وتنوع الأسواق التي تصدر لها قطر منتجاتها غير النفطية”.
ومن جهتها، نوهت افتتاحية (الراية) بإحداث المدرسة الثانوية العسكرية، التي تم تأسيسها بتعاون ما بين وزارة الدفاع ووزارة التعليم والتعليم العالي والموجهة لاستقبال الطلاب المتفوقين لإعدادهم للدراسة بالكليات العسكرية والكليات المدنية داخل وخارج قطر، مسجلة أن القناعة المحركة لهذا الإنجاز تفيد بان “الحياة العسكرية ترسخ حب الوطن والتفاني في خدمته والتضحية من أجله لأنها مبنية على الانضباط والالتزام الشديد”، وهو بالضبط المطلوب في عالم “لا يوجد فيه مكان في المستقبل للمتقاعسين والمتخاذلين وغير المؤهلين”.
وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن الرئيس الإيراني حسن روحاني يتعرض لضغوطات كبيرة داخليا وخارجيا، سواء من قبل الشارع المحتج على موجة الغلاء والتدهور المعيشي أو من طرف الأجنحة المنافسة له أو جراء تأثير العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني ومحاولة إنقاذ ما تبقى من الاتفاق النووي وتجنب العزلة الدولية الخانقة.
وأوضحت الصحيفة أنه على مستوى الداخل يضغط المرشد الإيراني علي خامنئي على روحاني ويطالبه بمواجهة الفساد الذي “يعود الجزء الأكبر منه لاختلاسات وعمليات النهب التي يقوم بها أتباع المرشد ومقربوه وخاصة رجال الدين المتنفذين وقادة وأجهزة وشركات الحرس الثوري”، إضافة إلى أن قائد هذا الحرس يطالب روحاني بالتركيز على إنقاذ العملة الإيرانية المنهارة.
وأضافت اليومية أن أيا من الأجنحة الإيرانية المتصارعة فيما بينها، والتي تضغط على روحاني، ليس لديها أية حلول لكيفية تخفيف الشعور المتنامي باليأس والغضب في الشارع الإيراني، لاسيما عقب تنفيذ العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران، والتي تتضمن حظر شراء الدولار من قبل إيران ومنع تجارة الذهب والمعادن والسيارات.
من جهتها، أبرزت صحيفة (الأيام) أن وزراء خارجية رابطة أمم جنوب شرق آسيا المعروفة اختصارا بـ”آسيان” أنهوا مؤتمرهم السنوي الواحد والخمسين في سنغافورة في الرابع من غشت الجاري، وسط اهتمام غير مسبوق من قبل وسائل الإعلام والمراقبين.
وأوضحت الصحيفة أن من بين الأسباب التي جعلت هذا المؤتمر محط اهتمام هي أنه الأول الذي ينعقد بعد القمة التي جمعت بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي في سنغافورة أيضا في يونيو المنصرم، وبالتالي كان متوقعا أن يطغى موضوع نزع السلاح النووي والصاروخي لبيونغ يانغ على أعمال المؤتمر، لاسيما في ظل حضور وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ هو ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وفي لبنان، اهتمت الصحف بمسار وأجواء تشكيل الحكومة اللبنانية حيث كتبت صحيفة (المستقبل) أن ” أجواء التفاؤل والارتياح ، في بعبدا وبيت الوسط وفي عين التينة، تطغى على موضوع التأليف ماعدا همسات عن (ثلث معطل) أو (عقد خارجية) تلوح بين الفينة والأخرى”، مضيفة أن تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن “الثلث المعطل أصبح متجاوزا “، وأن الرئيس المكلف سعد الحريري “ليس وحده من لا يحتمل الثلث المعطل ، وإنما الجميع لا يحتمل ذلك”.
وأضافت اليومية أن موقف بري، الذي أعلنه أمس خلال لقاء أجراه مع عدد من المسؤولين السياسيين، أقرنه ب”ارتياح وتفاؤل” بمسار المشاورات التي دخلت “مرحلة جدية يمكن أن تقود المشاورات إلى نتيجة ملموسة”، معتبرا أن هذا الارتياح والتفاؤل يرجع إلى “انخفاض سقف المطالب والتعقيدات لدى الجميع وأن الثلث المعطل أصبح متجاوزا لأن لا أحد لم يعد يطالب به ، وكذا إلى المناخ الإيجابي للقاءات الرئيس المكلف مع عدد من القادة السياسيين”.
ونقلت الصحيفة عن بري تأكيده بأن “هذا التفاؤل لا يعني أن مهمة الرئيس المكلف قد انتهت ، وأنه في حالة استمرار المناخ الإيجابي القائم حول الحصص يمكن أن ينسحب على ملف الحقائب الذي يبقى أسهل بكثير من الملف الأول”، مجددا التأكيد على أن الموضوع يعد “شأنا داخليا ولا يرتبط بوجود عقد خارجية”.
وفي في نفس الموضوع، كتبت صحيفة (اللواء) أن ” نبيه بري، ووفقا لمصادر زواره، يتحفظ حول موضوع إمكانية رؤية حكومة في وقت قريب، ومرد هذا يرجع إلى حفظ خط الرجعة في ضوء التجارب السابقة، مع تأكيده أن محركات التأليف عادت إلى السكة، وأن ولادة الحكومة سيأخذ وقتا، لا سيما وأن المشاورات استؤنفت بعد توقف”.
وأضافت أن ” البلاد تدخل أسبوعا جديدا من المراوحة في تشكيل الحكومة من دون ايجاد حل للعقدتين المسيحية والدرزية، على الرغم من أجواء التفاؤل التي تطبع الساحة السياسية”، مضيفة، نقلا عن مصادر رسمية تتابع مسار التشكيل، أنه ” بات من الصعب منح (القوات اللبنانية) مطلبها بحقيبة سيادية، وتوليها الحقائب الخدماتية والأساسية التي تطالب بها ومنها الأشغال والصحة، حيث بات من المسلم به أن حقيبة الصحة ستؤول لـ(حزب الله) بموجب الاتفاق بين الحزب ورئيسي الجمهورية والحكومة المكلف”.
ومن جهة أخرى، تطرقت اليومية إلى موضوع وضع الحجاج اللبنانيين، حيث نقلت “نفي المكتب الإعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري إشاعة حجب المملكة العربية السعودية تأشيرات الحج إلى بيت الله الحرام التي تقدم بها الرئيس الحريري وتيار المستقبل”، وتأكيده أن السعودية خصصت ثلاثة آلاف تأشيرة لمكتب الرئيس الحريري إضافة إلى ألفي تأشيرة مجاملة أخرى.